متخصصون: مواكبة الإعلام التقليـدي لـ «الرقمي» ضروري لصدقية الرسالة الإعلامية

  • 2/25/2016
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

أكد متحدثون في مؤتمر الشرق الأوسط للرابطة العالمية للصحف وناشري الأنباء وان ـــ إيفرا المقام في دبي في دورته الـ11، أهمية مواكبة الإعلام التقليدي المطبوع، للتسارع الذي يشهده الإعلام الرقمي ونمو نسب متابعيه بشكل كبير، واستغلال أدواته التكنولوجية، لضمان صدقية الرسالة الإعلامية. سلطان بن أحمد القاسمي: التقنيات الرقمية إحدى أهم سمات التنافس الإعلامي الحالي. وقالوا إن الإعلام التقليدي أمامه فرصة قوية حالياً للاستمرار والتأثير، رغم تطور أدوات الصورة والمؤثرات البصرية في ظل التقنية التي جعلت الكلمة تتراجع ولا تحقق الجذب الجماهيري كما كانت، مشيرين إلى أن نجاح الإعلام الرقمي اعتمد على فهم احتياجات الجمهور وتطلعاته وعقليته وما يبحث عنه، وتوظيف هذا كله في إعداد المواد الإعلامية. وتفصيلاً، قال الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام رئيس مركز الشارقة الإعلامي، في كلمته الافتتاحية للمؤتمر الذي يقام تحت شعار تحول الشركات الإعلامية إن التقنيات الرقمية تشكل إحدى أهم سمات التنافس الإعلامي حالياً، في ظل قدرتها على توظيف أدوات وإمكانات عدة لا يستطيع الشكل التقليدي المطبوع توفيرها، وقدرتها على ردم الفجوة المعلوماتية الإخبارية بين الشعوب، التي لم يستطع الشكل التقليدي التأثير فيها. وأشار إلى أن الإعلام التقليدي أمامه فرصة قوية حالياً للاستمرار والتأثير، فهو وسيلة تأثير قديمة ذات صدقية لدى الجمهور، لديها المجال لتطوير نفسها وتحديث قدراتها للحفاظ على جمهور من جيل القارئ للورق، واستقطاب الجيل الجديد الذي يفضل التعامل مع العالم الرقمي الافتراضي، الذي تتوافر فيه المعلومات كافة بضغطة زر. وأوضح أن الوضع الحالي للإعلام بشكليه التقليدي والرقمي، يضعنا أمام مجموعة من التحديات والنقاط الأسياسية التي يمكن أن تتحول لفرص نجاح، في مقدمتها أن المنافسة ليست في تقديم المعلومة فحسب، وإنما في تنوع الأدوات المستخدمة في التقديم، فالشكل التقليدي يقتصر على الكلمة، فيما تستحوذ مؤثرات الصوت والصورة الثابتة والمتحركة على النسب الأهم من نجاح النموذج الرقمي، لذا فإن ضمان الاستمرارية والنجاح يعتمد على الجمع بين صدقية الكلمة وأسلوب صياغتها الاحترافي، ودعمها بمؤثرات الصوت والصورة. وتابع أن التحدي الثاني هو مصادر الدخل والأرباح، فهناك توجه لنسب متزايدة من المعلنين إلى النموذج الرقمي، كبديل عن التقليدي، ما دفع صحفاً عريقة إلى التحول بالكامل إلى العالم الرقمي، لذا يجب توظيف هذا التوجه في دعم استمرارية الصحف الورقية والمجلات. وطالب الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي القائمين على المؤسسات الإعلامية بضرورة تطوير مستوى الكوادر الإعلامية لتواكب النمو الرقمي وتستطيع التعامل باحترافية مع أدواته، مشدداً على أهمية تطبيق قوانين حماية الملكية الفكرية لحماية المعلومة وأحقيتها للوسيلة الإعلامية التي تنشرها. من جهته، لفت رئيس تحرير جريدة الإمارات اليوم، سامي الريامي، إلى التحدي الكبير الذي فرضته التقنية على مضمون الرسالة الإعلامية، خصوصاً في ما يتعلق بالصدقية والموضوعية ومعايير التوازن في الطرح، موضحاً أن الكلمة كانت محور القصة الإخبارية، وفحواها، ومحل عناية المنصات الإعلامية لسنوات طويلة، لكن تطور أدوات الصورة والمؤثرات البصرية في ظل التقنية جعلها تتراجع ولا تحقق الجذب الجماهيري كما كانت. وتابع أن معيار الصدقية والموضوعية يتعرض لاختبارات عسيرة حالياً في ظل نمو الإعلام الرقمي غير المنضبط، إذ إن منطقة الشرق الأوسط تعد أكبر دليل على هذا، خصوصاً ما شهدته من أحداث عاصفة خلال السنوات الخمس الماضية، وآلية التعامل الإعلامي معها، إذ سخّر البعض التكنولوجيا المتسارعة لتزييف الحقائق وتشويهها على نحو متعمد لخدمة أجندته الخاصة. وشدد الريامي على ضرورة تحقيق توازن بين صدقية الرسالة الإعلامية، واستخدام التقنيات الحديثة، ليكون استخدام التكنولوجيا معول بناء لا هدم. مايكل جولدن: صدقية المعلومة لاتزال النقطة المهمة التي تساند وجود الإعلام التقليدي المطبوع. وأشار إلى أن وسائل الإعلام في الإمارات انتبهت لأهمية استشراف المستقبل الإعلامي، وضرورة التحول الرقمي المتوازن الذي يخدم مصلحة القارئ في النهاية ويحافظ على الصدقية والموضوعية، مقتدية بالقيادة الحاكمة للدولة التي تستشرف المستقبل، وتقرأه بعيون فاحصة، وتبادر إلى مواكبته، وتطبق معطيات النجاح فيه، ولا تنتظر حدوثه فحسب. وقال إنه على الرغم من أن لكل منطقة في العالم خصوصيتها وظروفها وطبيعة مختلفة لقرائها وجمهور وسائل الإعلام فيها، إلا أن مسألة نمو الإعلام الرقمي وضروريات التحول تشكل تحدياً مشتركاً لقطاع الإعلام في العالم أجمع، لكن يجب أن تتضافر الجهود لضمان بقاء الإعلام التقليدي، وحتى يتم تعريف طبيعة وكيفية التحول والاستفادة من التقنية بالشكل الصحيح، فبعد سنوات على طفرة مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات المحادثة والفيديو التفاعلي، وظهور مسمى الصحافي المواطن، مازلنا لا نعرف على وجه الدقة ما مصير الصحف الورقية، لذا نأمل عبر المؤتمر، وعنوان دورته الحالية أن يتم تجسيد أفكار وآراء وخرائط طرق تنير مسار المؤسسات الإعلامية، وتستجيب للتحديات من خلال ابتكار وتوظيف أفكار وأنماط جديدة قابلة للاستمرار. من جانبه، لفت نائب رئيس شركة نيويورك تايمز، والناشر السابق لصحيفة إنترناشونال هيرالد تريبيون مايكل غولدن، إلى أن صدقية المعلومة لاتزال النقطة المهمة التي تساند وجود الإعلام التقليدي المطبوع، لكن الاتجاه العام للإعلام حالياً يسير نحو الرقمية، فلا مجال أمام الوسائل التقليدية إلا التحول عاجلاً أو آجلاً، وإلا فإن الخيار الآخر هو الاختفاء التام. وأوضح أن التحول إلى عالم الإعلام الرقمي لا يقتصر على إيجاد موقع إلكتروني للصحف أو المجلات ينشر ما هو موجود في النسخة الورقية فحسب، بل هناك ديناميكيات وقوانين وآليات تحكم هذا العالم يجب الالتزام بها والإبداع في استخدامها لضمان الاستمرارية، وإلا سيكون مصير الوسيلة المطبوعة وملحقها الإلكتروني الاختفاء. وأشار إلى أن تجربة نيويورك تايمز في التحول الرقمي بدأت قبل 20 عاماً، اقتصرت في مرحلتها الأولى على موقع الكتروني جامد ينشر ما هو موجود في الصحيفة الورقية، ولحقت هذه المرحلة تطورات عدة، اعتمدت على توظيف عناصر الصورة والصوت والفيديو والمؤثرات بشكل عام، ليصل عدد المشتركين حالياً في نسختها الإلكترونية، ممن يدفعون مقابلاً مالياً يبلغ 300 دولار سنوياً إلى 1.1 مليون مشترك، فيما حافظ الشكل الورقي على وجوده مستفيداً من الانتشار الرقمي، وتوظيف عناصر الصورة. وتابع نجاح الإعلام الرقمي يعتمد على فهم الجمهور (احتياجاته، تطلعاته، عقليته وما يبحث عنه)، وتوظيف هذا كله في إعداد المواد الإعلامية، والتحول من مجرد وسيلة لإيصال المعلومة الى عامل مؤثر وأساسي في اتخاذ القارئ لبعض القرارات اليومية، ومنها طبيعة طعامه اليومي عبر زوايا الطبخ التي يتم نشرها، وقرار مشاهدته لأفلام معينة أو مطالعة كتب جديدة عبر زوايا الثقافة والفن التي ترشح له الأفضل وتستعرض ملخص المحتوى. وقال إن أحد أهم عناصر النجاح في الشكل الرقمي هو عدم الاقتصار على فئة قراء واحدة، وفقاً للغة كما هي الحال في النسخ الورقية، فما المانع من ترجمة بعض المقالات والأخبار والتحليلات بلغات عدة، وفقاً لنسبة متحدثي اللغات الأخرى، وهذا المثال يمكن أن يحقق نجاحاً كبيراً في دولة مثل الإمارات.

مشاركة :