لم تكن محاكمة عناصر جاسوسية داخل المملكة مكونة من 32 عنصرا جميعهم سعوديون عدا شخصين أحدهما إيراني والآخر أفغاني مرتبطة بالمخابرات الإيرانية هي المرة الأولى التي يتورط النظام الإيراني للنيل من استقرار وأمن المملكة، فسبق ذلك كثير من المخططات والأعمال الإرهابية التي كانت تديرها طهران للإضرار بما تنعم به المملكة وشعبها من أمن واستقرار داخلي. عمل النظام الإيراني على عدة خطوط مختلفة لاستهداف المملكة، فكانت لديه محاولات وأعمال إرهابية وتخريبية في مواسم الحج، وكذلك الوقوف خلف تفجير مجمع سكني في أبراج الخبر في 25 يونيو 1996 عبر صهريج مفخخ نتج عنه مقتل 19 عسكريا أمريكيا وإصابة 372 آخرين بينهم العشرات من جنسيات مختلفة، وقام بإيواء عدد من العناصر الإرهابية التي كانت تقف خلف هذه الجريمة. وفي عام1997 قام النظام الإيراني بإيواء أحمد المغسل وثلاثة آخرين هم علي الحوري وإبراهيم اليعقوب وعبدالكريم الناصر، وجميعهم سعوديون، وتمكنت الاستخبارات السعودية أخيرا وبعد مرور 19 سنة، من القبض على الإرهابي أحمد المغسل في عملية عسكرية استخباراتية ناجحة. وضمن الخطوط التي عمل عليها النظام الإيراني، دعم عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي لتنفيذ هجمات إرهابية تستهدف المملكة، وذلك بتدريب أكثر من 14 إرهابيا منهم أحد أخطر خبراء صناعة المتفجرات لدى التنظيم وهو السعودي صالح القرعاوي مؤسس «كتائب عبدالله عزام» المطلوب للسلطات السعودية وفقا لقائمة 85 التي أعلنتها وزارة الداخلية وكذلك للإنتربول الدولي، إذ وضعته الولايات المتحدة الأمريكية ضمن قائمة الإرهابيين الدوليين في العام 2011. واتخذ القرعاوي من إيران منطلقا لنشاطاته الإجرامية، ومكث فيها سنوات طويلة مع عدد من الإرهابيين من جنسيات عربية عدة، وتنقل ما بين أفغانستان ووزيرستان، وتسلمته السلطات السعودية عام 1433، من قبل السلطات الباكستانية بعد تخلي النظام الإيراني عنه إثر إصابته في تفجير وقع بمنطقة حدودية بين باكستان وأفغانستان. من جانب آخر أدانت المحكمة الجزائية المتخصصة أخيرا متهما سعوديا من عناصر تنظيم القاعدة في الداخل لتستره على مخطط إرهابي لإدخال إيراني إلى المملكة بعرض تدريب عدد من الشباب ممن يحملون الفكر الضال، على أساليب القتال، وحكمت بسجنه لمدة 11 سنة ومنعه من السفر خارج المملكة بعد انتهاء محكوميته مدة مماثلة لسجنه. كما قبضت الجهات الأمنية في 27/12/1429 على إيراني قدم للمملكة مستغلا موسم الحج لتورطه في جرائم إرهابية تتمثل في استقباله عددا كبيرا من السعوديين وإيوائهم في منزله في إيران، وإخراجهم إلى أفغانستان للمشاركة في القتال الدائر هناك، وتواصله مع عدد من المنسقين داخل المملكة وخارجها للغرض نفسه وتستره عليهم، إضافة إلى استلامه مبلغ 6800 يورو من أحدهم وتسليمه لأحد منسقي خروج الشباب لأفغانستان. كما أدين باستغلال موسم الحج في القدوم إلى المملكة ومواصلة نشاطه في التنسيق للشباب السعودي لإخراجهم إلى أفغانستان وتواصله خلاله مع المنسقين والراغبين في السفر إلى هناك. كما حاول الإرهابي الإيراني تضليل الجهات الأمنية السعودية بإتلاف شريحة جواله خشية القبض عليه، وهربه من رجال الأمن، وتنكره بحلق لحيته لذلك الغرض، وقيامه بتجنيد بعض الأشخاص أثناء مكوثه في مكة المكرمة لتهريبه إلى اليمن مقابل مبالغ مالية، بعد علمه بأنه مطلوب للسلطات السعودية. وبعرضه أمام القضاء الشرعي صدر الحكم بإدانته وسجنه 13 سنة وإبعاده عن المملكة إلى طهران بعد انتهاء محكوميته اتقاء لشره.
مشاركة :