من ثمرات الحج (2)

  • 6/16/2023
  • 02:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عبدالسلام‭ ‬عمري القيام‭ ‬بعبادة‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬العبادات‭ ‬ومن‭ ‬أفضل‭ ‬الأعمال‭ ‬عند‭ ‬الله،‭ ‬والأمل‭ ‬في‭ ‬دخول‭ ‬الجنة‭ ‬وقد‭ ‬أشارت‭ ‬الأحاديث‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬روى‭ ‬البخاري‭ ‬ومسلم‭ ‬من‭ ‬حديث‭ ‬أبي‭ ‬هريرة‭ - ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭ - ‬قال‭: ‬سُئِل‭ ‬رسولُ‭ ‬الله‭ - ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ -: ‬‮«‬أيُّ‭ ‬العمل‭ ‬أفْضَل؟‭ ‬قال‭: ‬إيمان‭ ‬بالله‭ ‬ورسوله،‭ ‬قيل‭: ‬ثم‭ ‬ماذا؟‭ ‬قال‭: ‬الجهادُ‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الله،‭ ‬قيل‭: ‬ثم‭ ‬ماذا؟‭ ‬قال‭: ‬حَجّ‭ ‬مبرور‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬الصحيحين‭ ‬أيضا‭ ‬عن‭ ‬أبي‭ ‬هريرة‭ -‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭- ‬أن‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬قال‭: (‬العمرة‭ ‬إلى‭ ‬العمرة‭ ‬كفارة‭ ‬لما‭ ‬بينهما‭ ‬والحج‭ ‬المبرور‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬جزاء‭ ‬إلا‭ ‬الجنة‭). ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬تأدية‭ ‬العبادات‭ ‬كما‭ ‬أداها‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم،‭ ‬والمعلوم‭ ‬أن‭ ‬النبي‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬كان‭ ‬يقول‭ ‬في‭ ‬حجة‭ ‬الوداع‭ (‬خُذُوا‭ ‬عَني‭ ‬مَناسِكَكُمْ‭ ‬،‭ ‬لا‭ ‬أدري‭ ‬لَعَلَّي‭ ‬لا‭ ‬أَحُجُّ‭ ‬بعد‭ ‬حَجَّتي‭ ‬هذه‭) ‬رواه‭ ‬مسلم‭. ‬ومن‭ ‬ثمرات‭ ‬الحج‭ ‬التحلي‭ ‬بحسن‭ ‬الخلق‭ ‬وحسن‭ ‬معاملة‭ ‬الناس‭ ‬ولين‭ ‬الكلام‭ ‬وإفشاء‭ ‬السلام‭ ‬وإطعام‭ ‬الطعام‭ ‬وصلة‭ ‬الأرحام‭ ‬والصلاة‭ ‬بالليل‭ ‬والناس‭ ‬نيام،‭ ‬والمسارعة‭ ‬إلى‭ ‬الخيرات،‭ ‬وإغلاق‭ ‬أبواب‭ ‬الشرور‭ ‬والآثام،‭ ‬وكذلك‭ ‬الإكثار‭ ‬من‭ ‬ذكر‭ ‬الله‭ ‬،كما‭ ‬قال‭ ‬سبحانه‭: (‬لَيْسَ‭ ‬عَلَيْكُمْ‭ ‬جُنَاحٌ‭ ‬أَنْ‭ ‬تَبْتَغُوا‭ ‬فَضْلًا‭ ‬مِنْ‭ ‬رَبِّكُمْ‭ ‬فَإِذَا‭ ‬أَفَضْتُمْ‭ ‬مِنْ‭ ‬عَرَفَاتٍ‭ ‬فَاذْكُرُوا‭ ‬اللَّهَ‭ ‬عِنْدَ‭ ‬الْمَشْعَرِ‭ ‬الْحَرَامِ‭ ‬وَاذْكُرُوهُ‭ ‬كَمَا‭ ‬هَدَاكُمْ‭ ‬وَإِنْ‭ ‬كُنْتُمْ‭ ‬مِنْ‭ ‬قَبْلِهِ‭ ‬لَمِنَ‭ ‬الضَّالِّينَ‭ (‬198‭) ‬ثُمَّ‭ ‬أَفِيضُوا‭ ‬مِنْ‭ ‬حَيْثُ‭ ‬أَفَاضَ‭ ‬النَّاسُ‭ ‬وَاسْتَغْفِرُوا‭ ‬اللَّهَ‭ ‬إِنَّ‭ ‬اللَّهَ‭ ‬غَفُورٌ‭ ‬رَحِيمٌ‭ (‬199‭) ‬فَإِذَا‭ ‬قَضَيْتُمْ‭ ‬مَنَاسِكَكُمْ‭ ‬فَاذْكُرُوا‭ ‬اللَّهَ‭ ‬كَذِكْرِكُمْ‭ ‬آَبَاءَكُمْ‭ ‬أَوْ‭ ‬أَشَدَّ‭ ‬ذِكْرًا‭ ) -‬البقرة‭ ‬198‭:‬199‭-. ‬قال‭ ‬النبي‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬و‭ ‬سلم‭: ‬‮«‬أفضل‭ ‬الحج‭ ‬العج‭ ‬والثج‮»‬‭ ‬رواه‭ ‬الترمذي‭ ‬وابن‭ ‬ماجة‭. ‬والعج‭: ‬هو‭ ‬رفع‭ ‬الصوت‭ ‬بالتكبير‭ ‬والتلبية،‭ ‬وهو‭ ‬توحيد‭ ‬الله‭ ‬وإعلان‭ ‬الخضوع‭ ‬له‭ ‬سبحانه‭ ‬وحده‭ ‬قال‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭:- (‬ما‭ ‬من‭ ‬مسلم‭ ‬يلبي‭ ‬إلا‭ ‬لبى‭ ‬من‭ ‬عن‭ ‬يمينه‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬شماله‭ ‬من‭ ‬حجر‭ ‬أو‭ ‬شجر‭ ‬أو‭ ‬مدر،‭ ‬حتى‭ ‬تنقطع‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬هاهنا‭ ‬وهاهنا‭) ‬رواه‭ ‬الترمذي‭ ‬والثج‭: ‬سيلان‭ ‬دماء‭ ‬الهدي،‭ ‬وقيل‭ ‬دماء‭ ‬الأضاحي‭.. ‬وأن‭ ‬يعود‭ ‬الحاج‭ ‬أفضل‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬ويلزم‭ ‬الاستقامة‭ ‬والعمل‭ ‬بتعاليم‭ ‬الإسلام‭ ‬أسأل‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬أن‭ ‬يرزقنا‭ ‬حجا‭ ‬مبرورا‭ ‬وسعيا‭ ‬مشكورا‭ ‬وعملا‭ ‬متقبلا‭.‬ الإقبال‭ ‬على‭ ‬الآخرة‭ ‬والتشبه‭ ‬بالموتى‭ ‬والاستعداد‭ ‬للقاء‭ ‬الله‭ ‬ويحدث‭ ‬ذلك‭ ‬عند‭ ‬لبس‭ ‬ملابس‭ ‬الإحرام‭ ‬وأيضا‭ ‬عندما‭ ‬يودع‭ ‬الأهل‭ ‬والأحباب‭ ‬عند‭ ‬السفر،‭ ‬يعلم‭ ‬أنه‭ ‬عاجلا‭ ‬أو‭ ‬آجلا‭ ‬سيكون‭ ‬السفر‭ ‬الطويل‭ ‬بلا‭ ‬عودة‭ ‬إلى‭ ‬الدنيا،‭ ‬أي‭ ‬الموت‭ ‬وهذا‭ ‬يدفع‭ ‬المسلم‭ ‬إلى‭ ‬الطاعة‭ ‬والإقبال‭ ‬على‭ ‬الآخرة‭ ‬وذلك‭ ‬بالحرص‭ ‬على‭ ‬صالح‭ ‬الأعمال‭.‬ الحج‭ ‬ينفي‭ ‬الفقر‭:‬ ‭ ‬تابِعوا‭ ‬بينَ‭ ‬الحجِّ‭ ‬والعمرةِ،‭ ‬فإنَّهما‭ ‬ينفِيانِ‭ ‬الفقرَ‭ ‬والذُّنوبَ،‭ ‬كما‭ ‬ينفي‭ ‬الْكيرُ‭ ‬خبثَ‭ ‬الحديدِ‭ ‬والذَّهبِ‭ ‬والفضَّةِ‭ ‬وليسَ‭ ‬للحجِّ‭ ‬المبرورِ‭ ‬ثوابٌ‭ ‬دونَ‭ ‬الجنَّةِ الراوي‭ : ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬مسعود‮‬‭|‬‮‬المحدث‭ : ‬الألباني‮‬‭|‬‮‬المصدر‭ ‬‮‬صحيح‭ ‬النسائي الصفحة‭ ‬أو‭ ‬الرقم‭: ‬2630‮‬‭|‬‮‬‭ ‬خلاصة‭ ‬حكم‭ ‬المحدث‭ : ‬حسن‭ ‬صحيح التخريج‭: ‬أخرجه‭ ‬الترمذي‭ (‬810‭)‬،‭ ‬والنسائي‭ (‬2631‭) ‬واللفظ‭ ‬له، ‭ ‬وأحمد‭ (‬3669‭) ‬فيَكونُ‭ ‬الأمرُ‭ ‬بالمُتابعةِ‭ ‬بينهُما‭ ‬للإرشادِ؛‭ ‬‮«‬فإنَّهما‭ ‬يَنفيانِ‭ ‬الفَقرَ‭ ‬والذُّنوبَ،‭ ‬أي‭: ‬فإنَّ‭ ‬المُتابعةَ‭ ‬بين‭ ‬الحَجِّ‭ ‬والعُمرةِ‭ ‬سَببٌ‭ ‬في‭ ‬زوالِ‭ ‬الفَقرِ،‭ ‬وسببٌ‭ ‬لغُفرانِ‭ ‬الذُّنوبِ،‭ ‬ومحوِها‭ ‬‮««‬كما‭ ‬يَنفي‭ ‬الكِيرُ‭ ‬خَبَثَ‭ ‬الحديدِ‭ ‬والذَّهبِ‭ ‬والفضَّةِ‮»‬،‭ ‬أي‭: ‬بمثلِ‭ ‬ما‭ ‬يُستخدَمُ‭ ‬الكيرُ‭ ‬في‭ ‬إزالةِ‭ ‬ونَزْعِ‭ ‬الشَّوائبِ‭ ‬العالقةِ‭ ‬بأصلِ‭ ‬المعادنِ‭ ‬وتَنقيتِها،‭ ‬والكِيرُ‭: ‬ما‭ ‬يَنفُخُ‭ ‬به‭ ‬الحَدَّادُ‭ ‬في‭ ‬النَّارِ‭. ‬قيل‭: ‬إنَّ‭ ‬أعمالَ‭ ‬الحجِّ‭ ‬والعُمرةِ‭ ‬منَ‭ ‬الطَّاعاتِ‭ ‬إنَّما‭ ‬تُكفِّرُ‭ ‬الصَّغائرَ؛‭ ‬فأمَّا‭ ‬الكبائرُ‭ ‬فإنَّما‭ ‬تُكفَّرُ‭ ‬بِالتَّوْبَةِ‭ ‬أو‭ ‬رَحْمَةِ‭ ‬اللهِ‭ ‬وفَضلِه،‭ ‬ولكنَّ‭ ‬هذه‭ ‬الطاعاتِ‭ ‬رُبَّما‭ ‬أثَّرتْ‭ ‬في‭ ‬القَلبِ‭ ‬فأورَثَت‭ ‬توبةً‭ ‬تُكفِّرُ‭ ‬كلَّ‭ ‬خَطيئةٍ‮»‬‭.‬ الحج‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬خيري‭ ‬الدنيا‭ ‬والآخرة‭ ‬وتحقيق‭ ‬المنافع‭ ‬والمصالح،‭ ‬حيث‭ ‬التجارة‭ ‬وتبادل‭ ‬المناقع‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وعلاج‭ ‬المشاكل‭ ‬والأدواء‭ ‬التي‭ ‬تحيق‭ ‬وتحيط‭ ‬بالأمة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬قد‭ ‬أخرج‭ ‬البخاري‭ ‬في‭ ‬الصحيح‭ ‬عن‭ ‬ابن‭ ‬عباس‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنهما‭ ‬قال‭-‬في‭ ‬سبب‭ ‬نزول‭ ‬هذه‭ ‬الآية‭- ‬‮«‬كانت‭ ‬عكاظ‭ ‬ومجنة‭ ‬وذو‭ ‬المجاز‭ ‬أسواقا‭ ‬في‭ ‬الجاهلية‭ ‬فتأثموا‭ ‬أن‭ ‬يتجروا‭ ‬في‭ ‬المواسم‭ ‬فنزلت‭: (‬لَيْسَ‭ ‬عَلَيْكُمْ‭ ‬جُنَاحٌ‭ ‬أَنْ‭ ‬تَبْتَغُوا‭ ‬فَضْلًا‭ ‬مِنْ‭ ‬رَبِّكُمْ‭) -‬البقرة‭: ‬198‭-‬

مشاركة :