صنعاء - يجذب قصر دار الحجر الذي بُني في ثلاثينيات القرن الماضي على صخرة شاهقة على مشارف العاصمة اليمنية صنعاء، الزوار لأهميته المعمارية والتاريخية. وشدد الزائر محمد الحاج الذي كان يجوب القصر مع عائلته على أهمية القصر الواقع في وادي ظهر، معتبرا أنه "تراث يمني أصيل كان يجتذب الزوار من كافة أنحاء العالم"، مشيرا إلى أن التراجع الكبير في عدد السياح الأجانب والعرب المولعين بتاريخ اليمن ومعماره لا يحط من مكانة المنطقة الأثرية. ودار الحجر أحد المباني التاريخية في اليمن ويقع في صنعاء - وادي ظهر وقد بني على يد علي بن صالح العماري وسمي بهذه التسمية نسبة إلى الصخرة الغرانيتية التي شيد عليها. وبعد أن توارث قصر دار الحجر العديد من الملوك في القرن العشرين تم ترميمه على يد أحدهم ويدعى الملك يحيى حميد الدين، نتيجة تعرضه للإهمال والضرب بسبب الحروب الدائرة بين اليمن وبعض الدول المجاورة حينها. وبُني القصر الملكي الذي يرتفع أكثر من 50 مترا فوق أحد الأودية، ليكون المقر الصيفي لحاكم اليمن السابق الإمام يحيى حميد الدين (1869-1948) وعائلته. وعندما انتهى حكم الإمامة في اليمن بانقلاب عسكري عام 1962، أصبح قصر دار الحجر مقصدا شهيرا للزوار، لأنه يمثل العمارة اليمنية ويُعتبر على نطاق واسع واحدا من أشهر المعالم الأثرية في البلاد. ويتميز القصر بتصميم معماري فريد، وهو ما دفع الجيش العثماني إلى الاستحواذ عليه سنوات عديدة، ليكون مقرا للحكم. ويتكون القصر من سبعة أدوار متناسقة بتصميمها مع التكوين الطبيعي للصخرة التي بني عليها، وعند بوابته توجد شجرة "الطالوقة" المعمرة التي يقدر عمرها بـ700 عام. والدخول إلى الدار يكون عبر ممر واسع مرصوف بأحجار ضخمة توصل إلى استراحة، ويقع المفرج على الجهة الشمالية ويطل على حوض مائي دائري مبني من حجر الحبش الأسود. ويعتقد زائر آخر اسمه نايف قبان أن هذا الفن المعماري الفريد لا مثيل له في بقية مناطق العالم، مشددا على أن "اليمنيين تفننوا في العمارة" قديما وحديثا. وأشار زائر ثالث اسمه باسم الحسني إلى أن المبنى يبهر زائريه بدءا من تخطيطه ونحته في الجبل وتشكيله، مرورا بحسن اختيار الأماكن المناسبة لبناء الشرفات والغرف والمجالس، وصولا إلى الفتحات الصغيرة المتناثرة في المكان والتي كانت تستخدم أثناء الحرب. وشُيد القصر الذي نجا من الصراع الذي دمر معظم البنية التحتية للبلاد، على شكل برج يمني تقليدي، وكانت طوابقه العلوية مخصصة لعائلة الإمام، فيما كانت الطوابق السفلية للضيوف والخدم. ويمكن لزوار القصر صعود الدرج للوصول إلى أعلى المبنى بحيث يمكنهم الاستمتاع بإطلالات بانورامية على الوادي الدائري والجبال. وقال الزائر يونس الشبيبي إن "المكان بني ليكون صالحا أيام السلم والحرب، فهو مبني في مكان يطل على المنطقة بشكل عام مما يسهل رصد الأعداء والاستعداد لرد كيدهم، وهكذا كان فضاء مناسبا لمحاصرة العدو.
مشاركة :