طهران - قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني اليوم الاثنين في مؤتمر صحفي أسبوعي إن بلاده قد تجري تبادلا للسجناء مع الولايات المتحدة قريبا إذا أبدت واشنطن حسن النية فيما يبدو انه محاولة لتكرار عملية تبادل أسرى تمت بين طهران وبروكسال. ويأتي موقف كنعاني بعد يوم من تلميح الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي إلى إمكانية التوصل لاتفاق نووي مع الغرب لكن مراقبين يرون أن ذلك جزء من سياسة المناورة التي تمارسها إيران. وقال كنعاني "بالنسبة لمسألة تبادل السجناء مع الولايات المتحدة.. المفاوضات جارية عبر وسطاء... إذا أظهر الطرف الآخر نفس الجدية وحسن النية فيمكن لذلك أن يحدث في المستقبل القريب". وتحتجز إيران رجل الأعمال الإيراني-الأميركي سياماك نامازي يقبع في السجن منذ توقيفه في أكتوبر/تشرين الأول 2015. أما والده محمد باقر نامازي الذي شغل سابقا منصبا في منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، فقد أوقف في فبراير/شباط 2016 بعدما توجّه إلى إيران في محاولة منه لتقديم المساعدة لابنه. وفي أكتوبر/تشرين الأول 2016 حُكم على الرجلين بالحبس عشر سنوات لإدانتهما بـ"التجسس والتعاون مع الحكومة الأميركية". وفي العام 2020 قرّر القضاء الإيراني تخفيف الحكم الصادر بحق باقر البالغ أكثر من ثمانين عاما لدواع صحية، لكنّه مُنع من مغادرة البلاد كما رُفض طلب تقدّم به للسفر إلى الخارج من أجل الخضوع لعملية جراحية. وحكم القضاء الإيراني على رجل الأعمال الإيراني- الأميركي عماد شرقي بالسجن 10 سنوات لإدانته بالتجسس، بحسب وسائل إعلام محلية قالت حينها إنه أوقف اثناء محاولته الفرار من البلاد. والشهر الماضي تبادلت إيران وبلجيكا الإفراج عن سجناء بوساطة عمانية، بينهم الدبلوماسي الإيراني أسدالله أسدي المدان في قضايا إرهاب تتعلق بالتخطيط لتفجير تجمع للمعارضة الإيرانية بباريس في العام 2018. بدوره أعلن رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو حينها أن إيران أفرجت عن عامل الإغاثة أوليفييه فانديكاستيل بعد احتجازه لمدة 455 يوما. وتستثمر طهران ملف الرهائن لابتزاز الغرب ودفعه إلى تقديم تنازلات في قضايا سياسية واقتصادية، فيما يشتد التوتر بين الطرفين على خلفية ملفات عديدة من بينها جمود مباحثات إحياء الاتفاق النووي، بالإضافة إلى تواصل التهديدات الإيرانية. وكان خامنئي أكد الأحد إنه من الممكن التوصل إلى اتفاق مع الغرب حول أنشطة طهران النووية في حال ظلت البنية التحتية النووية للبلاد دون مساس، مشددا على أن القوى الغربية لا تستطيع منع الجمهورية الإسلامية من صنع قنبلتها الذرية، بينما وصلت محادثات إحياء الاتفاق النووي المبرم مع ست قوى كبرى إلى طريق مسدود. وتسعى واشنطن لمواجهة التهديدات الإيرانية في المنطقة من خلال تعزيز وجودها العسكري بينما تشعر بقلق من عودة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران وفق اتفاق عقد في شهر مارس/آذار الماضي برعاية صينية.
مشاركة :