يستمر التألق والتميز، وبزوغ الفريد النادر في مسيرة وطن كان المجد ثوبه الأنيق المُطرز بجواهر نفيسة وغالية وباهظة الأثمان وقلما يمكن لصائد الظفر بها. ففي الأعوام القليلة المنصرمة، بلغت صناعة الأفلام على أرض المملكة العربية السعودية مستوى رفيعاً مقارنة بما سبقه من أعوام، فاسحاً المجال أمام المهتمين والمبدعين لتقديم أفضل ما لديهم، ويحفزهم نحو المزيد والمزيد من العمل والتطور والتميز في هذا الحقل، بل يتعدى ذلك نحو الوصول إلى العالمية، وليس ذلك بالأمر البعيد، وأتيحت الفرصة للاطلاع وعرض التجارب وتسويقها، وتدأب وزارة الثقافة بسعيها الحثيث، ومبادراتها القيمة بتعميق المزيد من الفرص والإمكانيات الخلاقة، فبرنامج صُناع الأفلام، الذي أعدته وزارة الثقافة بالتعاون مع أهم رواد السينما العالميين والخبراء والمدربين - يُشكل حجر زاوية - يُمكّن كل من لديه رغبة وطموح في هذا الحقل، من الاحتراف والتطوير، لتصل السينما والأفلام السعودية في نهاية المطاف إلى مصاف الأفلام السينمائية العالمية. قبل أيام قليلة أبرم عقد مهرجان الأفلام السعودية بدورته التاسعة بتعاون مثمر من جمعية السينما السعودية، التي تولت تنظيم فعاليات المهرجان وهيئة الأفلام التي كان لدعمها دور في نجاح إقامة الفعاليات، وكُرِّمَ صُناع الأفلام، ورواده، وأُسدلت الستارة عن مستحقي الجوائز بكل الفئات، وأعمالهم الإبداعية، التي بذل كل مصمم لها جهداً اتضح في ثنايا أعمالهم والشخوص المُكرمين بالفئات الخاصة بالمُبدعين والمتميزين كذلك، وأبارك لكل الفائزين بفئات جائزة النخلة الذهبية، سواء ما كان منها لمسابقة الأفلام الطويلة، لأفضل فيلم طويل، وأفضل فيلم روائي خليجي طويل، وجائزة لجنة التحكيم، وأفضل ممثل، وأفضل ممثلة، وأفضل سيناريو منفذ، وأفضل تصوير سينمائي، وأفضل تصميم صوت، وأفضل مونتاج، أم ما كان منها لفئات المسابقة القصيرة، لأفضل فيلم قصير، وأفضل فيلم روائي خليجي قصير، وأفضل فيلم أنيميشن، جائزة عبد الله المحيسن للفيلم الأول، وأفضل تصوير سينمائي، وأفضل ممثلة، وأ فضل ممثل، وجائزة لجنة التحكيم، ودرة تاج جوائز النخلة الذهبية ما كان خاصاً بمسابقة الأفلام الوثائقية، التي خُصصت لأفضل فيلم وثائقي، وفيلم خليجي وثائقي، وجائزة جبل طويق لأفضل فيلم عن مدينة سعودية، التي زهت بـ ((العرضة النجدية))، وجائزة الموضوع الوثائقي الفريد، وجائزة لجنة التحكيم، التي كان لها أعمق الأثر في نفسي، عندما تابعت الفيلم الوثائقي الذي يتناول سيرة الراحل تركي السديري - رحمه الله، فهذا العمل يمثل بحق وحقيقة رسالة توثيق ووفاء وتقدير فائق لقامة ثقافية وفكرية وعملية أمضت أكثر من أربعة عقود في خدمة الصحافة والإعلام الوطني، أستاذي أبو عبدالله مدرسة صحفية عربية مهمة، ترك بصمات خالدة في رسم ملامح صحافتنا، صحفياً وإدارياً ووالداً للصحفيين،كان هذا الفيلم الوثائقي عملاً ومحتوى وغاية بالغ العُمق والدلالة والرسالة، والتحفيز بتضافر النوع والغاية معاً، وتكريم ظواهر وطنية سواء أكانت مدناً أم مظاهر أم شخوصاً، كانت لهم بصماتهم في المسيرة الوطنية المجيدة، التي ستبقى سائرة بعزم وحزم وثبات لا ينقطع.
مشاركة :