قراءة في رواية اغتصاب يشبه الآخر للروائي صبري حمد خاطر

  • 6/17/2023
  • 02:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

بعد‭ ‬رحلة‭ ‬بهية‭ ‬سابقة‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الروائي‭ ‬وروايته‭ ‬منفى‭ ‬للرجل‭ ‬الماكر‭ ‬وما‭ ‬رأيته‭ ‬بين‭ ‬سطورها‭ ‬ونشرته‭ ‬في‭ ‬الجريدة‭ ‬العراقية‭ ‬الأسترالية‭.. ‬رئيس‭ ‬تحريرها‭ ‬د‭. ‬موفق‭ ‬ساوا،‭ ‬آن‭ ‬الأوان‭ ‬كي‭ ‬أتصفح‭ ‬الرواية‭ ‬هذه‭ ‬بمهل‭ ‬ودراية‭ ‬علّي‭ ‬أجد‭ ‬ما‭ ‬يشد‭ ‬انتباهي‭ ‬وما‭ ‬غاية‭ ‬الروائي‭ ‬من‭ ‬بناء‭ ‬أحداثها‭. ‬ وهي‭ ‬رواية‭ ‬بعنوان‭ ‬مثير‭ ‬يفتح‭ ‬أفقا‭ ‬للتأويل‭ ‬لا‭ ‬ينتهي‭ ‬وأرى‭ ‬أن‭ ‬الغلاف‭ ‬يتلاءم‭ ‬مع‭ ‬العنوان‭ ‬وأظنه‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬المتن،‭ ‬ولكن‭ ‬التجنيس‭ ‬غائب‭ ‬في‭ ‬واجهة‭ ‬الرواية‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬اللازم‭ ‬أن‭ ‬يكتب‭ ‬كلمة‭ ‬رواية‭ ‬في‭ ‬واجهة‭ ‬الكتاب‭ ‬وإلى‭ ‬الأسفل‭ ‬وفي‭ ‬الجهة‭ ‬اليسرى،‭ ‬فغياب‭ ‬التجنيس‭ ‬يحيل‭ ‬النص‭ ‬الى‭ ‬إشكالية‭ ‬في‭ ‬النقد،‭ ‬رواية‭ ‬من‭ ‬الحجم‭ ‬الكبير‭ ‬بعدد‭ ‬صفحات‭ ‬430،‭ ‬وما‭ ‬ميز‭ ‬صورة‭ ‬واجهة‭ ‬الرواية‭ ‬وجود‭ ‬وجهين‭ ‬متعاكسي‭ ‬الاتجاه‭ ‬لذكر‭ ‬بلحية‭ ‬سوداء‭ ‬معصوب‭ ‬العينين‭ ‬وأنثى‭ ‬تقرفص‭ ‬شعرها‭ ‬بكومة‭ ‬صغيرة‭ ‬فوق‭ ‬رأسها‭ ‬ما‭ ‬يجعلك‭ ‬أمام‭ ‬شخصين‭ ‬متعاكسين‭ ‬بالسلوك‭ ‬والصفات،‭ ‬بلون‭ ‬أسود‭ ‬يغطي‭ ‬ربع‭ ‬الواجهة‭ ‬من‭ ‬الأسفل‭ ‬قد‭ ‬تجده‭ ‬دالة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬ساد‭ ‬معظم‭ ‬فصول‭ ‬الرواية‭ ‬من‭ ‬سلوك‭ ‬ديني‭ ‬غيبي‭ ‬وخرافي‭ ‬بعيد‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬حديث‭ ‬وعلمي،‭ ‬يَضعف‭ ‬هذا‭ ‬اللون‭ ‬تدريجيًّا‭ ‬ليتحول‭ ‬إلى‭ ‬برتقالي‭ ‬ثم‭ ‬أزرق‭ ‬فاتح‭ ‬جدًا‭ ‬يمنحنا‭ ‬هذا‭ ‬التحول‭ ‬إمكانية‭ ‬الاعتقاد‭ ‬بتراجع‭ ‬الفكر‭ ‬الخرافي‭ ‬مقابل‭ ‬تقدم‭ ‬العلم‭ ‬والحداثة‭ ‬والاعتراف‭ ‬بالآخر‭.‬ في‭ ‬فصول‭ ‬عديدة‭ ‬تجد‭ ‬الروائي‭ ‬يتمترس‭ ‬بين‭ ‬رجالات‭ ‬انخرطت‭ ‬في‭ ‬ليالي‭ ‬الدروشة‭ ‬واكتشاف‭ ‬الغيب‭ ‬وما‭ ‬حوله‭ ‬من‭ ‬كم‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬شعوذة‭ ‬وخرافات،‭ ‬ورجالات‭ ‬هذه‭ ‬الفعاليات‭ ‬يطلق‭ ‬عليهم‭ ‬الدراويش‭ ‬أو‭ ‬الشيوخ،‭ ‬يتمترس‭ ‬ويغوص‭ ‬ويصرف‭ ‬جهدًا‭ ‬مما‭ ‬يعرفه‭ ‬عن‭ ‬عالمهم‭ ‬وهذا‭ ‬الجدل‭ ‬البيزنطي‭ ‬بين‭ ‬ثنائية‭ ‬الجسد‭ ‬والروح‭ ‬وعلاقة‭ ‬هذه‭ ‬الثنائية‭ ‬بالسماء‭ ‬والأرض‭ ‬واكتشاف‭ ‬الغيب‭ ‬وبالتالي‭ ‬الله‭.‬ هكذا‭ ‬فقدت‭ ‬الأم‭ ‬شعاع‭ ‬ابنها‭ ‬السالك،‭ ‬السالك‭ ‬وهو‭ ‬يرى‭ ‬الشيخ‭ ‬كروي‭ ‬يقبل‭ ‬والدته‭ ‬وهي‭ ‬تدفعه‭ ‬بعيدا‭ ‬وتقول‭ ‬له‭: ‬لا‭.. ‬ليس‭ ‬الآن‭.. ‬ص14 فصول‭ ‬وغيرها‭ ‬يبحث‭ ‬الوالد‭ ‬نعمان‭ ‬البدوي‭ ‬عن‭ ‬ولده‭ ‬وهكذا‭ ‬زوجته‭ ‬ولكنهما‭ ‬عجزا‭ ‬وعجز‭ ‬الشيخ‭ ‬كروي‭ ‬عن‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬بقدراته‭ ‬الغيبية‭.. ‬هكذا‭ ‬غادرت‭ ‬شعاع‭ ‬زوجها‭ ‬ولم‭ ‬تعد‭ ‬تحبه‭ ‬ولا‭ ‬تود‭ ‬النوم‭ ‬إلى‭ ‬جانبه‭. ‬ وفي‭ ‬عتمة‭ ‬أيام‭ ‬نعمان‭ ‬البدوي‭ ‬بسبب‭ ‬فقدانه‭ ‬لولده‭ ‬وبالتالي‭ ‬زوجته‭ ‬تراه‭ ‬يلتقي‭ ‬صدفة‭ ‬مع‭ ‬رجل‭ ‬عجوز‭ ‬يدعوه‭ ‬إلى‭ ‬زيارته‭ ‬في‭ ‬مدينته‭ ‬سامراء‭.. ‬وبالفعل‭ ‬زاره‭ ‬ليرى‭ ‬قدرات‭ ‬أخرى‭ ‬غيبية‭ ‬تفوق‭ ‬قدرات‭ ‬كروي‭.. ‬يغير‭ ‬حياته‭ ‬فيتحول‭ ‬نعمان‭ ‬البدوي‭ ‬إلى‭ ‬رجل‭ ‬لديه‭ ‬أتباع‭ ‬ومال‭ ‬وجاه‭.. ‬هذا‭ ‬الشيخ‭ ‬هو‭ ‬حيان‭ ‬الأسود‭.‬ تطول‭ ‬وتكبر‭ ‬الأحداث‭ ‬بين‭ ‬هذا‭ ‬وذاك‭ ‬بإسهاب‭ ‬كثير‭ ‬وبحوارات‭ ‬دينية‭ ‬عصية‭ ‬على‭ ‬الفهم‭ ‬والواقعية‭ ‬وكأنه‭ ‬يدخلنا‭ ‬في‭ ‬حوارات‭ ‬عصية‭ ‬واجتهادات‭ ‬الجدل‭ ‬بين‭ ‬المعتزلة‭ ‬وغيرهم‭: ‬هل‭ ‬القرآن‭ ‬مخلوق‭ ‬أم‭ ‬منزل؟ نعود‭ ‬إلى‭ ‬بطل‭ ‬الرواية‭ ‬السالك‭ ‬وهو‭ ‬يحوم‭ ‬في‭ ‬صحراء‭ ‬قاحلة‭ ‬ويسقط‭ ‬في‭ ‬حفرة‭ ‬تكتشفه‭ ‬وردة‭ ‬زوجة‭ ‬الراعي‭ ‬البسيط‭ ‬ملحان،‭ ‬تعتني‭ ‬به‭ ‬وتطعمه‭ ‬وتهيئ‭ ‬له‭ ‬فرصة‭ ‬ممارسة‭ ‬الجنس‭ ‬معها‭ ‬بسبب‭ ‬غياب‭ ‬زوجها،‭ ‬ويفاجأ‭ ‬بطردها‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ملأت‭ ‬جوفها‭ ‬من‭ ‬سائله‭ ‬الساخن‭ ‬حد‭ ‬الغليان‭ ‬طامحة‭ ‬بأن‭ ‬تلد‭ ‬منه‭ ‬ذكرًا،‭ ‬زوجها‭ ‬غير‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المهمة‭ ‬قالت‭ ‬للسالك‭: ‬إن‭ ‬عدت‭ ‬سأقتلك‭. ‬ص151‭. ‬ عاد‭ ‬أدراجه‭ ‬إلى‭ ‬بيته‭ ‬فوجده‭ ‬مغلقًا‭ ‬فاضطر‭ ‬للذهاب‭ ‬إلى‭ ‬جارتهم‭ ‬الطيبة‭ ‬لتقص‭ ‬له‭ ‬كيف‭ ‬ترك‭ ‬والده‭ ‬مفتاح‭ ‬البيت‭ ‬لديها،‭ ‬ثم‭ ‬صارحته‭ ‬بوفاة‭ ‬أمه‭ ‬رحمها‭ ‬الله‭ ‬بسبب‭ ‬فقدانها‭ ‬له‭ ‬ما‭ ‬دفعها‭ ‬إلى‭ ‬ابتلاع‭ ‬كمية‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الأدوية‭.. ‬أي‭ ‬انتحرت‭.‬ استأنفت‭ ‬قراءتي‭ ‬للجزء‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬الرواية‭ ‬ص183،‭ ‬وهو‭ ‬يدخلنا‭ ‬في‭ ‬مدخل‭ ‬جديد‭ ‬بفريق‭ ‬عمل‭ ‬أمريكي‭ ‬وبريطاني‭ ‬أبطاله‭: ‬مارتن‭ ‬الطبيب‭ ‬وسوزانا‭ ‬المتقنة‭ ‬للغة‭ ‬العربية‭ ‬ولديها‭ ‬شهادات‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الأعمال‭ ‬وفي‭ ‬القانون‭ ‬وهاري‭ ‬وستيف‭ ‬صاحب‭ ‬شركة‭ ‬عملاقة‭.‬ مارتن‭ ‬وسوزانا‭ ‬غرقا‭ ‬بالعاطفة‭ ‬والعطش‭ ‬الجنسي‭ ‬أضف‭ ‬إلى‭ ‬نشاطهما‭ ‬هنا،‭ ‬سبق‭ ‬لهؤلاء‭ ‬أن‭ ‬اكتشفوا‭ ‬منطقة‭ ‬غنية‭ ‬بالمعادن‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬فنشروا‭ ‬فيها‭ ‬جرثومة‭ ‬مضرة‭ ‬كي‭ ‬يتخلصوا‭ ‬من‭ ‬ساكنيها،‭ ‬فهجّروا‭ ‬أهلها‭ ‬بحجة‭ ‬قتل‭ ‬هذه‭ ‬الحشرة،‭ ‬ومنعوهم‭ ‬من‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬بيوتهم،‭ ‬حتى‭ ‬يسرقوا‭ ‬كل‭ ‬المعادن‭ ‬الثمينة‭ ‬هناك‭.. ‬هكذا‭ ‬بدأ‭ ‬الروائي‭ ‬سرده،‭ ‬والآن‭ ‬يعدون‭ ‬العدة‭ ‬لدخول‭ ‬العراق‭ ‬بحجة‭ ‬توسيع‭ ‬مجرى‭ ‬النهرين،‭ ‬بشركة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬التآمر‭ ‬والتخريب‭.. ‬سرد‭ ‬طويل‭ ‬بأحداث‭ ‬طويلة‭ ‬تتطلب‭ ‬من‭ ‬المتلقي‭ ‬الدقة‭ ‬في‭ ‬متابعة‭ ‬هذا‭ ‬الكم‭ ‬من‭ ‬المتغيرات‭. ‬ يعود‭ ‬الروائي‭ ‬إلى‭ ‬نعمان‭ ‬البدوي‭ ‬وكيف‭ ‬أمسى‭ ‬غنيًا‭ ‬بسبب‭ ‬الشيخ‭ ‬حيان‭ ‬الأسود‭ ‬السامرائي،‭ ‬ولده‭ ‬السالك‭ ‬شرب‭ ‬الخمر‭ ‬فأزعج‭ ‬أباه،‭ ‬نيسان‭ ‬صاحب‭ ‬قطيع‭ ‬الغنم‭ ‬قريب‭ ‬إلى‭ ‬قلب‭ ‬نعمان‭ ‬البدوي‭ ‬فوجد‭ ‬له‭ ‬زوجة‭ ‬مناسبة‭ ‬له‭ ‬بسبب‭ ‬وفاة‭ ‬زوجته‭ ‬ألا‭ ‬وهي‭ ‬وردة‭ ‬التي‭ ‬ترعى‭ ‬غنمه،‭ ‬وردة‭ ‬تعيش‭ ‬مع‭ ‬طفلها‭ ‬نوري،‭ ‬رحلا‭ ‬معًا‭ ‬لمشاهدة‭ ‬وردة‭ ‬علها‭ ‬توافق‭ ‬على‭ ‬الزواج‭ ‬من‭ ‬نعمان‭ ‬البدوي‭ ‬الأرمل،‭ ‬تعلق‭ ‬الطفل‭ ‬بحضن‭ ‬نيسان،‭ ‬اندهش‭ ‬نعمان‭ ‬البدوي‭ ‬من‭ ‬هيئة‭ ‬الطفل‭ ‬وشكله‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬وقال‭: ‬هذا‭ ‬الطفل‭ ‬يشبهني‭ ‬ص227‭.. ‬ من‭ ‬هنا‭ ‬نستنبط‭ ‬بأن‭ ‬الروائي‭ ‬صبري‭ ‬يعمل‭ ‬لإيجاد‭ ‬علاقة‭ ‬بين‭ ‬الشركة‭ ‬الأجنبية‭ ‬التي‭ ‬تود‭ ‬إقامة‭ ‬مشاريع‭ ‬وهمية‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬مع‭ ‬أحداث‭ ‬نعمان‭ ‬البدوي‭ ‬وابنه‭ ‬السالك‭ ‬ووردة‭ ‬الأرملة‭ ‬التي‭ ‬أنجبت‭ ‬طفلًا‭ ‬جميلًا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أقامت‭ ‬علاقة‭ ‬جسدية‭ ‬كاملة‭ ‬مع‭ ‬السالك‭ ‬ابن‭ ‬نعمان‭ ‬البدوي‭ ‬لهذا‭ ‬الغرض‭ ‬كون‭ ‬زوجها‭ ‬ملحان‭ ‬غير‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المهمة‭ ‬كما‭ ‬ذكرنا‭ ‬سابقًا‭.. ‬فتمرض‭ ‬ملحان‭ ‬بعدها‭ ‬ومات‭.‬ سوزانا‭ ‬الأمريكية‭ ‬تجمع‭ ‬حقائبها‭ ‬للسفر‭ ‬إلى‭ ‬العراق،‭ ‬تلتقي‭ ‬صديقًا‭ ‬عراقيًا‭ ‬في‭ ‬شقته‭ ‬قبل‭ ‬رحيلها،‭ ‬يسكرا‭ ‬معًا،‭ ‬يحاول‭ ‬الالتصاق‭ ‬بها،‭ ‬تزعل‭ ‬منه‭ ‬وتغادر‭ ‬شقته‭.. ‬أقلقها‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬عدته‭ ‬صفة‭ ‬عراقية،‭ ‬سألت‭ ‬هاري‭: ‬هل‭ ‬سيكون‭ ‬الجنس‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬تنفيذ‭ ‬الواجب؟‭ ‬ بدأت‭ ‬الطائرة‭ ‬بالهبوط‭ ‬في‭ ‬مطار‭ ‬بغداد‭ ‬ص237‭.‬ يعود‭ ‬الروائي‭ ‬إلى‭ ‬نعمان‭ ‬البدوي‭ ‬ورغبته‭ ‬بالزواج‭ ‬من‭ ‬وردة،‭ ‬يسافر‭ ‬إلى‭ ‬سامراء‭ ‬كي‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬موافقة‭ ‬الشيخ‭ ‬حيان‭ ‬الأسود،‭ ‬حيان‭ ‬هذا‭ ‬أخبره‭ ‬أن‭ ‬وردة‭ ‬هذه‭ ‬حمت‭ ‬وساعدت‭ ‬ابنه‭ ‬حين‭ ‬وجدته‭ ‬ساقطًا‭ ‬في‭ ‬حفرة،‭ ‬وبارك‭ ‬له‭ ‬زواجه‭.. ‬لم‭ ‬يخبره‭ ‬بالعلاقة‭ ‬الجنسية‭ ‬بين‭ ‬وردة‭ ‬والسالك‭ ‬وقصة‭ ‬هذا‭ ‬الطفل‭ ‬نتاج‭ ‬ابنه‭ ‬السالك‭.. ‬قال‭ ‬حيان‭: ‬أذنت‭ ‬لك‭. ‬ص‭ ‬249‭.‬ السالك‭ ‬يلتقي‭ ‬والده‭ ‬ويلومه‭ ‬بسبب‭ ‬زواجه‭ ‬من‭ ‬وردة،‭ ‬لكنه‭ ‬لم‭ ‬يخبره‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬وردة،‭ ‬تعرف‭ ‬السالك‭ ‬برجل‭ ‬اسمه‭ ‬خنجر،‭ ‬خنجر‭ ‬صنع‭ ‬منه‭ ‬رجلًا‭ ‬قويًا‭ ‬لا‭ ‬يخاف،‭ ‬علّمه‭ ‬استخدام‭ ‬البندقية‭ ‬فأصبح‭ ‬قناصًا‭ ‬ماهرًا،‭ ‬وأخبره‭ ‬أن‭ ‬شركة‭ ‬أجنبية‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬الثرثار‭ ‬وعليه‭ ‬محاولة‭ ‬كسب‭ ‬فرصة‭ ‬عمل‭ ‬فيها،‭ ‬أحداث‭ ‬كثيرة‭ ‬لا‭ ‬يستوعبها‭ ‬المتلقي‭ ‬بسهولة،‭ ‬بالغ‭ ‬فيها‭ ‬الروائي‭ ‬كثيرًا‭..‬الحرب‭ ‬وضعت‭ ‬أوزارها،‭ ‬المقصود‭ ‬هنا‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭ ‬الإيرانية‭.‬ يُقبل‭ ‬السالك‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الشركة‭ ‬بمساعدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬سوزانا،‭ ‬سوزانا‭ ‬تمارس‭ ‬الجنس‭ ‬مع‭ ‬ستيف‭ ‬وهي‭ ‬تحلم‭ ‬بصديقها‭ ‬مارتن‭.. ‬وتندم‭ ‬على‭ ‬فعلتها‭ ‬هذه‭ ‬مع‭ ‬ستيف‭..‬ السالك‭ ‬تكلفه‭ ‬سوزانا‭ ‬الأمريكية‭ ‬بأنشطة‭ ‬تجسسية،‭ ‬نفّذ‭ ‬القليل‭ ‬منها‭ ‬وأخفق‭ ‬بالبقية،‭ ‬محاولاته‭ ‬الجسدية‭ ‬معها‭ ‬جعلها‭ ‬تضطر‭ ‬إلى‭ ‬فصله‭ ‬من‭ ‬العمل‭.. ‬هاجمها‭ ‬ليلًا‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬غرفة‭ ‬نومها،‭ ‬اغتصبها‭ ‬بشكل‭ ‬سادي‭ ‬عنيف،‭ ‬عنّفها‭ ‬بقسوة‭ ‬قائلا‭ ‬بصوت‭ ‬مرعب‭: ‬سأذيقك‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يذقه‭ ‬جسدك‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ص295‭.‬ يُنصب‭ ‬للسالك‭ ‬فخ‭ ‬كي‭ ‬يُلقى‭ ‬القبض‭ ‬عليه‭ ‬متلبسًا،‭ ‬ارتدت‭ ‬ملابس‭ ‬مغرية‭ ‬وتجولت‭ ‬حول‭ ‬غرفة‭ ‬نومها‭.. ‬هاجمها‭ ‬فالقي‭ ‬القبض‭ ‬عليه‭ ‬متلبسًا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مجموعة‭ ‬سرية‭ ‬زرعت‭ ‬حول‭ ‬غرفتها‭.. ‬تبين‭ ‬هو‭ ‬السالك،‭ ‬يقدم‭ ‬للمحاكمة‭ ‬ويتدخل‭ ‬السفير‭ ‬الأمريكي‭ ‬لصالحها‭..: ‬حكم‭ ‬على‭ ‬السالك‭ ‬بالسجن‭ ‬المؤبد‭. ‬ص313‭.. ‬الأحداث‭ ‬تتوالى‭ ‬فتعود‭ ‬هذه‭ ‬الأمريكية‭ ‬إلى‭ ‬وطنها‭ ‬وهي‭ ‬مدمرة‭ ‬وخاسرة‭ ‬ومهزوزة‭.. ‬ويساق‭ ‬السالك‭ ‬إلى‭ ‬السجن‭.. ‬يعذب‭ ‬بأمر‭ ‬من‭ ‬خنجر‭ ‬صديقه‭ ‬الذي‭ ‬دربه‭ ‬كيف‭ ‬يكون‭ ‬قويًا،‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬خنجر‭ ‬ضابط‭ ‬أمن‭ ‬وكلف‭ ‬بمتابعة‭ ‬السالك‭ ‬وطبيعة‭ ‬علاقته‭ ‬مع‭ ‬سوزانا،‭ ‬ليعترف‭ ‬السالك‭ ‬بأنها‭ ‬كلفته‭ ‬بمهمات‭ ‬تجسسية‭.. ‬تستمر‭ ‬الأحداث‭ ‬بالتصاعد‭: ‬كان‭ ‬صوت‭ ‬المذياع‭ ‬يهدر‭ ‬عاليا،‭ ‬بأن‭ ‬انقلابا‭ ‬وقع‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬وأن‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬دخلت‭ ‬لدعم‭ ‬هذا‭ ‬الانقلاب‭ ‬ص336‭.. ‬جيوش‭ ‬تستعد‭ ‬لتحرير‭ ‬الكويت‭.. ‬يقف‭ ‬نعمان‭ ‬البدوي‭ ‬لصالح‭ ‬الجيش‭ ‬العراقي‭ ‬والحكومة‭ ‬ويجيش‭ ‬أتباعه‭ ‬لهذا‭ ‬الأمر‭.. ‬أغضب‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬حيان‭ ‬الأسود‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يمده‭ ‬بالمال‭.. ‬حيان‭ ‬ليس‭ ‬مع‭ ‬الحكومة‭ ‬وكذلك‭ ‬الشيخ‭ ‬كروي،‭ ‬فقد‭ ‬نعمان‭ ‬البدوي‭ ‬صديقيه‭.:: ‬مات‭ ‬نعمان‭ ‬البدوي‭.. ‬هرع‭ ‬نوري‭ ‬نحو‭ ‬أمه‭ ‬وردة‭.. ‬ضمته‭ ‬إلى‭ ‬صدرها‭ ‬وبدأت‭ ‬تبكي‭ ‬ص349‭.‬ سوزانا‭ ‬تقدم‭ ‬استقالتها،‭ ‬الحكومة‭ ‬العراقية‭ ‬تحتجز‭ ‬الأجانب‭ ‬ومن‭ ‬بينهم‭ ‬مارتن‭ ‬وستيف‭ ‬ص353‭.. ‬بالأسلوب‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬أطلق‭ ‬صراح‭ ‬الرهائن‭.. ‬سوزانا‭ ‬تستقبل‭ ‬حبيبها‭ ‬مارتن‭ ‬في‭ ‬المطار‭. ‬ وردة‭ ‬زوجة‭ ‬المتوفى‭ ‬نعمان‭ ‬البدوي‭ ‬اضطرت‭ ‬لعمل‭ ‬أحجية‭ ‬للنساء‭ ‬مقابل‭ ‬المال‭ ‬وكذلك‭ ‬الأعشاب‭.. ‬كونها‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬المال‭ ‬هي‭ ‬وابنها‭ ‬نوري‭. ‬وتكتشف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مقابلة‭ ‬كروي‭ ‬لها‭ ‬بأن‭ ‬زوجها‭ ‬مات‭ ‬مسمومًا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الشيخ‭ ‬حيان‭ ‬الأسود‭ ‬بسبب‭ ‬موقفه‭ ‬المعادي‭ ‬للقوات‭ ‬الأجنبية‭ ‬الغازية‭. ‬ سوزانا‭ ‬تخطط‭ ‬مع‭ ‬عميل‭ ‬قاتل‭ ‬من‭ ‬السلفادور‭ ‬لقتل‭ ‬السياسي‭ ‬العراقي‭ ‬القادم‭ ‬إلى‭ ‬أمريكا‭ ‬لمهمة‭ ‬دبلوماسية،‭ ‬كلفته‭ ‬بهذه‭ ‬المهمة‭ ‬مقابل‭ ‬مبلغ‭ ‬مادي‭ ‬كبير‭.. ‬تعتقل‭ ‬بعدها‭.. ‬يفرج‭ ‬عنها‭ ‬كونها‭ ‬تعيش‭ ‬أزمة‭ ‬نفسية‭ ‬بسبب‭ ‬اغتصابها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬السالك،‭ ‬تتطوع‭ ‬كمقاتلة‭ ‬في‭ ‬الجيش‭ ‬الأمريكي‭ ‬وترسل‭ ‬إلى‭ ‬العراق‭ ‬هناك‭ ‬كي‭ ‬تنتقم‭ ‬من‭ ‬السالك،‭ ‬بحثت‭ ‬عنه‭ ‬كثيرًا‭ ‬لم‭ ‬تجده،‭ ‬السالك‭ ‬أصبح‭ ‬فناصًا‭ ‬ماهرًا‭ ‬ومقاومًا‭ ‬للجيش‭ ‬الأمريكي،‭ ‬وجد‭ ‬سوزانا‭ ‬صدفة‭ ‬بملابسها‭ ‬العسكرية‭ ‬فوجه‭ ‬بندقيته‭ ‬باتجاهها‭.. ‬ضغط‭ ‬على‭ ‬الزناد‭ ‬ص433‭.‬ ‭ ‬بدأت‭ ‬القوات‭ ‬الغازية‭ ‬تبحث‭ ‬عنه‭.. ‬فلم‭ ‬تجده‭.. ‬انتهت‭ ‬الرواية‭.‬ ‭ ‬الرواية‭ ‬تتشابك‭ ‬فيها‭ ‬الأحداث‭ ‬الغرائبية‭ ‬مستخدمًا‭ ‬الصعود‭ ‬في‭ ‬الحدث‭ ‬حتى‭ ‬قمم‭ ‬المشكلة‭ ‬ثم‭ ‬النزول‭ ‬كي‭ ‬يبدأ‭ ‬في‭ ‬غيره،‭ ‬استخدم‭ ‬الروائي‭ ‬قدراته‭ ‬السردية‭ ‬وطول‭ ‬باله‭ ‬لجلب‭ ‬نظر‭ ‬المتلقي،‭ ‬أرى‭ ‬فيها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الفائض‭ ‬وبالتالي‭ ‬لو‭ ‬أزيل‭ ‬هذا‭ ‬لباتت‭ ‬رواية‭ ‬رشيقة‭ ‬خفيفة‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬متلقٍ‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬مستواه‭ ‬الثقافي‭ ‬المعرفي‭.‬ ‭ ‬والحقيقة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬مناص‭ ‬منها‭ ‬لدى‭ ‬الروائي‭ ‬قدرة‭ ‬فذة‭ ‬على‭ ‬صياغة‭ ‬أجمل‭ ‬الجمل‭ ‬بأجمل‭ ‬المفردات‭ ‬الاسمية‭ ‬منها‭ ‬والفعلية،‭ ‬كما‭ ‬لديه‭ ‬باع‭ ‬طويل‭ ‬في‭ ‬ضرب‭ ‬الأمثال‭ ‬من‭ ‬بطون‭ ‬التاريخ‭ ‬والواضح‭ ‬من‭ ‬غوصه‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬التجسس‭ ‬والمخابرات‭ ‬والتآمر‭ ‬والأمور‭ ‬القانونية‭. ‬ ‭ ‬ومن‭ ‬الجميل‭ ‬في‭ ‬طرائق‭ ‬سرده‭ ‬هو‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬التشبيه‭ ‬البلاغي،‭ ‬أي‭ ‬ينتقل‭ ‬بك‭ ‬من‭ ‬الشيء‭ ‬نفسه‭ ‬إلى‭ ‬شيء‭ ‬طريف‭ ‬يشبهه‭. ‬

مشاركة :