موسكو وكييف تتبادلان الاتهام بتدمير سد كاخوفكا

  • 6/6/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ألقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الثلاثاء باللائمة على موسكو في انفجار سد كاخوفكا، ورفض المزاعم التي نشرها الكرملين بأن أوكرانيا دمرت السد، فيما اتهم الكرملين كييف بارتكاب «أعمال تخريبية»، وقال إنها مسؤولة عن تدمير السد في جنوب أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف: «نعلن رسمياً أن هذه هي حالة تخريب متعمد من جانب أوكرانيا، جرى التخطيط لها وتنفيذها بأوامر... من نظام كييف». وتقتنع أوكرانيا والكثير من المراقبين الغربيين بأن قوات الاحتلال الروسية قامت بتفجير السد في الصباح الباكر، وذلك من المحتمل أن يكون بغرض عرقلة هجوم مضاد أوكراني كان مخططاً له. وتخطط أوكرانيا للقيام بعملية لاستعادة مناطق البلاد التي استولت عليها القوات الروسية خلال غزوها الشامل الذي بدأ في فبراير (شباط) من عام 2022، وكذلك مناطق شبه جزيرة القرم المحتلة منذ عام 2014. وسد كاخوفكا يقع على نهر دنيبرو . وقال زيلينسكي في مؤتمر أمني في العاصمة السلوفاكية براتيسلافا اليوم، حيث ظهر باستخدام تقنية الإنترنت: «هذه أكبر كارثة بيئية من صنع الإنسان في أوروبا منذ عقود». وتسبب التفجير في موجة فيضانات مدمرة. وتسيطر روسيا على سد كاخوفكا مع محطة الطاقة الكهرومائية منذ أكثر من عام». وقد رأى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء أن التدمير الجزئي لسد كاخوفكا في أوكرانيا «أحد التداعيات الأخرى المدمرة» لاجتياح روسيا جارتها. وقال للصحافيين في نيويورك: «مأساة اليوم مثال آخر للتكلفة المخيفة للحرب على الناس»، مضيفاً أن الأمم المتحدة «لا يمكنها الوصول إلى معلومات مستقلة بشأن الظروف التي أدت إلى ذلك الدمار». وأدان الاتحاد الأوروبي الهجوم على سد كاخوفكا في أوكرانيا «بأشد العبارات الممكنة»، حسبما ذكر بيان جرى نشره اليوم الثلاثاء. وجاء في البيان: «إن تدفق مياه الفيضان يعرض أرواح مئات الآلاف من المدنيين للخطر». كما دعت أوكرانيا إلى انعقاد مجلس الأمن الدولي، وحذرت من «إبادة بيئية» محتملة إثر تسرّب زيت المحركات إلى النهر. وقال مسؤولون أوكرانيون اليوم الثلاثاء إن الحادث تسبب في تسرب ما لا يقل عن 150 طناً من زيت تشحيم الماكينات إلى نهر دنيبرو. وأضافوا على هامش اجتماع لمجلس الأمن القومي الأوكراني عقده الرئيس فولوديمير زيلينسكي، أنه ما زالت هناك مخاطر من تسرب 300 طن أخرى من الزيت إلى المجرى المائي. وقال حاكم منطقة خيرسون، أولكسندر بروكودين، إن ثماني قرى غمرت كلياً أو جزئياً بالمياه، وأن 16 ألف شخص في منطقة الخطر. وأعلنت أوكرانيا إجلاء «أكثر من 17 ألف مدني» من مناطق غمرتها الفيضانات في محيط السد الذي دمر جزئياً في انفجار في ساعة مبكرة الثلاثاء. وقال المدعي العام الأوكراني أندريه كوستين على تويتر: «أكثر من 40 ألف شخص معرضون لخطر الوجود في مناطق غمرتها الفيضانات. تقوم السلطات الأوكرانية بإجلاء أكثر من 17000 شخص. للأسف يوجد أكثر من 25000 مدني في الأراضي الخاضعة للسيطرة الروسية». وأعلنت سلطات الاحتلال المعيّنة من موسكو أنها بدأت عملية لإجلاء سكان ثلاث بلدات. وشدد المتحدث باسم الكرملين على أن «كل المسؤولية تقع على نظام كييف»، مؤكداً أن أحد أهداف هذا العمل كان «حرمان القرم من المياه»، وهي شبه الجزيرة التي ضمّتها موسكو في عام 2014. ووفق بيسكوف «قد يؤدي هذا العمل التخريبي إلى تداعيات وخيمة جداً على عشرات الآلاف من سكان منطقة خيرسون» بالإضافة إلى «عواقب بيئية». ومن ناحية أخرى، أكد فلاديمير ليونتيف، عمدة مدينة نوفايا كاخوفكا، لشبكة «آر تي» الروسية أنه جرى تدمير الجزء العلوي من السد نتيجة لهجوم. وأضاف أنه على الرغم من تضرر الكثير من بوابات الفيضان بالسد، وانطلاق المياه دون سيطرة، فإن هيكل السد أسفل المياه تمكن من النجاة من الهجوم. ونتيجة ما سماه ليونتيف «العمل الإرهابي»، ارتفع منسوب المياه بنحو 2.5 متر، موضحاً أنه لا توجد حاجة لإجلاء المواطنين الآن. وكانت موسكو قد اتهمت كييف أكثر من مرة بشن هجمات على سد كاخوفكا، محذرة من أن أي انتهاك قد يؤدي لوقوع كارثة، ويسفر عن وفاة الآلاف من المدنيين. وجاءت الأنباء عن الأضرار التي لحقت بالسد بعدما لفتت روسيا إلى أن أوكرانيا بدأت هجوماً مضاداً كان متوقعاً منذ مدة لاستعادة مناطق خسرتها بعد الاجتياح الروسي في فبراير 2022. وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن موسكو أوقفت الهجوم الأوكراني لكنها خسرت 71 جندياً على مدى الأيام الثلاثة الماضية، في اعتراف نادر للغاية من نوعه لموسكو بخسائرها. والاثنين، أشاد زيلينسكي بالتقدم الذي أفاد بأن جنود بلاده حققوه في مدينة باخموت المدمّرة، بينما أعلنت روسيا صد هجوم واسع النطاق. ورأت أوكرانيا أن هدف روسيا «وضع عراقيل» في وجه هجوم كييف الرامي لاستعادة أراضٍ من قبضة قوات موسكو. وسبق أن اتهمت كييف موسكو بالقيام بعمليات تعدين في السد في أثناء المعارك التي شهدتها منطقة قريبة في أكتوبر، بينما عملت القوات الأوكرانية لاستعادة مناطق خسرتها. ونفت روسيا الاتهام. وتأسس سد كاخوفكا في خمسينات القرن الماضي، ويملك قيمة استراتيجية إذ يضخ المياه إلى قناة شمال القرم، تبدأ من جنوب أوكرانيا، وتعبر شبه جزيرة القرم كلها. يعني ذلك أن من شأن أي مشكلة تطرأ على السد أن تؤدي إلى مشكلات في إمدادات المياه بالنسبة للقرم الخاضعة لسيطرة روسيا منذ 2014. وقال الخبير العسكري كارلو ماسالا لموقع «تي أونلاين» الإخباري اليوم الثلاثاء: «كل شيء يشير إلى أن الروس هم الذين فجروا السد». وأشار إلى أن موسكو كانت تسعى لتحقيق هدفين بهذا الهجوم «خلق فوضى، ومنع هجوم مضاد من جانب أوكرانيا. وذكر ماسالا أن روسيا كانت مهتمة بإبطاء الهجوم المضاد الأوكراني الذي قد بدأ بالفعل. وأوضح الأستاذ في جامعة بوندسفير في ميونيخ أن عبور أي نهر هو أصعب عملية على الإطلاق بالنسبة للقوات المسلحة. ومع ارتفاع منسوب المياه والفيضانات على ضفتي النهر، ستصبح العمليات الهجومية الأوكرانية في هذه المرحلة مستحيلة فعلياً. وقال إنه على الرغم من ذلك، لن تكون روسيا قادرة على وقف هجوم مضاد بشكل كامل. كما اتفق الخبير العسكري كريستيان مولينج من المجلس الألماني للعلاقات الخارجية مع ماسالا في أن «الروس يريدون إفساد الهجوم المضاد الأوكراني الذي بدأ في بعض الأماكن». وقال مولينج لصحف مجموعة «فونكه» إن تفجير السد يعد «حجر عثرة» أمام الهجوم الأوكراني.

مشاركة :