مشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنه سيكون من الخطأ بالنسبة لروسيا أو أي طرف آخر انتهاك اتفاق وقف الاقتتال في سوريا وأصر على أنه ستكون هناك عواقب لذلك موضحاً أن الإدارة الأميركية لديها خيارات أخرى إذا لم يفلح الحل الدبلوماسي مشيراً إلى أنه قد يكون من الصعب الحفاظ على وحدة سوريا إذا تم الانتظار وقتا أطول لإنهاء الحرب هناك. وقوبل اتفاق وقف إطلاق النار والذي يبدأ تنفيذه فجر السبت بترحيب واسع شابه الحذر، فيما أعلن نظام الرئيس السوري بشار الأسد القبول مع التمسّك بحق الرد على أي خرق، رهنت المعارضة الالتزام بوقف القصف وفك حصار المدن، وبينما أبدت تركيا ترحيباً غير متفائل، لفتت فرنسا أنّها ستكون يقظة لتطبيقه. وقال كيري للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي إن أي شخص يعتقد أن هناك حصانة من العقاب على انتهاك هذا الاتفاق... يرتكب خطأ فادحا. جاء تصريح كيري بعدما قال السناتور بوب كوركر الرئيس الجمهوري للجنة إنه لا يعتقد أنه ستكون هناك أي عواقب في ظل إدارة الرئيس باراك أوباما. وأضاف كيري تجري حاليا مناقشات واسعة بشأن خطة بديلة إذا لم ننجح على مائدة المفاوضات. وتابع أنه سيكون من الخطأ افتراض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ليست لديه خيارات أخرى إذا لم يفلح الحل الدبلوماسي في سوريا وفي دمشق قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية في بيان: تعلن الجمهورية العربية السورية عن قبولها بوقف الأعمال القتالية، مشيراً إلى أنّ ذلك على أساس استمرار الجهود العسكرية بمكافحة الإرهاب ضد داعش وجبهة النصرة والتنظيمات الإرهابية الأخرى المرتبطة وتنظيم القاعدة وفقاً للإعلان الروسي الأميركي. التزام مرهون وعلى الفور، شدّدت الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة على أنّ الالتزام بوقف إطلاق النار سيكون مرهوناً بوقف القصف الجوي والمدفعي وفك الحصار عن المدن. وأفاد بيان صادر عن هذه الهيئة في ختام اجتماعها في الرياض، أنّ الالتزام بالهدنة سيكون مرهوناً بتحقيق التعهدات الأممية التي تنص على فك الحصار عن المدن والمناطق المحاصرة، وتمكين الوكالات الإنسانية من توصيل المساعدات لجميع من هم في حاجة إليها، والإفراج عن جميع المعتقلين، ووقف عمليات القصف الجوي والمدفعي. وقال رئيس الهيئة رياض حجاب: ملتزمون من طرفنا بإنجاح الجهود الدولية المخلصة لحقن دماء السوريين ودفع جميع الأطراف إلى مائدة الحوار، لكننا قادرون في الوقت ذاته على مخاطبة النظام باللغة التي يفهمها. تشاؤم تركي بدوره، أكّد نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش أمس، أنّ أنقرة ترحب بخطط وقف القتال في سوريا لكنها ليست متفائلة بأن تتمخض المحادثات بشأن الانتقال السياسي عن نتيجة إيجابية. وأضاف قورتولموش أنّ بلاده لديها تحفظات تتعلق بالتحركات التي يمكن أن تقوم بها القوات الروسية ضد المعارضة السورية المعتدلة والمدنيين. ترحيب أممي من جهته، رحّب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالاتفاق، مشيراً إلى أنّ من شأنه أنّ يشكّل حال احترامه خطوة مهمّة في تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254. واعتبر كي مون أن ذلك يسهم في خلق بيئة مواتية لاستئناف المفاوضات، مشيراً إلى أنّ الاتفاق قبل كل شيء بمثابة إشارة أمل للشعب السوري طال انتظارها، وتعني أنه بعد خمس سنوات من الصراع قد يكون هناك حل في الأفق. وحضّ كي مون الأطراف على الالتزام ببنود الاتفاق، لافتاً إلى أنّ الكثير من العمل ينتظر لضمان تنفيذه. يقظة فرنسية في السياق، أعلنت فرنسا أنها ستكون يقظة جداً لكي يطبّق وقف إطلاق النار في سوريا بحسن نية من قبل كل الأطراف. وقال وزير الخارجية الفرنسي مارك ايرولت: تمّ التوصّل إلى اتفاق نقوم حالياً بدرس تفاصيله، من الضروري الإسراع في تنفيذه، وسنكون يقظين جداً لتنفيذه بحسن نية من قبل كل الأطراف، مشيراً إلى أنّ بلاده دعت على الدوام لوقف القصف، من أجل تجنّب مجازر جديدة بحق المدنيين، وتسهيل وصول المساعدات، فضلاً عن كونه شرطاً ضرورياً لاستئناف المفاوضات حول الانتقال السياسي. شروط نجاح على صعيد متصل، اعتبرت بريطانيا أنّ وقف إطلاق النار لن يكون ناجحاً ما لم تغيّر روسيا وسوريا موقفيهما على الأرض. وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في بيان، إنّ على روسيا تحديداً احترام الاتفاق عبر وقف هجماتها ضد المدنيين وجماعات المعارضة المعتدلة، واستخدام نفوذها من أجل ضمان أن يفعل النظام السوري الشيء نفسه. معارضون: الهدنة تنطوي على ثغرة كبيرة يعد الاتفاق، الذي وصفه ناطق باسم الأمم المتحدة بأنه خطوة أولى نحو وقف لإطلاق النار يدوم طويلاً، ثمرة جهود دبلوماسية مكثفة بين واشنطن وموسكو، فيما يرى محللون أن على الأميركيين والروس إقناع أطراف الصراع على الأرض بالالتزام بالهدنة حتى تنجح. وتتيح الهدنة وفق المحللين للجيش السوري والقوات المتحالفة معه وأيضاً لمقاتلي المعارضة بالرد بالاستخدام المتناسب للقوة للدفاع عن النفس. وتنطوي الهدنة على ثغرة كبيرة تتمثّل في سماحها باستمرار الهجمات بما في ذلك الضربات الجوية ضد تنظيم داعش وجبهة النصرة وغيرهما من الجماعات المتطرّفة. وقال بشار الزعبي رئيس المكتب السياسي لجيش اليرموك إحدى فصائل الجيش السوري الحر، إن الاتفاق سيوفر الغطاء للرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه الروس لمواصلة قصف المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، حيث يتداخل وجود مقاتلي المعارضة والجماعات المتطرفة. وأضاف الزعبي أن روسيا والنظام سيستهدفان مناطق الثوار بحجة وجود جبهة النصرة، ومن المعروف التداخل الموجود هناك وهذا سيسقط الهدنة. بدوره، قال عضو الهيئة العليا للتفاوض ورئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خالد خوجة: بالنسبة لنا هناك إشكالية مع تنظيم النصرة، لأ ن النصرة ليست موجودة في إدلب فقط بل موجودة في حلب وفي دمشق وفي الجنوب، المسألة الحرجة هنا إذ يمكن بحجة استهداف النصرة استهداف المدنيين أو الجيش السوري الحر. وأشار خوجة إلى أن مدة الهدنة المقترحة أسبوعان، لكن من الممكن أن تمدد إلى ما لا نهاية إذا التزمت الأطراف بها. دعم دعا وزير الخارجية الألماني فرانك - فالتر شتاينماير دول الجوار السوري إلى قبول الاتفاق الجديد لوقف إطلاق النار. ووصف شتاينماير الوثيقة التي تمّ الاتفاق عليها لوقف إطلاق النار بأنها مفصلة للغاية، مشيراً إلى أنه من الممكن اعتبارها شرطاً لإنهاء العمليات القتالية في سوريا.
مشاركة :