أعلنت وزيرة الصحة والبيئة العراقية عديلة حمود، الأحد، العثور على المصدر المشع الذي فقد في وقت سابق بمحافظة البصرة. وقالت وزيرة الصحة والبيئة العراقية لقد "تم العثور على المصدر المشع المفقود بالتعاون بين شعبة مكافحة المتفجرات في الزبير ومديرية بيئة البصرة". ولم تكشف حمود عن تفاصيل العثور على الجهاز الاشعاعي الخطير الذي اختفى الاربعاء الماضي بطريقة غريبة من مخازن شركة تركية للسيطرة النوعية متعاقدة مع شركة أميركية للخدمات النفطية. وكيل وزارة الصحة والبيئة جاسم الفلاحي الذي كان يرأس غرفة عمليات تتابع هذا الملف المهم اكد ان "الفحوصات اثبتت ان المصدر المشع مازال بنفس وضعه وبشكل سليم وتم الاحتفاظ به وفق الطرق العلمية الصحيحة والامينة لحين عودته للجهة المعنية". واشار الى أن "مفارز مكافحة المتفجرات في قضاء الزبير وبالتنسيق مع مفارز بيئة البصرة وجدت المصدر المشع متروكا خلف جدران احدى محطات الوقود في قضاء الزبير"، موضحا انه "تم نقل المصدر الى مختبرات وزارة الصحة والبيئة في البصرة واثبت انه نفس المصدر المفقود من احدى الشركات النفطية العاملة بالبصرة". واضاف ان "أزمة هذا الموضوع قد انتهت بسلام دون الحاق أي ضرر" . اللجنة الأمنية في مجلس محافظة البصرة أكدت أن "الجهاز الإشعاعي المسروق من إحدى الشركات النفطية الأجنبية تم العثور عليه ملقى قرب سوق شعبية في قضاء الزبير"، مبينة أن "المجلس سوف يفتح تحقيقا في ملابسات سرقة الجهاز". وقال رئيس اللجنة جبار الساعدي إن "قسم مكافحة المتفجرات عثر على الجهاز الاشعاعي المسروق ملقى على قارعة طريق فرعي قرب سوق سوادي في مركز قضاء الزبير"، مشيرا الى أن "الجهاز تم العثور عليه في ضوء إبلاغ تقدم به أحد المواطنين من أبناء المنطقة، وعند ارسال الجهاز الى قسم الاشعاعات في دائرة حماية وتحسين البيئة في المحافظة تبين انه الجهاز المسروق". وأوضح الساعدي أن "مجلس المحافظة بصدد فتح تحقيق مع شركة (SGS) للتقييس والسيطرة النوعية التي فقد منها الجهاز، وكذلك مع شركة (Weatherford) النفطية الأميركية المالكة للجهاز للوقوف على ملابسات سرقته"، مضيفا أن "ممثلين عن إدارة الشركتين سوف يتم استدعاؤهم بعد أيام الى مقر المجلس لغرض التحقيق معهم". يشار الى أن المصدر المشع الذي تم العثور عليه هو عبارة عن جهاز اشعاعي الكتروني يستخدم في مجال التصوير الصناعي، وهو من طراز (Ir-192)، ويتميز بصغر حجمه، فهو بحجم الهاتف المحمول تقريبا، وعلى الرغم من صغر حجمه إلا أنه يصنف من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضمن الفئة الثانية، وضمن المجموعة الأمنية نوع (B). وكانت الهيئة العراقية للسيطرة على المصادر المشعة التي يقع مقرها في بغداد دعت دائرة الصحة في محافظة البصرة بكتاب رسمي في 25 نوفمبر 2015 الى اتخاذ تدابير وقائية في أقسام الطوارئ لاحتمال تسجيل حالات إصابة بحروق اشعاعية بسبب سرقة الجهاز، وتوقعت الهيئة أن يكون السارق هو المصاب. وكانت وثيقة لوزارة البيئة والصحة، تم نشرها في 17 من الشهر الجاري، أنها تبحث عن مواد مشعة "عالية الخطورة" تمت سرقتها في شهر نوفمبر العام 2015. وأفادت الوثيقة بأن المواد التي كانت مخزنة في حقيبة في حجم الكمبيوتر المحمول اختفت في نوفمبر من منشأة تخزين قرب مدينة البصرة تابعة لشركة "ويذرفورد" الأمريكية لخدمات الحقول النفطية. وتتحدث الوثيقة التي تحمل تاريخ 30 نوفمبر والموجهة إلى مركز الوقاية من الإشعاع التابع للوزارة عن سرقة مصدر مشع عالي الخطورة (الإيريديوم 192) يتسم بنشاط إشعاعي شديد ويتبع شركة (إس جي إس) والتي مقرها اسطنبول، وذلك من مستودع يتبع ل(ويذرفورد) في منطقة بمحافظة البصرة. ونقلت تقارير إعلامية عن مسؤولين أمنيين مخاوفهم من إمكانية استخدام المواد المشعة كسلاح من خلال ربطها مع متفجرات وصنع قنبلة قذرة تجمع ما بين المواد المشعة والمتفجرات التقليدية لتلويث منطقة معينة بالإشعاعات، وهي مختلفة عن القنبلة النووية التي تعمد على الانشطار النووي لإحداث انفجار أشد فتكاً.وكان العراق قد أخبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، باختفاء ما يزيد على 10 غرامات من مادة نظير الإيريديوم، (التي تستخدم لعلاج السرطان) أواخر العام الماضي، وأنه يعمل للوصول إليها واستعادتها. وتصنف الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذه المادة كمصدر مشع من الدرجة الثانية، قد تسبب إصابة دائمة لمن يقترب منها لدقائق أو لساعات، وقد تتسبب في الوفاة إذا زادت الفترة وبلغت أياما.
مشاركة :