انطلاقاً من العلاقة الضرورية بين الفن والقضايا الإنسانية، أقيم أمس معرض الفنانة الإسبانية مايتي ديفراغ، في نادي خور دبي للغولف، بالتعاون مع مركز راشد للمعاقين، تحت عنوان الفن بلا حدود، وقدمت ضمنه الفنانة 40 منحوتة. وتحمل أعمال المعرض الذي افتتحه الشيخ جمعة بن مكتوم آل مكتوم، شغف الفنانة بعالم المرأة، التي تصورها أصل الحياة، فهي الأم التي معها تكون البداية، وكذلك هي تلك المرأة الشديدة الأنوثة التي ترقص رقصة الفلامينغو، بينما يتلاعب ثوبها المزركش مع الرياح خلفها في إطار حركي قوي. لفتة إنسانية قالت الرئيس التنفيذي لمركز راشد للمعاقين، مريم عثمان، إن مبادرة الفنانة مايتي ديفراغ تعد لفتة انسانية تعكس ما تمتلكه الفنانة من أحاسيس ومشاعر تجاه المعاقين الذين نعمل في مركز راشد للمعاقين على تشجيعهم وتقويه عزيمتهم من خلال استخدام الفنون بشتى أنواعها، التي أصبحت تشكل واحدة من أبرز الطرق العلاجية المتطورة التي تعتمدها المراكز التي تقوم بخدمة وعلاج المعاقين. ولفتت الى أن المركز يولي أهمية كبيرة لكل الأنشطة الفنية التي من شأنها دعم قضايا المعاقين، ومنها ملتقى دبي الدولي للفنون. بينما من جهتها، أكدت رئيس نادي روتاري دبي، ثريا العوضي، على اعتزاز نادي روتاري دبي بعضوية الفنانة الإسبانية مايتي ديفراغ، واصفة قيام أعضاء النادي بمثل هذه المبادرات، بالخطوة التي تعكس رغبتهم العميقة في دعم قضايا المجتمع، ورغبتهم في مساندة المعاقين. وقال الشيخ جمعة بن مكتوم آل مكتوم، الذي افتتح المعرض لعبت مختلف أشكال الفنون دوراً مهماً في التعريف بقضايا المعاقين، وذلك لما لهذه الفنون من ارتباط وثيق بالمجتمع. وتوجه بجزيل الشكر للفنانة الإسبانية على مبادرتها الإنسانية التي تصب في دعم مركز راشد للمعاقين الذي يضم نحو 300 طالب وطالبة. وتقدم الفنانة الإسبانية مايتي ديفراغ هذا المعرض على هامش بطولة دبي للغولف، دعماً لطلبة مركز راشد للمعاقين، ويعد المعرض استكمالاً لما تقوم به في هذا الإطار، فهي تهتم بضرورة التعريف بقضايا المعاقين وتشجع فكرة دمجهم في المجتمع اسوة مع أقرانهم الأسوياء، من خلال المركز الذي أسسته في اسبانيا في التسعينات، الذي يضم 100 طفل من الذين يعانون متلازمة داون، حيث عملت على دعمهم من خلال الفن ومن معارضها حول العالم. وتتميز أعمالها بالأنوثة الطاغية التي تتبلور في أجساد نساء يرقصن رقصة الفلامينغو تارة، مع الثوب الغجري، ومع الأمهات اللواتي يحملن أطفالهن في الطور الآخر. تحمل الفنانة في أعمالها الكثير من الشغف لعالم الأنثى، مع مادة البرونز الثقيلة التي تبدو قاسية، فتوجد موازنة قوية ومحكمة بين السياق الأنثوي الناعم الذي تبرزه في العمل، وبين قوة وقساوة البرونز. تحمل في أعمالها الحركة بأسلوب متقن، فنجدها شديدة الحرص على جعل المنحوتات في غاية الحركة، ويبرز هذا في الحركة التي تمنحها للشخوص، وكذلك في الأحصنة التي غالباً ما تنحتها بعيداً عن السكون. وقالت عن معرضها لـالإمارات اليوم: إن الأعمال تحمل الكثير من المنحوتات الخاصة برقصة الفلامينغو، والأحصنة، أما أوزانها فتراوح بين 30 و50 كيلوغراماً من البرونز. ولفتت الى أن المبادرة الخاصة بتقديم بعض المنحوتات لمركز راشد، تمت بالتعاون مع النادي الروتاري، حيث تقدم من خلال المعرض ست منحوتات يعود عائدات بيعها لمركز راشد، معتبرة الفن الطريقة الأمثل للتواصل لأنه يلمس القلب، ولا سيما مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة لأنهم يتميزون بحساسيتهم العالية. وأشارت الى انها تستخدم البرونز لأنها وجدت في هذه المادة الطريقة الأفضل للتعبير، وهي تراه ناعماً وليس قاسياً، وكذلك خفيفاً ليس ثقيلاً، وقد تعلمت من خلال رحلتها الكثير من التقنيات ومنها التي كان يستخدمها سلفادور دالي في تقديم منحوتات البرونز. أما المرأة فاعتبرتها بداية الحياة، ولهذا غالباً ما تصور الأم مع أطفالها، وتحاول منح المشاهد الحركة، فيما تأخذ التفاصيل حيزاً مهماً في الأعمال، مشيرة الى انها في البداية واجهت الكثير من التحديات في عالم الفن، خصوصاً أنها امرأة، ولهذا كانت توقع أعمالها بحرفي اسمها، كيلا تضع اسمها. يذكر أن معرض الفنانة التي لها مجموعة كبيرة من المنحوتات في الحدائق العامة في اسبانيا وباريس، يستمر مدة خمسة أيام.
مشاركة :