بيروت - (رويترز): قال بطريرك الموارنة في لبنان أمس ان فشل محاولة البرلمان انتخاب رئيس يوم الاربعاء الماضي هو انتهاك «بدم بارد» للدستور والنظام الديمقراطي في البلاد، وحذر من أن الانقسامات تعمقت في البلاد. وأدلى البطريرك بشارة بطرس الراعي بتلك التصريحات خلال أول عظة أحد يلقيها منذ أن أحبطت جماعة حزب الله وأقرب حلفائها محاولة من فصائل أخرى من بينها الاحزاب المسيحية الرئيسية لانتخاب مسؤول في صندوق النقد الدولي رئيسا للبلاد. وكانت هذه هي المرة الثانية عشرة التي يفشل فيها البرلمان في اختيار من يشغل منصب رئيس البلاد، وهو المنصب المخصص للمسيحيين الموارنة وفقا لنظام المحاصصة الطائفية. ومنصب الرئاسة شاغر منذ انتهاء ولاية ميشال عون الذي كان متحالفا مع حزب الله في أكتوبر. ووصف الراعي، وهو منتقد بارز لجماعة حزب الله، جلسة يوم الاربعاء بأنها «مهزلة». وأضاف البطريرك خلال عظة أمس: «كيف نستطيع مع شعبنا... أن نقبل بمهزلة ما جرى في جلسة انتخاب رئيس للجمهورية الأربعاء الماضي بعد ثمانية أشهر من الفراغ والانتظار حيث انتهك الدستور والنظام الديمقراطي بدم بارد». وحث كل مسؤول على «الاعتراف بخطئه وتصحيحه» بعد قرابة ثمانية أشهر من الفراغ الرئاسي في لبنان. وقال الراعي ان «جرح الانقسام» يتوسع في وقت يحتاج فيه لبنان إلى الوحدة. ويعاني لبنان من أزمة مالية طاحنة منذ عام 2019. ولم يشرح الراعي ما يقصده بالانتهاك في جلسة البرلمان. وظهرت الانتماءات الطائفية جليّة في أزمة اختيار البرلمان للرئيس إذ دعمت الاحزاب المسيحية جهاد أزعور مدير ادارة الشرق الاوسط بصندوق النقد الدولي ووزير المالية السابق، بينما عارضه حزب الله وحركة أمل. وحصل أزعور على تأييد 59 صوتا من أصل 128 نائبا في البرلمان في تصويت أولي وهو ما يقل عن الـ86 صوتا المطلوبة للفوز بتصويت من الجولة الأولى، وحصل سليمان فرنجية المدعوم من حزب الله وحلفائه على 51 صوتا. وأنهى رئيس البرلمان نبيه بري وهو حليف لحزب الله الجلسة بعد انسحاب حزب الله وحلفائه ليعطلوا بذلك نصاب الثلثين المطلوب لإجراء جولة ثانية من التصويت يمكن لمرشح أن يفوز فيها بدعم 65 نائبا. بدوره قال المطران الياس عودة رئيس الكنيسة اليونانية الارثوذكسية في عظة أمس، منتقدا حزب الله وحلفاءه دون تسميتهم صراحة: «هل أحسن التصرف من أدلى بصوته وغادر القاعة وكأنه غير مهتم لا بالبلد ولا بنتيجة الاقتراع..». وطالب بعض النواب المؤيدين لانتخاب أزعور بإعادة إحصاء الاصوات أو إجراء تصويت جديد بعد أن ورد أن ورقة اقتراع مفقودة، لكن برّي رفض وقال ان هذا الصوت لن يغير النتيجة. وهاجم حزب الله وحلفاؤه أزعور ووصفوه بأنه مرشح المواجهة. كما وصفه مفتي الشيعة من دون أن يذكره بالاسم بأنه مدعوم من إسرائيل.
مشاركة :