ما زالت المملكة العربية السعودية متمسكة بقواعدها الشرعية، التي أمر الله بها ورسوله المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، وما أرسى قواعده مؤسس هذه الدولة المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وسار على نهجه أبناؤه البررة من الملوك -رحمة الله عليهم أجمعين- حتى الوصول إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-. لقد سار الملك سلمان على نهج أسلافه من الملوك، مقرونة بالعزم والحزم في إدارة شؤون هذه البلاد، وفي كل أوجه الحياة السياسية والاقتصادية، والاجتماعية، والعسكرية بعد أن كثرت الفتن، والقلاقل، والحروب، واضطراب العالم من حولنا، بحيث أصبحت المملكة هدف للفئات الحاقدة والمتآمرة من بعض الدول المحيطة التي ليس لها هدف سوى زعزعة أمن واستقرار هذا البلد الآمن، والنيل من مقدساته ومكتسباته ومشاعره المقدسة، التي تهوي إليها قلوب المسلمين، وتُمثِّل وجهتم اليومية، ويعتبرونها مرجعًا دينيًّا أساسيًّا في منهاج حياتهم الدينية والدنيوية، التي هي السبيل الوحيد إلى جنات النعيم -بإذن الله-. التحول الوطني في عهد المليك المفدى -أيده الله- هو ضبط الأمور في الداخل والخارج من أجل تنمية مستدامة، والنهوض بالمملكة إلى مصاف العالمية، بالعمل الدؤوب، واستنهاض الهمم في داخل مؤسسات الدولة، وحث الوزراء ومَن يندرج تحتهم إلى خدمة الوطن والمواطن، واستخدام الحزم والمتابعة في جميع شؤون البلاد، وذلك بتطبيق بنود الخطة الخمسية العاشرة، وتنفيذ كل ما جاء فيها من أهدافٍ وسياسات عامة، ومُتابعة لمُؤشرات الأداء لهذه الخطة، وما تحققه من إنجازات تصب في مصلحة الوطن والمواطن. التحوّل الوطني ليس تحوّلاً في ثوابتنا الرئيسة التي قامت عليها هذه الدولة، ولكنه تحوُّل لمقتضى الظروف الحالية، وما فرضته علينا التغيُّرات على الساحة الدولية، وما يتطلبه هذا التحوّل من أخذ الأمور بجدية متناهية، والوقوف بحزمٍ وصرامة تجاه التجاوزات الصادرة من بعض الدول المحيطة، الحاقدة والمتآمرة على استقرار هذه الدولة القوية بإيمانها، والملتزمة بشرائع الإسلام، وخدمة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ودفع الظلم والعدوان عن الدول المُسالمة ذات الشرعية الصادقة، وتعاضدها مع الدول المفترى عليها ظلمًا وعدوانًا استجابة لقوله تعالى في محكم التنزيل: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ).. «الحجرات 9». نعم، نحن مُتفائلون، وماضون في الطريق الصحيح -إن شاء الله-، في تنفيذ أوامر دستورنا الأساس القرآن العظيم، والسير في تحقيق مسيرتنا نحو الرقي بتتبع خطى المصطفى -صلى الله عليه وسلم- نذود عن المسلمين، وندافع عنهم في كل مكان، بقيادة راعي نهضتنا، وقائد مسيرتنا الملك سلمان بن عبدالعزيز -وفقه الله- وجنوده البواسل من أبناء هذا الشعب الكريم، وقيادته الشابة التي تسير خلف مليكها بكل تفانٍ وإخلاص، وحكومة راشدة تقود بلادنا نحو مستقبل أفضل -بعون الله-. mdoaan@hotmail.com
مشاركة :