"الإماراتيون.. كل أيامنا الخوالي" رحلات في أبوظبي والعين

  • 2/25/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يقدم الكاتب أنتوني رندل في كتاب الإماراتيون: كل أيامنا الخوالي، الصادر عن الأرشيف الوطني في أبوظبي فيضاً من ذكرياته التي عاشها في إمارة أبوظبي أثناء خدمته في العين ضابطاً في قوة ساحل عمان وواحداً من أبرز قادة قوة ساحل عمان (1960-1962).. ويسوق ذكرياته بالكلمة والصورة عن الدور الكبير الذي قامت به قوة ساحل عمان في التطور المنظم للإمارات المتصالحة قبل وقت طويل من قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك في بدايات نشوء مدينة أبوظبي التي غدت من أروع المدن. جمال الصحراء يبدأ النقيب رندل -حامل وسام الإمبراطورية البريطانية- ذكرياته من مقر قوة ساحل عمان في قلعة الجاهلي التي كانت تؤوي سرية من الجنود قوامها حوالي 120 فرداً، ورغم شظف العيش حيث الطقس الحار وانعدام وسائل الرفاهية والظروف الصعبة.. ولكنه يقر بأنه كان يجد حريته في الصحراء وينغمس بعدسته بين جنود قوة ساحل عمان فيرصد جوانب من حياتهم اليومية وتنقلاتهم بين الواحة والصحراء وقربهم من الأهالي وحياتهم في واحة العين وفي الصحراء. ويعود رندل إلى واقع العين وما حولها عام 1960 وكأنه يقارن بين الأمس واليوم، فلم يكن حينذاك طريق فيها رغم أنها كانت تنعم بالظل وتعد واحة في زمن لم تكن فيه أجهزة التكييف.. وبعد حديث مقتضب عن البريمي، وبعد أن يصف بدايات الزراعة وتحولاتها من زراعة أعلاف الحيوانات إلى البساتين التي توفر غذاء السكان بعدما حظيت باهتمام الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- يفرد صفحات من الكتاب لصور من: واحات النخيل في العين والسوق ثم قرية حماسة والصحراء في المساء والليل وأدوات إعداد القهوة. وصف أبوظبي ويسافر المؤلف من العين إلى أبوظبي في رحلة دامت أكثر من سبع ساعات، ويبدأ بوصف أبوظبي وما كانت عليه عام 1960 بدءاً بحصن المقطع فالمركز الجمركي غير البعيد عنه، وكيف يجتاز القادمون إلى أبوظبي منطقة المقطع ويكمل بالصور وصف واقع أبوظبي وأهم الأعمال التي كانت تحفل بها كالصيد والتجارة والتحطيب. ويتناول الكتاب بالكلمة والصورة موضوعاً آخر بعنوان: الناس والصقور فيبرز الدور الهام الذي تمثله رياضة القنص بالصقور والصيد بالكلب السلوقي في حياة الناس في ستينيات القرن الماضي، ويبرز تفاصيل حياة الناس في ذلك الوقت. والفصل الأكبر الذي أولاه اهتماماً خاصاً كان عن حفل زفاف المغفور له -بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عام 1962 في العين. وقد أثرى هذا الفصل بألبوم من الصور النادرة التي التقطت لمظاهر الاحتفال بتلك المناسبة. وبعد أن يتحدث الكتاب عن النساء وحياتهن الأسرية ودورهن في المجتمع، يتحول إلى الماء الذي كان يعتبر الأغلى في مطلع ستينيات القرن الماضي، فيسلط الضوء على الأفلاج التي نظر إليها صمويل باريت المعتمد السياسي والقنصل في مسقط على أنها نوع من الأنهار الاصطناعية ومن أعظم المنجزات. وقبل أن يختتم رندل الكتاب استعرض المرافق الطبية حينذاك، وكانت ممثلة بتأسيس مستشفى الواحة كينيدي في العين. إهداء أشار المؤلف في الختام إلى أنه يقدم كتابه هذا للجيل الحالي من شباب الإمارات ليطلعوا على مختلف جوانب الحياة التي عاشها أجدادهم في أوائل ستينيات القرن الماضي، مشيراً إلى إحساس الحكام بالمسؤولية، ولا سيما الشيخ زايد، الذي وضع تصوراً في ذلك الحين لتطوير أبوظبي وتحديثها.

مشاركة :