كشف المدير السابق للجمعية الخيرية لمكافحة التدخين "نقاء"، والمؤسس والمشرف العام على مبادرة الحرية من التدخين الاجتماعية نايف محمد السعيّد، أن التدخين أول بوابة للمخدرات والانحراف السلوكي. وقال لـ"اليوم": "كنت أزور إدارة السجون وألتقي ببعض النزلاء في السجن العام والتقي بالمسؤولين والقائمين، فنادرا تجد محبوسا في مشكلة المخدرات أو المسكرات ولا يدخن، فيكاد 99% من الذين يتعاطون المخدرات او المسكرات كانت بدايتهم التدخين". وأوضح أن السبب أن التدخين يكون في سن مبكرة ولا يستطيع أن يدخن في المحيط الناصح والمحب له، فيبدأ التدخين خارج نطاق المنزل مع الأصحاب الذين قد تكون لديهم مخالفات سلوكية أخرى غير التدخين، ثم تنتقل له الممارسات السيئة والعادات غير الصحية. أوضح السعيد أن جمعية نقاء الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين أسسها الوزير الدكتور غازي القصيبي -يرحمه الله- عندما كان وزيرا للصحة، بسبب كثرة الأمراض المصاحبة المزمنة التي يتسبب فيها التدخين. قال السعيد "من القصص التي عشتها سابقا أن هناك أب أتى بابنه للعلاج وكان الابن حريصا على أنه يستفيد ويقلع عن التدخين، فسألت الابن عن السر، فذكر لي أن والده قدم له عرضا لا يٌرفض،، وهو عرض عبارة عن سيارة جديدة مقابل ترك التدخين، وقال ذكر لي والدي أنه مستعد أن يخسر قيمة السيارة التي تصل إلى 70 ألفا ولا أخسر صحتك وصحة أعز إنسان عندي، وهي لفته كريمة من أب حنون لابن من أبنائه فهو يدرك أهمية صحة ابنه وأنها لا تعدل كنوز الدنيا". وتابع السعيد: "أيضا من المواقف العالقة في الذهن، حينما قام وفد من سلطنة عمان بالزيارة لنا وبدأنا نشرح لهم عن مشكلة وأضرار التدخين، وأثناء الحديث ذكرت موقفا حكاه لي أحد كبار السن والذي قال إنه في رمضان قالت له زوجته له هذا أول رمضان نصومه معك مستهنين، مؤكدة أن صيامه في السنوات السابقة يكون بعصبية أثناء الصيام". أكد السعيد أهمية دور المجتمع قائلا إن "كل أب عليه مسؤوليات تجاه الأبناء وكل أبناء لهم أيضا واجبات تجاه الآباء وكل زوجة لها واجبات تجاه زوجها، وكل أم لها واجبات تجاه الأبناء وكل امرأة تجاه إخوانها من المدخنين". وأوضح أن "التشجيع والتحفيز مهم ووسائل العلاج أصبحت متيسرة والوعي ووسائل التوعية متيسرة، ففي الأول كنا نضطر لعمل إعلانات مكلفة في الشوارع حتى تصل رسالتنا للأشخاص المستهدفين بينما الآن أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي سهلة وميسرة. قال السعيد: "التدخين يكلف المجتمع السعودي أرواح لأن عدد الوفيات سنويا حول العالم تبلغ 8 ملايين وفاة بسبب التدخين، وهناك تقديرات سابقة نقلها الدكتور توفيق الربيعة عندما كان وزيرا للصحة بأن المتوفين سنويا في المملكة 70 ألفا بسبب التدخين". وتابع "حينما نتحدث عن 70 ألفا يتوفون سنويا فنحن لا نأخذها بأرقام مجردة، فـ70 ألفا معناها كم طفل تيتم كم زوجة ترملت كم أب وأم فُجع في أبنائه، ووطن خسر أهم موارده وهي الموارد البشرية". وأشار إلى أن "الإحصائيات الأخيرة لمنظمة الصحة العالمية تفيد بأنه مقابل كل شخص يموت هناك 30 أو 32 حالة مرضية بسبب التدخين، فالأمراض مكلفة ماديا سواء كان للدولة في الرعاية الطبية أو للشخص نفسه ووضعه الصحي وحياته".
مشاركة :