قطريات يخضن معركة إثبات الذات في بيئة سياسية منغلقة

  • 6/22/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة - تستعد أربع مرشحات قطريات لخوض غمار انتخابات المجلس البلدي المقرر إجراؤها اليوم الخميس، على أمل كسر الفشل الذي صاحب المحاولات النسائية في الدورات الانتخابية السابقة. ويعد حضور المرأة في الشأن العام القطري محتشما، على الرغم من مساعي القيادة السياسية لرفع نسبة مشاركتها في السنوات الأخيرة، من خلال إسناد مناصب لها في عدد من الأسلاك الدبلوماسية والمؤسسات والهيئات. ويقول نشطاء حقوقيون إن تلك المحاولات تبقى قاصرة ودون المستوى المطلوب لكونها لا تنبع من قناعة بدور المرأة كشريك في صياغة القرار، بل تأتي من منطلق مسعى لتحسين صورة الدولة الخليجية الثرية في أنظار المجتمع الدولي، لاسيما مع تصاعد موجة الانتقادات الموجهة إلى الدوحة في التعاطي مع عدد من القضايا الحقوقية وبينها قضية المرأة. ويشير النشطاء إلى أن هناك تقصيرا أيضا من الحركة النسوية في قطر، التي لا تزال هشة، ولا تملك الثقة الكافية بنفسها في كسر الصورة النمطية في المجتمع القطري، لافتين إلى أن عدد الناخبات بالرغم من أنه يتجاوز عدد الناخبين، فإن التصويت يذهب لصالح الرجل. خديجة أبوحليقة: الترشح لعضوية المجلس البلدي يتطلب عملا على الأرض وتحركا واسعا خديجة أبوحليقة: الترشح لعضوية المجلس البلدي يتطلب عملا على الأرض وتحركا واسعا ويستدرك هؤلاء بالقول إن هذا لا يمنع من القول بوجود ناشطات يناضلن من أجل فرض أنفسهن في هذه البيئة المنغلقة. وتقدمت كل من فاطمة الغزال وخديجة أبوحليقة وأسماء البدر وروضة القبيسي بالترشح للاستحقاق البلدي من مجمل 110 مرشحين يتنافسون في 29 دائرة انتخابية تضم 242 منطقة. وقالت المرشحة أسماء البدر إن مشاركة المرأة في انتخابات المجلس البلدي، الذي تبلغ مدته أربعة أعوام، مازالت منخفضة رغم أن هذه الدورة السابعة للمجلس. وكانت انتخابات الدورة الأولى للمجلس البلدي عام 1999 هي الأكثر مشاركة للنساء بست مرشحات، بينما ترشحت للدورة الثانية سيدة واحدة، وللدورة الثالثة ثلاث مرشحات وللرابعة أربع وللخامسة والسادسة خمس سيدات، وفازت في الدورة السادسة سيدتان لكنهما لم تعودا في المجلس حاليا. وعزت البدر في تصريحات لوكالة “شينخوا” ضعف مشاركة المرأة إلى أسباب، منها أنه لم يتم الإعلان بفترة كافية عن الترشيح، وتخوف المرأة من خوض التجربة الانتخابية، وكذلك لكون نظرة المجتمع لترشيح المرأة قاصرة وخالية من الأبعاد. واتفقت معها المرشحة روضة القبيسي التي قالت إن ضعف مشاركة المرأة مسؤولية تشاركية بين قدرتها على أن تكون ذات شخصية مرنة تقبل التجارب بأبعادها ومعاودة الكرة وبناء جسر الثقة. وأوضحت القبيسي أن المرأة تخاف من الفشل لأن تقبل الخسارة ليس بالأمر الهين عليها كما هو للرجل، إضافة إلى كون المرأة لا تخوض هذه التجربة إلا بعد سلسلة طويلة من الإنجازات التي تبرهن للمجتمع على أحقيتها في الترشح، لذا إن لم تكلل هذه الخطوة بالنجاح قد تشعر بألم نفسي عميق يتسرب إلى مثيلاتها. وقالت المرشحة فاطمة الغزال، في حديثها لـ"شينخوا" إن مشاركة ست مرشحات في الدورة الأولى للبلدي، وعدم فوز أي منهن، أدى إلى انخفاض عدد المرشحات في الدورات اللاحقة للمجلس. وأرجعت الغزال ذلك إلى نظرة الناخبين والناخبات في مسألة الجرأة على إعطاء المرأة أصواتهم لأسباب مختلفة، منها النظرة الضيقة عند الرجال في التصويت لسيدة، وأسباب نفسية عند الناخبات منها الغيرة رغم أن عدد الناخبات يفوق عدد الناخبين الرجال. واعتبرت المرشحة خديجة أبوحليقة أن الترشح لعضوية المجلس البلدي يتطلب عملا على الأرض وتحركا واسعا ومتابعة أكثر من كونه إبداء رأي أو إعطاء مشورة كما في مجلس الشورى، والمجتمع ينظر إلى هذا العمل على أنه ذكوري، لذا ربما ترى بعض النساء أن المهام في المجلس البلدي غير جاذبة. لكن أبوحليقة، وهي أصغر المرشحات سنا، أكدت أنها والمرشحات الثلاث الأخريات إلى المجلس يجدن أنفسهن في هذا العمل ولديهن نظرة مختلفة بالنسبة لمسألة توزيع الأدوار. وتحدثت المرشحات عن الصعوبات التي واجهنها خلال الحملة الانتخابية، وأبرزها صعوبة النفاذ إلى الناخب لإقناعه ببرامجهن. ◙ هناك تقصير من الحركة النسوية في قطر التي لا تزال هشة ولا تملك الثقة الكافية بنفسها في كسر الصورة النمطية في المجتمع القطري وقالت القبيسي إن المنافسة مع الرجال فيها تفاوت في القدرة على النفاذ إلى الناخبين وليس تفاوتا في الكفاءات، مشيرة إلى أن الوصول إلى أفراد المجتمع وفق العادات والتقاليد القطرية يمثل ممانعة غير مقصودة وغير مباشرة، وإضافة إلى هذا عدم وجود قناة رسمية حاليا تتبنى كما في السابق طرح البرامج الانتخابية للسيدات لتكون هناك عدالة في الوصول إعلاميا إلى أفراد المجتمع، إلى جانب أن الانتخابات تتزامن مع الإجازات وفترة الحج واقتراب عيد الأضحى، ما يجعل المرشحات يخسرن الكثير من الأصوات. وتسيطر القبلية في قطر، الأمر الذي يشكل حجر عثرة أمام سرعة تطور المجتمع وانفتاحه على المرأة كشريك يمكن الرهان عليه في إدارة الشأن العام، كحال بعض دول الخليج الأخرى. وتجد النساء في الدول الخليجية أنفسهن أمام تحديين: الأول هو الثقة بالذات ونفض الأفكار والمعتقدات المتوارثة، والثاني هو فرض حضورهن في مجتمع قبلي ينزع إلى الرجل. وقالت الغزال إن نظرة الناخبين والناخبات ضيقة تجاه المرأة المرشحة لأسباب اجتماعية، رغم أن المجتمع تخطى مرحلة انطواء المرأة وحصرها في نطاق الواجبات المنزلية، مضيفة أن معيار الاختيار والانتخاب في مجتمعاتنا لا يزال قبليا، إلا القليل.

مشاركة :