استمرت مبيعات التجزئة الصينية للسلع الاستهلاكية، وهي مؤشر رئيسي لقوة الاستهلاك في البلاد، في النمو بقوة خلال مايو المنصرم، مما وفر دفعة قوية للتعافي الاقتصادي الكلي للبلاد. وأظهرت بيانات من الهيئة الوطنية للإحصاء يوم الخميس الماضي أن مبيعات التجزئة للسلع الاستهلاكية في البلاد ارتفعت في مايو الماضي بنسبة 12.7 في المائة على أساس سنوي. وفي الفترة من يناير إلى مايو من العام الحالي، زادت مبيعات التجزئة للسلع الاستهلاكية في البلاد بنسبة 9.3 في المائة على أساس سنوي لتصل إلى 18.76 تريليون يوان (حوالي 2.62 تريليون دولار أمريكي)، وفقا للهيئة. وفي هذا السياق؛ قال فو لينغ هوي، المتحدث باسم الهيئة، في مؤتمر صحفي: "مع توسع سيناريوهات الاستهلاك وتحسين اتجاهات الاستهلاك للسكان، حقق الاستهلاك المرتبط بالخدمات نموا سريعا". ومن يناير إلى مايو من العام الحالي، تجاوز معدل نمو إيرادات شباك التذاكر في جميع أنحاء الصين 40 في المائة على أساس سنوي، بينما سجل معدل نمو الإيرادات في قطاع المطاعم 22.6 في المائة. وخلال عطلة عيد العمال الماضية التي استمرت خمسة أيام، وصلت عائدات السياحة إلى 148.06 مليار يوان، بزيادة قدرها 128.9 في المائة عن العام الماضي. هذا وامتد اتجاه ترقية الاستهلاك، حيث تجاوزت مبيعات التجزئة للذهب والفضة والمجوهرات، وكذلك معدات الاتصال في مايو الماضي 20 بالمائة. وظلت مبيعات التجزئة عبر الإنترنت نقطة مضيئة في البلاد. فخلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي، ازدادت المبيعات عبر الإنترنت للسلع المادية بنسبة 11.8 في المائة على أساس سنوي، وكان معدل النمو أعلى بنسبة 1.4 نقطة مئوية من الفترة من يناير إلى أبريل. وعزا فو التوسع في الاستهلاك إلى التحسن العام في حالة التوظيف هذا العام، الأمر الذي سيزيد من دخل سكان المناطق الحضرية والريفية ويعزز قدرتهم الشرائية، وإلى السياسات الرامية إلى تعزيز الاستهلاك، فضلا عن تسريع تطوير نماذج الاستهلاك الجديدة. وتابع فو قائلا إن الاستهلاك قوة دافعة قوية لتعزيز التعافي الاقتصادي في البلاد، مشيرا إلى أن معدل مساهمة الاستهلاك النهائي في النمو الاقتصادي للصين بلغ 66.6 في المائة. وأردف فو قائلا إن نمو الاستهلاك في الصين، مع ذلك، لا يزال يواجه عدة قيود، مضيفا أن هناك مجالا لتحسين القوة الاستهلاكية واستعداد الناس لإنفاق الأموال. واستطرد فو أنه ينبغي بذل جهود لتحقيق الاستقرار في النمو والتوظيف والأسعار في المرحلة المقبلة وتنفيذ تدابير تشجيع الاستهلاك بشكل أفضل. ومن المخطط أن توسع الصين الطلب المحلي في عام 2023، مع إعطاء الأولوية لانتعاش وتوسع الاستهلاك، وفقا لتقرير عمل الحكومة لهذا العام. وأشار فو إلى أن البلاد ستتخذ تدابير لتوسيع نطاق الاستهلاك التقليدي وترقية تنمية أنواع جديدة من الاستهلاك، كجزء من الجهود المبذولة لتعزيز التنمية السليمة والمستدامة للاقتصاد.