هم نجوم تابعناهم على مدى سنوات طويلة، شكلوا بأعمالهم محطات نجاح لامعة. وجوههم وملامحهم التي بعضها تبدَّل وغيرها أُثقل بمشوار فني إبداعي، كانت محط أنظار الحضور من إعلاميين وفنانين. مشاعر من الغبطة والعزاء كانت تغمر غالبية الذين لبوا دعوة مؤسس ومطلق «مهرجان الزمن الجميل» الدكتور هراتش ساغبازاريان. فهو انطلاقاً من مهنته طبيب تجميل رغب من خلال فكرته هذه أن يجمع ما بين جمال الذكرى وتجميل الواقع. ومنذ 5 سنوات أخذ على عاتقه إقامة هذا الحدث ليكرّم خلاله مطربين وممثلين طبعوا الفن ببصماتهم الرائدة. فصاروا قدوة وذكرى «وزمن عالبال» لدى أجيال متلاحقة. ومنذ السابعة والنصف من مساء أمس الأحد بدأ النجوم المكرمون بالتوافد إلى مكان الحفل في كازينو لبنان. فأطلّ هاني شاكر وميمي جمال وصفية العمري وسميرة عبد العزيز من مصر. فيما توافد نجوم من لبنان منهم، جورجيت صايغ وماري سليمان ومايا يزبك والإعلاميتان مي متى ومريم شقير أبو جودة وغيرهن. الفرحة بهذا اللقاء كانت بادية على وجوه الجميع الذين استقبلوا بحفاوة. فالمهرجان يجري على أرض بلاد الأرز، التي تحمل لكثيرين من النجوم العرب الذكريات الطيبة. كما يشكل لغالبيتهم ممن غابوا عن الساحة لتقدمهم في العمر، تعزية ومكافأة معنويتين تعني لهم الكثير كما ذكر معظمهم. واستهل الحفل بلوحة فنية صدحت بأغاني عمالقة من لبنان كفيروز والراحلين صباح ووديع الصافي ونصري شمس الدين وغيرهم. فظهرت صورهم كخلفية على الخشبة على شكل خريطة لبنان. ومن ثم قدمت الفنانة تانيا قسيس لوحة فنية من وحي النشيد الوطني اللبناني. وألحقتها بباقة متنوعة من أشهر وأهم أعمالها الفنية في مقدمها «درب المجد». ومن ثَمّ اعتلى المسرح دكتور هراتش ساغبازاريان مرحباً بالحضور ومؤكداً أن «المهرجان اليوم يأتي تأكيداً على أن لبنان لن ينهار، وهو شعلة الفن والثقافة في العالم العربي والشرق الأوسط». وأعرب في كلمة مختصرة ألقاها عن سعادته بإقامة هذا المهرجان مرة جديدة في لبنان. وتابع: «كنت أقول إن الأحلام وحدها لا تكفي ليصل الإنسان لتحقيق أهدافه في الحياة، وإن الطموح يبدأ بالسعي. ومنذ الصغر كنت أجتهد لتحقيق طموحاتي وحدي، لكني لم أتخيل أن تصبح أحلامي يوماً جزءاً مهماً من حياتي. إنه هذا العمل الذي ينمو أكثر وأكثر في كل عام مع نجوم شكلوا المثل الأعلى في الفن والحياة بالنسبة لي. هي رسالة شكر إلى من بذلوا من عمرهم وشبابهم وحياتهم وتعبهم وشكلت أعمالهم قمة في الإبداع والرقي». المذيعة التلفزيونية كارلا حداد تولّت مهمة تقديم الحفل. وكان أول المكرمين فيه الفنان السوري دريد لحام. وتلته مكرمة على المسرح الفنانة المصرية شهيرة. ومن الفنانين اللبنانيين الذين كُرّموا في هذا الحفل سمارة نهرا، وفؤاد شرف الدين، وأماني، وجناح فاخوري. ومن الإعلاميات اللبنانيات جاندارك أبو زيد ومي متى وغيرهم. وكرّم المهرجان أسماء فنية رحلت مؤخراً، منهم محمد جمال، التي أدت بعض أغانيه لينا قباني ابنة أخته. وتسلمت ابنة الراحل مروان نجار درعه التكريمي على وقع أغنية أشهر مسلسلاته «أحلى بيوت راس بيروت». وقد سلمتها لها الفنانة رندة كعدي. وعندما اعتلت الفنانة المصرية صفية العمري المسرح علا التصفيق الحار فبكت تأثراً. وأكدت أن «لبنان كان ولا يزال منارة الفن والإعلام العربي وكنا نعتبره في مصر الاستوديو الكبير». ومن ثم شكرت صاحب الحفل على منحها درع «أيقونة التمثيل». منوهة بالاستقبال الذي لاقته في لبنان. وعلقت: «هذا المهرجان كان سبباً لعودتي إلى لبنان المتألق دوماً بفنه وأهله ونبض شعبه المحب للحياة رغم المآسي». وكان الفنان هاني شاكر قد قدم مجموعة من أغانيه وبينها «بحبك أنا». كما اعتلى المسرح كل من مايا يزبك وجورجيت صايغ وماري سليمان. فردد معهن الحضور أغانيهم من أيام الزمن الجميل. ومن بينها «عينيك بدور» و«لما الحب بتشعل ناره». وبدت الفنانة صايغ بكامل أناقتها بعد تعرضها لعارض صحي في الأيام الماضية. وغنت «ياما سوا بفي الياسمينة»، وأيضاً مايا يزبك التي أدّت أغنيتها الشهيرة «حبيبي يا عيني». ومن الفنانين الذين حضروا ليكرموا من مصر أحمد بدير، وعماد رشاد، وسحر فوزي، ومن لبنان بابو لحود، وعفيف شيا، ومن الكويت هدى حسين. واختتم الحفل إثر قطع قالب حلوى جامعاً غالبية النجوم المكرمين على أنغام هاني شاكر وصوته في أغنية «علي الضحكاية». وغادر الحضور المكان على أنغام شارة مسلسل «أحلى بيوت راس بيروت» للراحل مروان نجار.
مشاركة :