هل بالفعل يوجد مليون مهاجر سعودي؟

  • 2/23/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في البداية، إن كان لدينا مليون مهاجر سعودي وسعودية فحاربوا الفساد وطوروا المساواة الاجتماعية ووفروا الوظائف وسيرجع المليون سعودي وسعودية لأرض الوطن. العيش في بلد ليس ببلدك في العصر الحديث يتمثل في قيام مواطني دول أقل حظا في التنمية الاقتصادية إلى بلد يكون أكثر تطورا وبه فرص للعمل وبسبب وجود مساواة اجتماعية واحترام أكثر للفرد. وكما نعلم فإن المملكة تعتبر من أكثر الدول جذبا لليد العاملة، فلماذا يقوم مواطن سعودي بالخروج من بلاده خاصة إذا كانت لديه شهادات علمية ومهارات عملية. في أحيان كثيرة نسأل بعض الأجانب خاصة من أمريكا عن سبب قيامهم بالعمل في الخارج فيكون الرد هو أنه يريد أن يرى العالم ويتعلم. ولكن الكثير من المجتمع السعودي يستطيعون أن يروا العالم أثناء الإجازة أو رحلات العمل. ولكن الواقع يقول إن هناك أمورا كثيرة وأسبابا مختلفة تجعل المواطن أو المواطنة من المملكة يعيشون في الخارج. ولكن هل بالفعل لدينا مليون سعودي وسعودية في الخارج أم أن الرقم مبالغ فيه؟ قبل عدة أيام تحدث الجميع عن وجود مليون سعودي مهاجر في الخارج. وأظن أن معظمهم يعيش في دول غربية متطورة مثل كندا وأمريكا واوروبا. وهذا يعني أن الكثير منهم عقول متعلمة مهاجرة أو رجال أعمال يعملون في بيئة غير متوافرة لدينا. وفي هذه الحالة فمن ذهب لغرض التجارة فسيأتي يوم يرجع فيه. ولكن من أقام في الخارج لأنه ارتبط بعمل في مستشفى أو شركة عملاقة أو تجارة تجزئة فمن الممكن عدم رجوعه لأنه كلما طال جلوسه تعلق بعمله وتعودت اسرته على الجلوس في الخارج. ولهذا لا بد من دراسة مستفيضة لهذا التغير في المجتمع السعودي. فوجود المواطن في الخارج له ايجابيات كثيرة بشرط ألا يكون هجرة عقول أو تململا من عادات وتقاليد أو تفشي بطالة أو تفشي الواسطة بشكل يتم فيه تكريم غير المستحق وغض النظر عن من هم أحق. أو لنقل غياب الكثير من الأمور الترفيهية بسبب تفشي بيروقراطية معقدة أو عادات وتقاليد يجب أن يتغير بعضها أو نقص في بعض الخدمات. ومثال ذلك هناك أسر سعودية ميسورة في الخارج ليس لأنها تريد أن تعيش في الخارج، ولكن لأنها تريد تعليما أفضل لطفل يحتاج ما يسمى بالتعليم الخاص الذي هو للأسف غير متوافر إلا بصورة محدودة لدينا. وهناك من لم يجد العمل المناسب رغم مهارته وبهذا يبحث عن فرص أفضل ودخل أعلى. ولهذا يجب ألا نغفل تأثير التغيرات في مجتمعنا التي طرأت منذ عدة عقود. فنحن في مجتمع ثلث سكانه من الأجانب وأغلبية السكان لدينا هم من فئة الشباب. ولهذا ففي كل إجازة أو عطلة نرى ليس فقط مليون مهاجر سعودي يخرج من البلد، بل نرى الملايين تغادر. وكثيرا من الأسر تسافر فقط لأنها تريد أن تتنفس دون رقيب.

مشاركة :