بغداد - يعود التيار الصدري للمشهد السياسي العراقي بعد أشهر طويلة من الانكفاء بأمر من زعيمه مقتدى الصدر، من بوابة المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات وهي انتخابات مهمة لجهة ترسيخ الوجود وإعادة التموقع وتتصل أكثر بالمحلية والقرب أكثر من مشاكل المواطنين باعتبار أن مجالس المحافظات أقرب لحكومات محلية مصغرة. وكشف قيادي بارز في التيار اليوم الاثنين عن مشاركة الصدريين في انتخابات مجالس المحافظات المقرر إجراؤها نهاية العام الحالي، وفق وكالة 'شفق نيوز' العراقية الكردية. وهذا أول تحرك سياسي للصدريين بعد انسحاب الصدر من الحياة السياسية العام الماضي على اثر مواجهات بدأت سياسية مع قوى الإطار التنسيقي الذي يضم قوى شيعية منافسة وموالية لإيران، تحولت لاحقا إلى مواجهات دامية. ونقلت الوكالة العراقية عن قيادي صدري بارز طلب عدم كشف هويته، قوله إن "قيادة التيار الصدري قررت المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات والماكنات الانتخابية للتيار في بغداد ومدن الوسط والجنوب، بدأت تعمل بشكل غير معلن من أجل إكمال الترتيبات الفنية واللوجستية". وتابع "التيار الصدري سوف يخوض انتخابات مجالس المحافظات عبر ثلاث قوائم انتخابية، فستكون هناك قائمة للعاصمة بغداد وقائمة لمدن الجنوب وقائمة انتخابية ثالثة لمدن الوسط"، موضحا أن "القوائم المذكورة لن تحمل بالضرورة أسماء أو توجها رسميا من التيار، لكنها ستكون تابعة له بشكل حصري". وتأتي هذه التطورات بينما ترددت في الفترة الأخيرة أنباء عن احتمال تأجيل الانتخابات المحلية إلى شهر أبريل/نيسان من العام القادم من أجل إقناع الصدريين بالمشاركة. لكن المصدر ذاته أشار إلى وجود انقسامات داخل الإطار التنسيقي حول هذا الأمر إذ ترفض عصائب أهل الحق بقيادة قيس الخزعلي والتي ولدت من رحم التيار الصدري في السنوات الماضية بعد انشقاق عنه وكذلك ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، تأجيل الانتخابات وتتمسك باجرائها في نهاية العام حتى لو قاطعها التيار الصدري. والعصائب وائتلاف دولة القانون من ألد الخصوم الشيعة للتيار الصدري وثمة خلافات لم تهدأ بين هذه الأطراف الثلاثة وتصفية حسابات لم تبرد منذ سنوات. وكان مجلس النواب العراقي قد صوت في مارس/اذار الماضي، على إجراء انتخابات مجالس المحافظات في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني 2023. ولم يصدر عن زعيم التيار الصدري ما يؤكد أو ينفي عزمه خوض انتخابات مجالس المحافظات، لكن عرف عن مقتدى الصدر تمتعه بالمراوغة السياسية والمباغتة ضمن مناوراته السياسية. وقد يجد في انتخابات مجالس المحافظات فرصة للعودة للمشهد السياسي بمنطق ردده دائما وهو التصاقه بالجماهير وحرصه على حماية المصالح الوطنية وخدمة المواطنين وتحسين الخدمات. ويبقى توقيت إعلان العودة مفتوحا على كل الاحتمالات إلى أن يعلن الصدر ما يفيد رسميا بالانخراط مجددا في العملية السياسية أو مواصلة الانكفاء السياسي.
مشاركة :