واشنطن - (وكالات الأنباء): عرّض الرئيس الأمريكي الجمهوري السابق دونالد ترامب الولايات المتحدة للخطر باحتفاظه بوثائق سرية بما فيها أسرار عسكرية ونووية بعد مغادرته البيت الأبيض، كما كشفت لائحة اتهام تاريخية نشرت يوم الجمعة الماضي. وقال المدعي الخاص المكلف التحقيق جاك سميث عند إعلانه لائحة الاتهام في خطاب تلفزيوني مقتضب إن «القوانين في الولايات المتحدة تنطبق على الجميع». وأضاف أن القوانين التي «تحمي المعلومات المتعلقة بالدفاع الوطني ضرورية (...) وانتهاكها يعرض بلادنا للخطر»، مطالبا بـ«محاكمة سريعة» للملياردير الجمهوري. وكان ترامب قد أعلن يوم الخميس الماضي أن القضاء الفيدرالي وجه إليه لائحة اتهام على خلفية تعامله مع وثائق من أرشيف البيت الأبيض، في سابقة بالنسبة إلى رئيس أمريكي سابق، قائلا إنه استُدعي إلى محكمة في ميامي الثلاثاء المقبل. وأكد ترامب أنه «بريء»، معتبرا أنه ضحية مؤامرة دبرها خصومه الديمقراطيون لعرقلة وصوله إلى البيت الأبيض الذي يأمل العودة إليه في 2024. ويفترض أن يمثل ترامب أمام المحكمة في ميامي عند الساعة (19:00 ت.ج) يوم الثلاثاء في الجلسة الأولى في القضية. وذكرت وسائل إعلام أمريكية أنه عهد بالقضية مبدئيا إلى آيلين كانون (42 عامًا) وهي قاضية عينها ترامب وأصدرت أحكامًا لصالحه خلال مراجعة المحكمة للوثائق التي صودرت عند مداهمة منزل الرئيس السابق في مارالاجو في أغسطس 2022. ومن غير المرجح أن تبدأ المحاكمة قبل أشهر وليس هناك ما يمنع ترامب من ولاية ثانية في البيت الأبيض أثناء مواجهته التهم. وتتضمن لائحة الاتهام التي نشرت يوم الجمعة الماضي 37 تهمة بينها «الاحتفاظ غير القانوني بمعلومات تتعلق بالأمن القومي» و«عرقلة عمل القضاء» وتقديم «شهادة زور». وعلق ترامب على شبكته «تروث سوشال»: «هذه لم تعد أميركا!»، مؤكدا أنه «لم يكن لديه يوما أي شيء يخفيه». في الولايات المتحدة، يلزم قانون الرؤساء بإرسال جميع الرسائل الإلكترونية والورقية ووثائق العمل الأخرى إلى الأرشيف الوطني. ويحظر قانون آخر يتعلق بالتجسس الاحتفاظ بأسرار الدولة في أماكن غير مصرح بها وغير آمنة. وعندما غادر البيت الأبيض في يناير 2021 للاستقرار في مقر إقامته الفخم في مارالاجو، أخذ ترامب معه صناديق كاملة من الملفات السرية. ووفقا للائحة الاتهام، ظلت تلك الصناديق مكدسة في إحدى قاعات الحفلات قبل أن تُنقل إلى «غرفة تخزين» يمكن الوصول إليها من حوض السباحة. وهناك شوهدت وثائق تحمل عبارة «سري للغاية» على الأرض. وتضم لائحة الاتهام صورة تُظهر أكواما من الصناديق وراء مرحاض داخل حمام كبير. وفي يناير 2022 وبعد طلبات متكررة، وافق ترامب على إعادة 15 صندوقا تحوي أكثر من مائتي مستند سري. وأكد محاموه في رسالة بعد ذلك عدم وجود أي وثيقة أخرى. لكن بعد فحص الوثائق رأت الشرطة الفيدرالية أنه لم يعد كل شيء وأنه مازال يحتفظ بعدد كبير من الأوراق في ناديه في بالم بيتش. ودهم عناصر من مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) في الثاني من أغسطس المنزل وصادروا حوالي ثلاثين صندوقا آخر تحوي 11 ألف وثيقة، بعضها حساس جدا بشأن إيران أو الصين. وبحسب لائحة الاتهام، تضمنت الوثائق التي أخذها ترامب «معلومات تتعلق بالقدرات الدفاعية للولايات المتحدة ولدول أجنبية، وبالبرامج النووية الأمريكية». كما تتعلق تلك المعلومات بـ«نقاط ضعف محتملة للولايات المتحدة وحلفائها في حال تعرضها لهجوم عسكري»، وكذلك «خطط رد محتمل على هجوم أجنبي». ووُجّهت ستّ اتّهامات إلى مساعد سابق لترامب هو والت ناوتا المتهم خصوصا بنقل صناديق كرتون بطلب من الرئيس السابق، لإخفاء الوثائق.
مشاركة :