ا ف ب : تزدحم الأحداث قبل أربعة أيام من انتخابات مشهودة لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ـ امبراطورية كرة القدم ـ التي يتنافس فيها خمسة مرشحين (حتى الآن)، في حين أن صاحب النفوذ الأقوى فيه لأكثر من عقدين من الزمن يقاتل للدفاع عن براءته. وإذا كان الرئيس الموقوف للفيفا، السويسري جوزيف بلاتر، يريد الخروج بصك البراءة على أبعد تقدير، فإن الفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي الموقوف أيضاً والذي كان ينظر إليه كخليفة لبلاتر في رئاسة أهم منظمة كروية في العالم يعتبر الخاسر الأكبر. خرج بلاتر إذاً من الباب الضيق لفيفا، حيث بسط نفوذه رئيساً منذ 1998 حتى استقالته المفاجئة تحت ضغوط فضائح الفساد المتتالية في الثاني من يونيو الماضي، أي بعد أربعة أيام من إعادة انتخابه رئيساً لولاية خامسة على التوالي، بعد الفوز على الأردني علي بن الحسين الذي انسحب قبل الجولة الثانية من التصويت. ولا تزال تداعيات تلك الانتخابات مستمرة حتى الآن، ويبدو أنها لن تتوقف قريباً، فقبل يومين من التصويت، وتحديداً في 27 مايو 2015، اقتحمت الشرطة السويسرية الفندق الرسمي للوفود واعتقلت بناءً على طلب من القضاء الأمريكي مسؤولين بارزين أهمهم جيفري ويب من جزر كايمان الذي كان في حينها رئيساً للكونكاكاف ونائباً لرئيس الفيفا، كما وجهت التهم إلى مسؤولين آخرين، وشركاء في شركات للتسويق الرياضي. السفينة لم تصل إلى بر الأمان سارت الرياح القوية بعكس سفينة بلاتر الذي كان يتباهى دائماً بأنه ربان ماهر يوصل السفينة إلى بر الأمان، فأوقف مع بلاتيني لمدة 90 يوماً في البداية قبل أن يصدر الحكم بوقفهما في 21 ديسمبر الماضي لمدة ثمان سنوات عن مزاولة أي نشاط كروي، بعد تسريب حصول الفرنسي على مبلغ مليون دولار من السويسري في 2011 عن عمل استشاري قام به الأول للثاني بين 1999 و2002 بعقد شفهي. واجه السويسري بلاتر ظروفاً عصيبة بعد قرار الإيقاف، ودخل إلى المستشفى "لأنه لم يتحمل الضغوط النفسية عليه"، وبدأ مع بلاتيني رحلة صعبة لتغيير الحكم وقد مثلا قبل أيام أمام لجنة الاستئناف التابعة للفيفا. يقف على الحياد ردد بلاتر كلمات معبرة جداً تؤكد نهاية نفوذه، مع أن البعض يرى أن دوره في الانتخابات المقبلة لا يمكن إغفاله ولو اتسم بالسرية التامة. وقال العجوز السويسري (سيبلغ الثمانين في 10 مارس المقبل) الذي بدا عليه الوهن مع أنه كان متألقاً في الانتخابات الماضية "الرحيل الذي يدبرونه لي محزن، لكن ما بالإمكان فعله ؟ هناك حالات لا تملك السلاح لمواجهتها، وفجأة لم يعد لديك أي أصدقاء" وذلك في مقابلة مع راديو مونتي كارلو "ار ام سي". وتابع "لقد طورنا كرة القدم خلال فترة 40 عاماً ولم تصل سابقاً إلى المستوى الذي أصبحت عليه الآن، ويكفي أن تنظروا إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا لتعرفوا المستوى الذي وصلت إليه كرة القدم". لكنه حيد نفسه على ما يبدو عن الانتخابات المقبلة لتحديد خليفته بالقول "لا يمكنني التحيز لأحد، هذا أمر مستحيل. ليس من شأني التدخل في هذه المسألة"، كاشفاً أن أربعة من المرشحين الخمسة تحدثوا إليه وبأن عدة اتحادات اتصلت به للوقوف على رأيه بشأن المرشح الذي يجب التصويت له"، مضيفاً "قلت لهم: صوتوا لمن تريدون، لمن ترونه بروحكم وثقتكم الأفضل بالنسبة لفيفا". بلاتيني الخاسر الأكبر وقع الإيقاف يختلف تماماً بالنسبة إلى بلاتيني، لأنه كان سينتقل من رئاسة الاتحاد الأوروبي الذي أداره بنجاح لأعوام، إلى التربع على عرش أهم منظمة كروية في العالم، ولذلك فإنه يقاتل بدوره لتبرئة نفسه وتلميع صورته التي تشوهت بسبب هذه القضية، واستعادة على الأقل كرسي رئاسة الاتحاد الأوروبي. والضرر الذي لحق ببلاتيني كبيراً جداً لأنه اضطر إلى سحب ترشيحه لرئاسة الفيفا، ونفى أن يكون بلاتر هو من كشف قضية هذه الدفعة "المتأخرة" بقوله "هل أنا موجود في هذا الوضع بسبب بلاتر؟ على الأطلاق، لأنه في نفس الوضع الذي أنا فيه لكن أحدهم قام بالتحريض (ضده) وسأسعى لمعرفة هويته". وسيكتفي أهم مسؤولين في كرة القدم حتى قبل أشهر قليلة بمتابعة انتخابات الفيفا من بعيد، هذا في العلن على الأقل، والتي يتنافس فيها خمسة مرشحين هم أمين عام الاتحاد الأوروبي السويسري-الإيطالي جاني إنفانتينو ورئيس الاتحاد الآسيوي البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة والأردني الأمير علي بن الحسين والجنوب أفريقي طوكيو سيكسويل والفرنسي جيروم شامباني. الفيفا يجمد ماكودي ! زوريخ -(رويترز) : قال الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) إن لجنة القيم التابعة له عاقبت التايلاندي وراوي ماكودي العضو السابق في اللجنة التنفيذية للفيفا بالإيقاف لمدة ثلاثة أشهر لعدم التزامه بإيقاف سابق. وكانت لجنة القيم عاقبت ماكودي الرئيس السابق للاتحاد التايلاندي لكرة القدم بالإيقاف لمدة ثلاثة أشهر في أكتوبر الماضي وحظرت عليه ممارسة أي نشاط يتعلق باللعبة الشعبية خلال مدة الإيقاف. وقال الفيفا في بيان أمس الاثنين "وجدت لجنة القيم أن ماكودي لا يزال طرفاً في أنشطة الاتحاد التايلاندي لكرة القدم خلال هذه الفترة.. ومن ثم فقد قررت إيقافه عقاباً على مشاركته في أنشطة تتعلق بكرة القدم على المستويين الوطني والدولي لمدة ثلاثة أشهر." كما فرضت لجنة القيم على ماكودي غرامة مالية بقيمة ثلاثة آلاف فرنك سويسري (3015 دولاراً) ووجهت إليه تحذيراً. السويسري جاني إنفانتينو : أسبوع مصيري للكرة العالمية ا ف ب : اعتبر السويسري جاني إنفانتينو، أحد المرشحين لخلافة مواطنه جوزيف بلاتر في رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، إن الأسبوع الحالي "هو الأهم" في 112 عاماً من تاريخ الفيفا. وقال إنفانتينو (45 عاماً) في بيان له أمس الاثنين "الأسبوع الحالي هو الأهم في 112 عاماً من تاريخ الفيفا وأعضاؤه الـ 209 لديهم القدرة على تحديد ليس فقط مصيرهم، ولكن أيضاً مصير الفيفا وكرة القدم في العالم". وتابع "إن انتخاب الرئيس المقبل واعتماد الإصلاحات العالمية للحوكمة يمكن أن يضع الفيفا على طريق جديد من الثقة والاحترام والنمو الاقتصادي". وأضاف "في نهاية الأسبوع، سنعرف إذا قام الفيفا بخطوة كبيرة إلى الأمام باتجاه الإصلاح والشفافية". وإنفانتينو هو عضو لجنة الإصلاح التي شكلها الفيفا لتقديم مقترحات تعيد الهيبة لهذه المنظمة الكروية.
مشاركة :