آخر تتويج أوروبي لفيورنتينا ووستهام كان في مسابقة كأس الكؤوس الأوروبية (التي لم يعد لها وجود حالياً) عامي 1961 و1965 يسعى وستهام يونايتد الإنجليزي وفيورنتينا الإيطالي إلى مجد أوروبي ولو من بوابة دوري المؤتمر (كونفرنس ليغ) لكرة القدم البطولة من حيث الأهمية بالقارة العجوز، عندما يتواجهان اليوم بالنهائي في العاصمة التشيكية براغ. وبعد أكثر من نصف قرن غاب فيها الفريقان عن التتويج، إذ كان آخر لقب لفيورنتينا في مسابقة كأس الكؤوس الأوروبية التي لم يعد لها وجود الآن في عام 1961، فيما كان لقب البطولة نفسها آخر كؤوس وستهام في عام 1965. سيضمن الفائز في العاصمة التشيكية مكاناً في الدوري الأوروبي الموسم المقبل، وهو احتمال مثير للفريقين اللذين أخفقا في التأهل لمسابقة أوروبية من خلال منافسات الدوري المحلي. احتل وستهام بقيادة محرّك خط الوسط ديكلان رايس، المركز الرابع عشر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد مواجهة خطر الهبوط في معظم فترات الموسم. ويسعى الفريق اللندني للظفر بأول لقب كبير له منذ فوزه بكأس إنجلترا في عام 1980. أما فيورنتينا، ثامن ترتيب الدوري الإيطالي، فقد كان آخر ألقابه الكبرى عندما فاز بكأس إيطاليا في عام 2001. أكد الفريقان عزمهما على أن يصبحا ثاني اسم محفور على كأس «كونفرنس ليغ»، بعد روما الإيطالي الذي حقق لقب النسخة الأولى العام الماضي على حساب فينورد الهولندي (1-0)، تحت قيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو. وقال الأسكوتلندي ديفيد مويز، مدرب وستهام، حين طُلب منه مقارنة الفريق الحالي بمجموعة 1965 التي ضمّت بوبي مور وجيف هيرست ومارتن بيترز الذين ساعدوا إنجلترا للفوز بكأس العالم عام 1966: «أؤمن بأن اللاعبين لديهم فرصة رائعة لتخليد أسمائهم في هذا النادي. لا أعلم إذا كنا سنحظى بتمثال مثل أساطير وستهام ومنتخب إنجلترا الثلاثة. لكنّ هناك أجيالاً جديدة من المشجعين في شرق لندن، وإذا كان بوسعنا أن نمنحهم شيئاً للإيمان به وإمكانية الوصول للنهائي والفوز به، فسيكون شيئاً إيجابياً. لدينا بالفعل مجموعة رائعة. لاعبون دوليون أقوياء يتعطشون للنجاح. أتمنى أن نُظهر ذلك في النهائي». وأضاف: «هناك جيل جديد من مشجعينا الشبان الذين يتطورون في الطرف الشرقي من لندن. إذا تمكنّا من منحهم الإيمان بأن هذا النادي يمكن أن يصل إلى النهائيات والفوز بالألقاب أعتقد أنه سيكون شيئاً إيجابياً». وقدم وستهام أداءً جيداً على الصعيد الأوروبي في الموسمين الماضيين، ووصل إلى قبل نهائي الدوري الأوروبي عام 2022 حيث خسر أمام إنتراخت فرانكفورت الذي تُوج باللقب فيما بعد، وعلق مويز: «سنتعلم من تجاربنا في الموسم الماضي جيداً. هذه المرة الأولى التي نخوض فيها مباراة نهائية أوروبية، وهو شعور خاص. يبدو أنها مناسبة كبيرة حقاً. نريد أن نتأكد من أننا غطّينا كل شيء ونخوض المباراة في أفضل حالة ممكنة. أشعر بأن تجربتنا في قبل النهائي العام الماضي ستعطينا مؤشراً على ما يمكن توقعه». وأشار جناح وستهام جارود بوين، الذي خاض مباراتي الدور قبل النهائي العام الماضي، إلى أن مباراة براغ ستكون الأكبر في مسيرته، وقال: «لعبت (لمنتخب) إنجلترا، لكن أعتقد أن تحقيق ذلك مع زملائك الذين كانوا معك للوصول إلى النهائي وأن يكون لديك الفرصة للفوز بهذا اللقب، سيكون لحظة هائلة وتعني الكثير للجماهير». من جهته، قال مدرب فيورنتينا، فينتشنزو إيطاليانو، إن فريقه (فيولا) يتطلع إلى التتويج بموسم استثنائي في براغ. وأضاف المدرب الذي خسر فريقه نهائي كأس إيطاليا أمام إنتر الشهر الماضي: «أنا شخصياً سعيد للغاية لوجودي في مباراة نهائية، ولديّ فرصة لرفع الكأس». لكنه يعرف أن فريق شرق لندن الذي وصل إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي العام الماضي، سيكون صعب المنال، وحول ذلك علّق: «حتى لو لم يقدموا أداءً جيداً في الدوري الإنجليزي، فهم لا يزالون فريقاً خطيراً للغاية. سنحتاج إلى أقصى درجات الالتزام. سنلعب بروح فيورنتينا». وأنهى فيورنتينا الدوري الإيطالي بشكل رائع بعدما فاز في 9 مباريات وتعادل 4 مرات في آخر 15 مباراة ليُنهي المسابقة ثامناً، وكانت المباراة الأخيرة فرصة للمدرب لتغيير التشكيلة واختبار كل البدلاء. وكان الفريق في أفضل حالاته الهجومية في أوروبا وسجل 38 هدفاً خلال 16 مباراة في رحلته للوصول للنهائي. وأثار إيطاليانو بعض الدهشة الأسبوع الماضي حين قال إنه أمر لاعبيه بارتكاب الأخطاء لتقليل خطر الهجوم المرتدّ لوستهام، وأوضح: «نعلم إمكانيات (وستهام). نأمل أن نكون قد وجدنا بعض نقاط الضعف وأن نستغلها في النهائي. يجب أن نلعب باحترام وبحذر». وتأهل فيورنتينا للنهائي بعدما سجل أنتونين باراك هدفاً في الوقت المحتسب بدل الضائع للأشواط الإضافية ليخطف فوزاً بنتيجة 3-1 على مضيفه بازل السويسري ومتفوقاً 4-3 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب. وأشار إيطاليانو إلى أن فريقه تطور بدايةً من الدور التمهيدي في أغسطس (آب) لأنه تسلح بالعوامل الثلاثة: الشجاعة والقيادة والقدرة على التأقلم. وقال: «لقد أظهرنا هذه الصفات خلال كل مباريات (البطولة). حتى عندما تعثرنا أمام بازل ذهاباً عوّضنا بفضل المثابرة والتخطيط الجيد واستطعنا تغيير النتيجة والتأهل للنهائي». ويمتلك إيطاليانو وديفيد مويز، فريقين مكتملين تقريباً لخوض النهائي، باستثناء الغيابات طويلة الأمد بسبب الإصابة، على غرار حارس مرمى فيورنتينا سالفاتوري سيريغو، ومهاجم وستهام الإيطالي جانلوكا سكاماكا. سيكون للمباراة في ملعب «إدين أرينا» في براغ معنى خاص لثلاثة لاعبين تشيكيين هم: توماس سوتشيك وفلاديمير تسوفال من وستهام، وأنتونين باراك من فيورنتينا. ولعب الثلاثة مع سلافيا براغ في الملعب نفسه قبل الانتقال خارج البلاد، وقد نالوا الآن فرصة العودة إلى الديار. وقال سوتشيك: «سأشعر كأنني في بيتي، وآمل فقط أن أعكس ذلك في أرض الملعب». وسيحصل وستهام على غرفة ملابس الفريق المضيف، وسيشغل أكثر من 5 آلاف من مشجعيه المدرجات الرئيسية في ملعب «إدين أرينا» الصغير الذي تبلغ سعته الإجمالية 18 ألف متفرج. وأردف سوتشيك، لاعب خط الوسط البالغ من العمر 28 عاماً: «هذه مباراة نهائية وعلى أرضنا. إنها مزيج يفوق كل شيء. ستكون أكبر مباراة في مسيرتي، إنها مثل قصة خيالية». وستفتح براغ مناطق للمشجعين مع شاشات كبيرة لكل فريق في وسط المدينة. كما سيستوعبون المشجعين الذين يسافرون إلى جمهورية التشيك ولا يملكون تذاكر للمباراة، إضافةً إلى نقاط تجمّع لأولئك الذين يتوجّهون إلى الملعب. وستنشر السلطات التشيكية المئات من رجال الشرطة لتجنّب العنف بين المشجعين، في أعقاب اشتباكات بين مشجعي وستهام وألكمار الهولندي في ذهاب الدور نصف النهائي وإيابه.
مشاركة :