سجود ودعاء ودموع وخليط من تلك المشاعر التي تحمل الفرح والشوق هي تلك الصورة التي ارتسمت على الوجوه للمفرج عنهم ممن كانوا وراء القضبان، ليكون مساء أول من أمس بداية حياة جديدة وفرصة أخرى للحرية صنعها ولاة الأمر بالموافقة على شمول سجناء الحق العام بعفو استثنائيا لسجناء منطقة جازان. محاضر الإعفاء انتهت اللجنة المعنية برعاية شؤون السجناء والمفرج عنهم وأسرهم أول من أمس من إعداد محاضر الإعفاء لنحو 400 سجين من سجن جازان العام، وتم إطلاقهم فور الانتهاء من مراجعة ملفاتهم واستكمال محاضر العفو والإفراج عنهم. وألقى مدير سجون جازان العقيد الدكتور شايع القحطاني كلمة توجيهية للمفرج عنهم، بارك لهم حصولهم على هذا العفو الذي حرص عليه ولاة الأمر وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وزير الداخلية، مشيرا إلى أن عقوبة السجن دائما ما يكون الهدف منها الإصلاح والتهذيب، متمنيا لهم أن يعودوا إلى أسرهم سالمين، وأن يكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع، وأن يستفيدوا من فرصة العفو، وألا يعودوا إلى الخطأ مرة أخرى. وشكر عدد من المفرج عنهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي العهد، وأمير جازان، كما شكروا إدارة السجون وكل العاملين فيها من ضباط وأفراد على ما بذلوه من جهود كبيرة ورعاية لهم خلال فترة مكوثهم في السجن. ترقب وقلق شهدت الساحة الخارجية لسجن جازان تجمع أعداد كبيرة من أفراد عائلات وأقارب السجناء المفرج عنهم من ساعات مبكرة رغم إعلان إدارة السجن عن الوقت المحدد لخروج السجناء، وشهدت تلك الساعات حالات من الترقب والقلق التي ما لبثت أن تبددت بمجرد فتح أبواب السجن ورؤية أقاربهم. وتفاجأ السجين "م،ع" في اللحظات الأولى لخروجه من السجن بسماع خبر قدوم مولوده الأول قبل الإفراج عنه بساعات قليلة فكانت الفرحة فرحتين على حد تعبيره، مبينا أن العفو اختصر عليه سنوات من البقاء خلف القضبان بعيدا عن أهله وذويه. اللقاء الأول "أماني" طفلة ولدت يوم دخول أبيها للسجن قبل ثمانية أشهر في قضية تهريب، وكانت مساء أول من أمس أول المستقبلين لوالدها عند خروجه من السجن، وكانت لحظات اللقاء تحمل الكثير من مشاعر الشوق واللهفة. وكانت فرحة أسرة الأخوين محمد وعلي مضاعفة وهي تستقبلهما بعد سنة من القبض عليهما، إذ رفع السجينان أكفهما للسماء بالشكر لله، والدعاء لولاة الأمر. كما تكرر مشهد السجود من العديد من السجناء المفرج عنهم بمجرد مغادرة بوابة السجن الخارجية شكرا لله. تقرير السجون السنوي تسلم أمير جازان الأمير محمد بن ناصر أمس التقرير السنوي لسجون المنطقة والإدارات التابعة لها، وكذلك التقرير الخاص بأسبوع النزيل الخليجي الموحد من قبل العقيد الدكتور شايع القحطاني، والذي قدم شرحا عن ما تضمنه التقرير، وأبرز جهود إدارة السجون والوحدات والأقسام التابعة لها في كل من مدينة جازان والفروع الأخرى بالمحافظات، إضافة إلى تنظيم معرض وأسبوع النزيل بالمجمعات التجارية للتعريف بالنزيل.
مشاركة :