مقالة خاصة: مرشحات المجلس البلدي في قطر يخضن الانتخابات رغم التحديات وصعوبة المنافسة

  • 6/21/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

مع اقتراب موعد انتخابات المجلس البلدي المركزي المقررة يوم الخميس المقبل، تخوض أربع مرشحات قطريات غمار هذه الانتخابات بهدف تمثيل المرأة وإيصال صوتها واحتياجاتها واحتياجات أبناء مجتمعهن داخل المجلس. وتقدمت للترشح في الدورة السابعة للمجلس البلدي فاطمة الغزال عن الدائرة 3 وخديجة أبو حليقة عن الدائرة 9 وأسماء البدر عن الدائرة 10 وروضة القبيسي عن الدائرة 15، من بين 110 مرشحين يتنافسون في 29 دائرة انتخابية، رغم إخفاق السيدات في تجربة انتخابات مجلس الشورى وصعوبة المنافسة ووجود العديد من التحديات. وقالت المرشحة أسماء البدر لوكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم (الثلاثاء) إن مشاركة المرأة في انتخابات المجلس البلدي، الذي تبلغ مدته أربعة أعوام، مازالت منخفضة رغم أن هذه الدورة السابعة للمجلس. وكانت انتخابات الدورة الأولى للمجلس البلدي عام 1999 هي الأكثر مشاركة للنساء بست مرشحات، بينما ترشحت للدورة الثانية سيدة واحدة، وللدورة الثالثة ثلاث مرشحات وللرابعة أربع وللخامسة والسادسة خمس سيدات، وفازت في الدورة السادسة سيدتان لكنهما لم تعودا في المجلس حاليا. وعزت أسماء البدر ضعف مشاركة المرأة لأسباب منها أنه لم يتم الإعلان بفترة كافيه عن الترشيح، وتخوف المرأة من خوض التجربة الانتخابية وكذا لكون نظرة المجتمع لترشيح المرأة قاصرة وخالية من الأبعاد. واتفقت معها المرشحة روضة القبيسي التي قالت لـ((شينخوا)) إن ضعف مشاركة المرأة مسؤولية تشاركية بين قدرتها على أن تكون ذات شخصية مرنة تقبل التجارب بأبعادها ومعاودة الكرة وبناء جسر الثقة. وأوضحت روضة القبيسي أن المرأة تخاف من الفشل لأن تقبل الخسارة ليس بالأمر الهين عليها كما هو للرجل، إضافة لكون المرأة لا تخوض هذه التجربة إلا بعد سلسلة طويلة من الإنجازات التي تبرهن للمجتمع أحقيتها في الترشح، لذا إن لم تكلل هذه الخطوة بالنجاح قد تشعر بألم نفسي عميق يتسرب إلى مثيلاتها من سيدات المجتمع. وذهبت إلى هذا القول المرشحة فاطمة الغزال، التي اعتبرت في حديثها لـ((شينخوا)) أن مشاركة ست مرشحات في الدورة الأولى للبلدي وعدم فوز أي منهن أدى لانخفاض عدد المرشحات في الدورات اللاحقة للمجلس، الذي تبلغ مدته أربع سنوات. وأرجعت الغزال ذلك إلى نظرة الناخبين والناخبات في مسألة الجرأة على إعطاء المرأة أصواتهم لأسباب مختلفة، منها النظرة الضيقة عند الرجال في التصويت لسيدة، وأسباب نفسية عند الناخبات منها الغيرة رغم أن عدد الناخبات يفوق عدد الناخبين الرجال. من جانبها، اعتبرت المرشحة خديجة أبو حليقة أن الترشح وعضوية المجلس البلدي يتطلبان عملا على الأرض وتحركا واسعا ومتابعة أكثر من كونه إبداء رأي أو إعطاء مشورة كما في مجلس الشورى، والمجتمع ينظر لهذا العمل على أنه ذكوري، لذا ربما ترى بعض النساء أن المهام في المجلس البلدي غير جاذبة. لكن خديجة أبوحليقة، وهي أصغر المرشحات سنا، أكدت لـ((شينخوا)) أنها والمرشحات الثلاث الأخريات إلى المجلس يجدن أنفسهن في هذا العمل ولديهن نظرة مختلفة بالنسبة لمسألة توزيع الأدوار. وأيدت هذا الرأي أسماء البدر، حيث قالت عن أسباب ترشحها "أجد نفسي في المكان وتوجد أوجه تشابه كثيرة بين ما أحب القيام به وبين المهام المكلفة بها في المجلس البلدي لذا قمت بترشيح نفسي". أما المرشحة روضة القبيسي فقالت إن خلو المجلس البلدي حاليا من النساء، بعد تعيين شيخة الجفيري في مجلس الشورى واستقالة فاطمة الكواري للترشح للشورى، كان أمرا محفزا استفزها وزميلاتها للترشح لعدم وجود من يمثل العنصر النسائي ويوصل صوت المرأة ويطالب بالخدمات التي تحتاجها. وأضافت أن المرأة إن رأت وجود مرشحات نساء حتى ولو كان العدد بسيطا يعطيها أريحية بأنها لن تهمش كدور امرأة وكخدمات معنية بالمرأة وذلك لوجود تواءم للمناخ التنافسي بين النساء. وفيما يخص الصعوبات التي تواجهها المرشحات، أفادت أسماء البدر بأنها تتمثل في قصر الفترة الزمنية بين الترشح والتصويت وصعوبة التواصل المباشر مع الناخب لشرح البرنامج الانتخابي سواء بلقاء أو اتصال أو عبر الرسائل، وهو ما ذهبت إليه المرشحة الغزال. واتفقت روضة القبيسي مع زميلتيها، حيث أكدت أن المنافسة مع الرجال فيها تفاوت في القدرة على النفاذ إلى الناخبين وليس تفاوتا في الكفاءات، مشيرة إلى أن الوصول لأفراد المجتمع وفق العادات والتقاليد القطرية يمثل ممانعة غير مقصودة وغير مباشرة، وإضافة إلى هذا عدم وجود قناة رسمية حاليا تتبنى كما في السابق طرح البرامج الانتخابية للسيدات لتكون هناك عدالة في الوصول إعلاميا لأفراد المجتمع، إلى جانب أن الانتخابات تتزامن مع الإجازات وفترة الحج واقتراب عيد الأضحى، ما يجعل المرشحات يخسرن الكثير من الأصوات. وعلى عكس زميلاتها، ذكرت خديجة أبو حليقة أنها لا تجد صعوبات مع الدعم الذي تلقاه من محيطها ووضعها لرؤية كاملة كان جزء منها تغيير الصورة النمطية للدعاية الانتخابية وتغيير الفكرة العامة، فلم تستصعب دخول مجالس الرجال رغم النظرة التقليدية، وذلك لانخراطها المستمر في العمل المجتمعي والشبابي. وعن مدى ثقة القطريين بالمرشحة المرأة، أكدت كل من أسماء البدر وروضة القبيسي وخديجة أبو حليقة أن هناك ثقة بالمرأة أوردن لها أسباب مختلفة، منها الإيمان بقدراتها على القيام بمسؤولياتها ووجود نماذج ناجحة جدا لنساء يشغلن مناصب قيادية وتشكل وعي مجتمعي وثقافة عالية لدى الناخبين ولكون الرغبة في التغيير أصبحت ثقافة في المجتمع القطري. لكن المرشحة فاطمة الغزال خالفتهن الرأي، واعتبرت أن نظرة الناخبين والناخبات ضيقة تجاه المرأة المرشحة لأسباب اجتماعية رغم أن المجتمع تخطى مرحلة انطواء المرأة وحصرها في نطاق الواجبات المنزلية، مضيفة ما يزال معيار الاختيار والانتخاب في مجتمعاتنا قبلية إلا القليل. ومع إقرار خديجة أبو حليقة بوجود نسبة كبيرة من الإناث يصوتن للذكور، إلا أنها اعتبرت أن تصويت الناخبين رجالا ونساء الهدف منه إيصال صوت المجتمع للدولة، ولا يعني انحيازا للقبيلة أو لجنس المرشح أو عدم ثقة في المرأة، بل مرده إلى أن الاختيار تم بناء على الثقة بكفاءة المرشح وأنه الأنسب أكثر من غيره.

مشاركة :