تُشكّل انطلاقة منافسات "جائزة الحسن الثاني لفنون الفروسية التقليدية" بمضمار دار السلام ضواحي الرباط، نمطاً عصرياً حديثاً يعتمد على ضوابط تقنية تنسجم مع أنماط الفرجة. وعرفت عروض الفروسية التقليدية في المغرب منذ القرن 15 ميلادي في الأرياف بالمصطلح العامي "التبوريدة"، نسبةً إلى إطلاق الفرسان "البارود" من البنادق لصد هجوم العدو؛ حيث كانت القبائل بالأرياف تشكل فِرَقاً على هذا المنوال للدفاع عن سكانها وأراضيها من الغزاة. وتحولت "التبوريدة" مع مرور الزمن من المفهوم الدفاعي إلى "فن فرجة وترفيه"، حيث تشكلت فرق في عدة جهات لتقديم عروضها في مناسبات وطنية ومحلية، بهدف تنظيم سباق للخيول ينتهي بإطلاق النار الجماعي بشكل متزامن إلى الأعلى أو الأسفل، وذلك لسماع دوي طلقة واحدة، يعقبها تصفيق الجمهور حسب مهارة الأداء. واهتمت المملكة المغربية بهذا التراث وتطوير أساليبه، حيث أنشأت عام 1958م اتحاداً للفروسية من خلال إنشاء أندية في مدن المملكة، وتكوين الفرسان الشباب، وبناء مصحات بيطرية، ومراعات اللباس الموحد والسروج المطرزة، وإيجاد مهرجانات ذات صبغة عالمية من ضمنها المعرض الدولي للفرس الذي تستضيفه مدينة الجديدة كل سنة.
مشاركة :