قالت دراسة جديدة إن الرحلات الفضائية التي تستمر 6 أشهر أو أكثر تؤثر سلباً على أدمغة رواد الفضاء، مشيرة إلى أن أفراد الطاقم قد يحتاجون إلى الانتظار لمدة 3 سنوات على الأقل قبل العودة إلى الفضاء مرة أخرى. ووفقاً لشبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد قام الباحثون بمسح أدمغة 30 رائد فضاء، متوسط أعمارهم 47 عاماً، قبل وبعد رحلات فضائية استمرت أسبوعين أو ستة أشهر أو عام. وكشفت عمليات المسح أن بطينات المخ، أو التجاويف داخل الدماغ المليئة بالسائل النخاعي، توسعت بشكل كبير داخل أدمغة رواد الفضاء الذين ذهبوا إلى محطة الفضاء الدولية في مهمات استمرت 6 أشهر على الأقل. ولفت الباحثون إلى أن توسع وتضخم البطينات قد يتسبب في تراجع الإدراك. إلا أن الدراسة وجدت أن هذه البطينات استعادت عافيتها بشكل طبيعي بعد قرابة 3 سنوات من ترك الفضاء، ما يعني أن على رواد الفضاء الانتظار لمدة مماثلة قبل المشاركة في مهمة فضائية طويلة جديدة. وقالت راشيل سيدلر، أستاذة علم وظائف الأعضاء وعلم الحركة في جامعة فلوريدا، في بيان: «وجدنا أنه كلما زاد الوقت الذي يقضيه الناس في الفضاء، زاد حجم البطينات لديهم». وأضافت: «المشكلة الأكبر تكمن في سفر العديد من الرواد إلى الفضاء أكثر من مرة، حيث تظهر دراستنا أن الأمر يستغرق حوالي ثلاث سنوات بين الرحلات حتى تتعافى البطينات تماماً». وأشار فريق الدراسة إلى أن نتائجهم التي نشرت في مجلة «ساينتيفيك ريبورتس» ستكون لها آثار على البعثات المستقبلية طويلة المدى، حيث تهدف وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» وشركاؤها الدوليون إلى إقامة وجود بشري مستدام على القمر.
مشاركة :