إن الإسائة للوطن لا يقوم بها إلا من خانته نفسه وزينت له نفسه هذا الفعل الدوني فرمى بنفسه في أحضان من لا يريد الخير لوطنه ويسعى إلى تشويه صورته, لهذا فان الاساءة للوطن من مواطن او مواطنين تعني الانسلاخ الكلي من انتماء لهذا الوطن والانضمام الى من يريد الاساءة للوطن وبالتالي فان هؤلاء لايستحقون شرف المواطنة وشرف الايمان وشرف الامانة ويكونون قد فقدوا ايمانهم ومواطنتهم, هؤلاء قد قال سبحانه وتعالى فيهم ” إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها ” فالخائن أساء لنفسه قبل أن يسيء لوطنه. إن من يحب بلاده لا ينبغي عليه أن يسيء اليها, ويرضخ لضغوط خارجية تتسبب في الأفتراء على الوطن بالكذب المبين, فحب الوطن بصدق أن تموت في سبيله, أن ترفع رايته على جسدك, لا تتخاذل وتصمت, فلست أدري ما نتيجة الإسائة الى بلادك؟!! فوطنك قد ولدت فيه وكبرت وأكلت من خيراته ونمت ولعبت على أرضه منذ كنت طفلاً لا تدرك معنى الحياة, وحين اشتد ساعدك صرت جاحد للمعروف وناكراً للجميل. إن ما جعلني أتحدث في هذا السياق ما رأيته من مواطن أغوته نفسه وخان وطنه بعد أن تربى فيه ونسي أن للوطن مقدساته, فعلى مدار أكثر من عشر سنوات يهاجم بلاده وينتقد كل شيء في وطنه, ويخرج على العالم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي لينتقد هذا ويهين هذا مستخدماً كل أشكال وصور التضليل والكذب وقلب الحقائق, لتشويه انجازات الدولة السعودية, وبالرغم مما قام بفعله على مدار سنوات خارج البلاد, لم ينسى الوطن ابنائه وبناته فقد كانوا تحت رعاية الله ثم سمو سيدي ولي العهد الذي كان على علم بخيانته لوطنه وقال على لسان تلك المواطن بأن سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان قال لموظفي الخارجية ” طمنوني على بناته ولا يقصر عليهم شيء”. هكذا يتعامل ولاة الأمر مع ابنائهم, وهكذا هو الوطن الذي لم تجد حين يتركك الجميع إلا هو فماذا جنيت من أفعالك تجاه وطنك؟, فالوطن تلك المكان الذي يحفظ الكرامة والخيانة الوطنية نقض للعهد فيقبح بالمرء أن يخون وطنه, ويطعنه في ظهره, وصدقني أنا كمواطن حين أخبرك بأن أولئك الذين اشتروا ذمتك بالأموال ومظاهر الثراء يعلمون يقيناً أنك لا تستحق ثقتهم, فأنت عبارة عن وسيلة يحققون من خلالها هدف في مخططاتهم, وحين تنتهي مصلحتهم سيقذفونك في أقرب مزبلة للتاريخ! وصدقوني جميعاً بأن كسرة الخبز التي تأكلونها بكرامة بين أهلكم وفوق ثرى وطنك أشرف لكم من مائدة فاخرة تجلس بإحتقار على طرفها وكل لقمة فيهةا مغموسة بالمهانة والذل, فلاشيء يبرر خيانة الوطن ولا عذر للخائن, ولعلنا جميعاً نتذكر قول هتلر ” أحقر الأشخاص الذي قابلتهم هؤلاء الذين ساعدوني على احتلال بلدانهم”. حفظ الله المملكة وشعبها, وحفظ لنا ولاة أمورنا, وآدام علينا نعمة وجود سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان