حبيب الصايغ: لا يجب أن نترك مواقع التواصل الاجتماعي ل«أنصاف الكتّاب»

  • 2/26/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

استضافت دار الكتب الوطنية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، مساء أمس الأول الشاعر حبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في محاضرة بعنوان مسيرة قراءة، وذلك في قاعة الشيخ أحمد بمؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية في أبوظبي. استهل الإعلامي محمد عبد المحسن، المحاضرة بتأكيده على أهمية مبادرة عام القراءة.. 2016 التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، التي وصفها بأنها خطوة رائدة لترسيخ ثقافة العلم والمعرفة والإطلاع على ثقافات العالم وهي تستند على رؤية مؤسس الاتحاد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، التي تركز على بناء الإنسان الذي يشكل اللبنة الحقيقية للتطور والارتقاء. ورحب عبد المحسن بالشاعر حبيب الصايغ قائلاً: إنه قامة في الشعر والأدب والصحافة، ومسيرته حافلة بالإنجازات التي لا يمكن اختصارها في كلمات. وروى الصايغ مسيرته مع عالم القراءة تحت عنوان القراءة محنة الكتابة، التي استهلها بمقتطفات من قصيدته ميارى وأشار إلى أنه في مسيرة القراءة يمتزج الشخصي بالموضوعي، والخاص بالعام، ولأن الإنسان لا ينفصل عن الواقع، وإلا فهي العزلة والكآبة، موضحاً أنه منذ هذه بداياته المبكرة، رفض العزلة، التي يفرضها بعض الكتاب والمبدعين على أنفسهم، فيتحول الواحد منهم إلى كائن عجيب يعيش في مجتمعه منفصلاً عنه ويقتنع بعد ذلك بوهم أن لا علاقة له بالشأن العام، ويترتب على ذلك عدم التواصل مع المجتمع إجمالاً، وترك وسائل التواصل الاجتماعي، في معظمها، لأنصاف الكتاب، وشذاذ الآفاق، وقطاع الطرق، والمحسوبين على تيارات الظلام والتطرف والتكفير، وكل ذلك مع عدم وعي بالتحول الذي طرأ على الكتابة والقراءة، فغير معادلة التأليف/ التلقي. ورصد الصايغ، مسيرته مع القراءة، فمنذ الطفولة وهو كثير التردد بصحبة أبيه يوسف بن عبدالله الصايغ، على مجلس القائد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الأمر الذي مهد لانشغاله التالي، طول العمر، بالشأن العام، واشتغاله المبكر، وهو بين طفولته ومراهقته، في الصحافة، بأمر من الشيخ زايد نفسه، ليكون بذلك أول محرر صحفي إماراتي، واشتغاله بتنظيم أوراق والده عضو مجلس التخطيط في أبوظبي. وتذكر حبيب الصايغ بداياته مع القراءة منذ مجلتي ميكي وسمير، ثم الآداب والأديب في مرحلة لاحقة، وَمِمَّا يتذكره ولا ينساه أن أباه كان يعود إليه بهدايا الكتب كلما عاد من سفر، بما في ذلك رحلة الحج، مؤكداً أن لا حدود كانت تفصل في طفولته ما بين الطفولة والرجولة، كونه يتذكر الآن كيف كان يلعب في الشارع في أثناء نكسة 1967، غير آبه أو عارف، وكيف كتب قصيدة عن القدس وفلسطين ومعاناة الشعب الفلسطيني في العام 1968. ونوه الصايغ بعام القراءة 2016 في الإمارات، ومعاني تخصيص هذا العام مؤكداً أن القراءة حياة، ولا بد إزاءها من طرح أسئلتها الحية خصوصاً وعلاقة العرب بتاريخ القراءة منسي أو مهمل حتى الآن، مضيفاً: على مستوى الإمارات، يجب على المؤسسات المعنية دراسة الخريطة التعليمية واللغوية لحوالي 206 جنسيات تعيش على أرض الإمارات وتنعم بقيم السعادة والتسامح والانفتاح، القراءة حياة، أو القراءة الحياة، هذا الاختصار ليس مخلاً، وعلى الإماراتيين التعامل مع القراءة عبر هذا الفهم، وعليهم الإسراع في تحويل أفكار خلوة المئة إلى برامج وأهداف. وعند تطرقه إلى خلوة المئة، استعرض الصايغ خلاصة تجربته وخبرته قائلاً: أفكار خلوة المئة مرت عليكم جميعاً، لكن ما لم يمر عليكم، ربما، أن الطفل، الذي لا يزال يعيش في داخلي، في آخر طفولته وأول مراهقته كبر، وأتم قبل نحو أسبوعين، في الثامن من فبراير/ شباط الجاري، في هذه السنة الكبيسة، عامه الحادي والستين، قضى عمره في النظر والتقدم والتراجع والحسرة والندم والانتصار والانكسار، 61 عاماً من الحروب الصغيرة والكبيرة، والنزوات الكبيرة والصغيرة، 61 عاماً من قراءة الصحف والكتب . وتغنى حبيب الصايغ بالمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي يحضر دائماً في قلبه وعقله وروحه، في قصيدة بعنوان بحر هذا الزمان، وجاء فيها: بحرُ هذا الزمانِ مدٌّ وتمادى في كونهِ ويميدُ واحدٌ. أيّ واحدٍ؟ فهو عُمْرٌ واحدُ الشكلِ، واحدٌ ووحيدُ وعظيمٌ فلا اللغاتُ توفّيه ولا شابهته في الصِيد صِيدُ زايدٌ واحدٌ وعُدّ كثيراً فهو فردٌ في الرأيِ وهو عَديدُ وهو إنسانُ حِكمةٍ فالتّجاريبُ حدودٌ وما لَهُنَّ حُدودُ وسَواءٌ في ذوقهِ السّهلُ والصّعبُ ففي عُرفهِ الوصولُ أكيدُ وفي ختام المحاضرة، تبادل كل من حبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب، وأحمد بين شبيب الظاهري، مدير عام مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، الدروع التذكارية.

مشاركة :