"إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب".. حكمة توارثناها جيلاً بعد جيل، لكن التطورات الآن في عوالم الاقتصاد والصناعة والحليّ تفرض علينا أن نعيد حساباتنا في النظر إلى الفضة، ذلك المعدن الأبيض "الذي لا غنى عنه"، حسب وصف "معهد الفضة" في واشنطن، وأن نعيد صياغة تلك الحكمة الشهيرة؛ ليصير الكلام من ذهب والسكوت من فضة. وحسب المسح الذي أصدره "معهد الفضة" - وهو مجموعة صناعية كبرى " غير ربحية" مقرها واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية - بلغ حجم الإنتاج العالمي في السنة الماضية من المعدن الأبيض 25 ألفاً و830 طنا مترياً. وبفضل قدرتها العالية على توصيل الكهرباء والحرارة أكثر من أي معدن آخر؛ احتلت الفضة مكانة عظمى في الصناعات التي أنتجتها الثورة الصناعية الرابعة، حتى إن نحو 50% من فضة العالم صارت تستخدم في الصناعات الثقيلة والتكنولوجيا المتقدمة، من أشباه الموصلات، والهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية، والأنظمة الكهربائية للسيارات، وخلايا الألواح الشمسية، والمفاعلات النووية، والبطاريات، وطب الأسنان، والتصوير الفوتوغرافي، ورقائق "إل إي دي" ورقائق "آر إف آي دي" التي تُستخدم في تتبع الطرود والشحنات في جميع أنحاء العالم، فضلاً عن مجال الحليّ والزينة بالطبع؛ ما زاد من الطلب العالمي عليها، وحسب مسح الفضة العالمي للعام الجاري فإنه - للعام الثالث على التوالي - يفوق الطلب حجم المعروض في السوق. أسعار الفضة في 2030 حسب مايكل ديرينزو - المدير التنفيذي لمعهد الفضة - في حديثه إلى شبكة "سي إن بي سي" فإن العام الجاري 2024 هو "عام رائع للفضة"، حيث بلغت أسعارها أعلى مستوى خلال 10 سنوات. بينما ذكرت منصة "لايت فاينانس" أن الفترة من عام 2024 إلى عام 2030 "تعِد بفرص كبرى للمستثمرين في تجارة المعدن الأبيض"، مع توقع ارتفاع متوسط السعر في العام المقبل بنسبة 16% مقارنة بهذا العام ليصل إلى أكثر من 30 دولاراً، بسبب الطلب المستمر عليها في الصناعة، أما في عام 2026 فيُتوقع وصولها إلى 33 دولاراً للأونصة، وحسب "كوين برايس فوركاست" فإنه بحلول عام 2030 يُحتمل أن تقترب من 54 دولاراً. الحرب والتضخم معلوم أنه في أزمنة الحروب، وفي الدول التي يهددها شبح التضخم؛ يلجأ الأغنياء إلى "ضغط" أموالهم وادخارها في ودائع من الذهب، لكن الغريب في السنوات الأخيرة هو الاتجاه إلى الفضة. يظهر ذلك بشكل واضح في مصر، التي تقول الحكمة الشعبية فيها "الذهب زينة وخزينة"، وهكذا يعود المعدن الأبيض ليحتل مكانة المعدن الأصفر في الحكم والأمثال وفي الأسواق، وحتى في خزائن المصريين؛ فمع انخفاض القيمة الشرائية للجنيه، والارتفاع الجنوني في أسعار الذهب. بدأ المصريون الاهتمام بالفضة بوصفها ملاذاً آمناً يحفظ مدخراتهم من آثار التضخم، وذلك بعد أن كان الاهتمام بالفضة للزينة أو الاستخدامات الصناعية فقط. كما صارت الفضة بديلاً عن الذهب في "شبكة العروس"، ولم تعد الفتاة ولا أهلها يجدون في ذلك انتقاصاً من كرامتهم، ولا يخجلون من نشر صور حفلات الخطبة والزواج على منصات التواصل الاجتماعي، وقد زينت العروس أذنيها ويديها بالحليّ الفضية. منتجون ومصدّرون من أهم الدول المنتجة للفضة حسب بيانات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (الإنتاج بالطن المتريّ) المكسيك: 6300، الصين: 3600، بيرو: 3100، تشيلي: 1600، أستراليا: 1400، بولندا: 1300، بوليفيا: 1300، روسيا: 1200، الولايات المتحدة الأمريكية: 1100، الأرجنتين: 840 طناً مترياً. في حين نشرت منصة "أو إي سي ورلد" قائمة بأكبر الدول المصدرة للفضة في العالم (بالدولار الأمريكي) وبعضها ليست من كبار المنتجين، بل تعتمد على إعادة التصدير وتجارة الترانزيت: الصين: 3.75 مليار، المملكة المتحدة: 3.2 مليار، المكسيك: 2.49 مليار، ألمانيا: 1.75 مليار، الولايات المتحدة الأمريكية: 1.69 مليار، كوريا الجنوبية: 1.69 مليار، سويسرا: 1.66 مليار، اليابان: 1.6 مليار، كازاخستان: 1.55 مليار، هونغ كونغ: 1.31 مليار دولار. تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :