القاهرة- الرؤية اتفقت جمعية الصحفيين العُمانية مع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بجمهورية مصر العربية، على ضرورة العمل على صياغة رؤية مشتركة تستهدف مواكبة التطورات التقنية الرقمية في مجال الصحافة والإعلام، ووضع برامج مشتركة في مجالات التدريب والتثقيف للتعامل مع تحديات الذكاء الاصطناعي، وأثر منتجات الثورة التكنولوجية الخامسة على صناعة الإعلام، والاتفاق على تنظيم دورات تدريبية في مختلف مجالات العمل الإعلامي بين البلدين. جاء ذلك خلال أعمال المنتدى الإعلامي المصري العُماني الذي عقد بمقر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بمبنى ماسبيرو بالعاصمة المصرية، تحت عنوان "الثورة التكنولوجية الخامسة ومستقبل الإعلام في ظل تحديات الذكاء الاصطناعي"، والذي أقيم على هامش الملتقى الصحفي العُماني المصري. حضر المنتدى سعادة السفير عبدالله بن ناصر الرحبي سفير السلطنة لدى جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، والدكتور محمد بن مبارك العريمي رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين العُمانية، والكاتب الصحفي كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بمصر، وعدد من أعضاء مجلس إدارة جمعية الصحفيين العُمانية الإعلاميين والصحفيين من كلا البلدين. وأكد الجانبان على عمق العلاقات المصرية العُمانية وأنها علاقات وثيقة وممتدة تقف على أرض صلبة ومتينة. وناقش الجانبان أهمية تبادل الخبرات والزيارات للعمل على تقريب وجهات النظر، وكذلك التعاون في مجال التدريب خاصة وأن المؤسسات الصحفية المصرية تمتلك مراكز تدريب على أعلى مستوى، وأن صناعة الإعلام أصبحت صعبة خاصة في ظل الثورة التكنولوجية الحديثة، لذلك يجب التعاون معًا كون الصحافة والإعلام يقومان بمهمة عظمية وهي تثقيف وتنوير الشعوب. ورحب الكاتب الصحفي كرم جبر، في بداية أعمال المنتدى بالحضور، معبرًا عن سعادته بتجمع هذه الكوكبة من الإعلاميين العُمانيين والمصريين، والتي اعتبرها فرصة طيبة لتبادل الأفكار والمقترحات والآراء حول تطوير العمل الإعلامي بين البلدين.. وقال جبر إن العلاقات بين سلطنة عُمان ومصر ممتدة على مدار التاريخ، موضحًا أن اللقاء الأخوي الذي جمع بين حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وأخيه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، مؤخرًا يترك مساحة كبيرة للاتفاق في الرؤى والمواقف والأفكار، وأنه يتعين على الإعلام أن يُترجم هذا الوفاق والانسجام والتناغم في العلاقات بين الدولتين إلى سياسات إعلامية تُكرِّس المفاهيم التي تعكس الوضع السياسي. وقال: "علينا كمؤسسات إعلامية وإعلاميين وصحفيين العمل معًا لمواجهة التحديات التي تواجه الإعلام في كل الدول العربية، خاصة وأن التحديات واحدة مع اختلاف بعض التفاصيل". وأضاف: "نحن نتعاطى مع ثورة تكنولوجية تمضي بسرعة القطار ودورنا ألا يمضي القطار إلى المجهول"، موضحًا أن البلدان العربية تواجه حاليًا خطر غزو الإعلام الأجنبي الذي يقوم ببث محتوى غير ملائم للثقافات والعادات والتقاليد العربية والإسلامية مثل مواد المثلية والإلحاد والتطرف، مضيفًا أن الإعلام الأجنبي يرغب في بث هذه الثقافات الغريبة بين صفوف الشباب والنشء؛ الأمر الذي يفرض علينا العمل على توعية النشء بهذه الأخطار "لأن المنع أصبح صعبًا". وأوضح جبر أن على الدول العربية أن تقرأ المستقبل قراءة عملية، وأن تتواصل مع الجهات الصانعة للتكنولوجيا، وأن تعمل على تأهيل الشباب للوظائف المستقبلية التي يخلقها الذكاء الاصطناعي؛ لأن هناك الكثير من الوظائف المرشحة للاختفاء في المستقبل بسبب الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن على الجميع الاتحاد لمواجهة الخطاب الإعلامي الذي يسعى للقيام بما يشبه عملية نقل الدماء في الاتجاه العكسي. وأعلن جبر تدشين المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بمصر، دورات تدريبية للإعلاميين والصحفيين العرب، من خلال إحدى المؤسسات الكبرى؛ ليكون هناك تبادل للخبرات وتنسيق كامل بين كل البلدان العربية في المجال الإعلامي. من جانبه، أكد سعادة السفير عبد الله بن ناصر الرحبي، أن العالم يشهد منذ سنوات تطورًا سريعًا يتمثل في سيطرة التكنولوجيا والتقنيات الحديثة على كافة مناحي الحياة، مشيرًا إلى أن وسائل الإعلام والصحافة وقعت تحت تأثير كبير جراء هذا التطور التكنولوجي، فضلا عن التزاوج الكبير بين وسائل الإعلام التقليدية والحديثة، لذلك من المهم أن يكون هناك تعاون مشترك بين الجهات المعنية في البلدين لمواجهة الآثار المحتملة على إعلامنا وثقافتنا من سلبيات التحول الرقمي المتسارع. واستعرض سعادة سفير سلطنة عُمان بالقاهرة، التأثير المتسارع للتكنولوجيا الحديثة على صناعة النشر والمحتوى، وقال إنه في السابق كانت المجلة، على سبيل المثال، لديها سقف زمني للصدور ومن ثم طرحها بين أيدي القراء، فيما كانت الصحيفة هي الوجبة المعرفية الثرية للقراء يوميًا، ولكن اليوم وفي ظل تنامي وتسارع استخدام التقنيات الحديثة فقد أصبحت الصحيفة بمثابة "مجلة" تستبعد الخبر من صفحاتها، وتركز على فنون صحفية أخرى كالتحقيق الصحفي الذي لا يرتبط بزمان محدد. وأضاف الرحبي: "أصبحت البرامج والمنصات الإعلامية هي التقنية الأحدث في نقل الخبر كتابة وسماعًا ورؤية؛ حيث يتم نقل الحدث من أقصى الأرض إلى أدناها في التو واللحظة متخطة الزمان والمكان"، مشيرًا إلى "أننا أمام تحد كبير بسبب التطور التكنولوجي الهائل، يقابله تحد آخر يتمثل في زيادة تكلفة أدوات إنتاج الصحيفة من ورق وأحبار وآلات ملازمة لصناعة النشر". وثمّن الرحبي مبادرة المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بمصر وما يمثله هذا المنتدى الإعلامي المصري العُماني من أهمية، والموضوع المطروح للنقاش المتمثل في مستقبل الإعلام في ظل تحديات الذكاء الاصطناعي، معربًا عن أمله في أن تصدر عن المنتدى توصيات ونتائج مفيدة. من جهته، عبر الدكتور محمد العريمي عن سعادته بحضور المنتدى، مضيفًا أن الوفد العُماني لقي منذ حضوره إلى مصر حفاوة في الاستقبال، مؤكدًا أن العلاقات المصرية العُمانية ممتدة عبر التاريخ. وقال العريمي: "علينا العمل معًا والتعاون لمواجهة التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي حتى لا يؤثر على الإعلام". ونوه العريمي بفكرة إقامة المنتدى وما يطرحه من مواضيع مهمة من شأنها الوقوف على العديد من التحديات التي تواجه إعلامنا العربي، وأهمية العمل على ايجاد صيغة تعاون مشتركة من شأنها الحد من تأثير التقنية على إعلامنا وشعوبنا، وأيضا تهيئة الإعلام والصحافة للتعامل من تحولات التقنية والذكاء الصناعي . وطرح المشاركون من كلا الجانبين العديد من النقاط المهمة التي من شأنها الدفع بمسيرة الإعلام ليقوم بالأدوار الإعلامية والتثقيفية، وتهيئة الإعلاميين والصحفيين لمواجهة التحولات القادمة خاصة في مجال الذكاء الصناعي.
مشاركة :