مفاهيم خاطئة تحول الصداع النصفي لـ«مجرّد صداع»

  • 6/22/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت الدكتورة شيرين القرشي استشارية مخ وأعصاب عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية لأطباء الأعصاب، عضو مجلس ادارة الشعبة السعودية لأمراض الصداع، عضو مجلس ادارة الجمعية السعودية لأمراض الصرع، أن هنالك مجموعة من المعتقدات السلبية والخاطئة حول الصداع النصفي، وهذه المشكلة الصحية خطيرة ومنهكة في كثير من الأحيان، وغالباً ما يتم تجاهل أعراضها الشديدة على اعتبارها "مجرّد صداع"، ما يؤدي الى تأخر التشخيص والمعالجة وما يتركه من تبعات صحية واقتصادية. مفيدة أن منظمة الصحة العالمية تعتبر الصداع النصفي هو السبب الرئيس الثاني للعجز والغياب عن العمل على مستوى العالم. بالرغم من آثاره السلبية على أكثر من مليار شخص حول العالم وما يصل إلى ثلث السكان في الدول العربية. وأضافت: يمكن أن تدوم نوبات الصداع النصفي لأكثر من ساعات وقد تستمر لأيام، وقد يكون الألم شديداً لدرجة أنه يتعارض مع الانشطة اليومية. ما هي مسببات الصداع النصفي كيف نميزه عن غيره من أنواع الصداع؟ بعض المسببات الشائعة تشمل الإجهاد وقلة النوم والتغيرات الهرمونية أثناء الدورة الشهرية لدى النساء وتعاطي الكافيين والكحول، وتتزايد هذه الضغوط في حياة العديد من الأشخاص في ظل التوسع الحضري السريع. والصداع النصفي صداع نابض مصاحب بأعراض أخرى كالغثيان والقيء وصولاً إلى التحسس من الضوضاء والنور. كما يمكن أن تؤثر نوبات الصداع النصفي أيضاً على الدماغ والنخاع الشوكي والأعصاب في جميع أنحاء الجسد، وهو ما قد يسبب صعوبة في التركيز، دوار، اضطراب الرؤية. ويمكن أن تحدث هذه الأعراض في أي مكان وتتراوح من 4 إلى 72 ساعة. وإن عدم القدرة على توقّعه يعني أن الصداع النصفي يمكن أن يحدث في أي وقت، وهو ما يتسبب في اضطرابات كبيرة في حياة الناس. وعلى الرغم من الآثار المعوِّقة المترتبة على الصداع النصفي، غير أنه لا يزال يتم التغاضي عنه ولا يتم تشخيصه ولا يحظى بالعلاج. وفي الواقع، فإن 40% فقط من المصابين بالصداع النصفي أو الصداع الناتج عن التوتر يتم تشخيصه بشكل مهني. وغالباً ما تدفع المفاهيم الخاطئة حول كون الصداع النصفي "مجرّد" صداع، إلى التغاضي عن أعراضه التي يعانون منها. فتسهم حصيلة العلاج السيئة في ذلك. ومن هذا المنطلق، فإن أكثر من ثلثي الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي إما لم يستشيروا طبيباً على الإطلاق أو توقفوا عن القيام بذلك بسبب قلة الآمال المعلقة على العلاج. لذا، فإن الكثير من المصابين بالصداع النصفي غير راضين عن مستوى الرعاية الحالي. ما مدى تأثير الصداع النصفي غير المعالج وهل التعايش معه له تداعيات على الصحة النفسية؟ بالفعل هناك تأثير للصداع النصفي غير المعالج على الصحة النفسية، وبغض النظر عن الألم الذي يتسبب به فإن التعايش مع الصداع النصفي له تداعيات على الصحة النفسية، فالأشخاص الذين يصابون بالصداع النصفي هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بمعدل مرتين إلى أربع مرات، ويعانون من الشعور بالعزلة والعجز تجاه الألم. وقد يؤدي عدم تشخيص الصداع النصفي إلى سوء الفهم وبروز المعتقدات السلبية ونقص الدعم من العائلة والأصدقاء والمجتمع على نطاق أوسع. وهذه المشكلة الصحية خطيرة ومنهكة في كثير من الأحيان، وغالباً ما يتم تجاهل أعراضها الشديدة على اعتبارها "مجرّد صداع"، ما يؤدي الى تأخر التشخيص والمعالجة وما يتركه من تبعات صحية واقتصادية. كما يمكن أن تسهم الحالة غير المتوقعة للصداع النصفي وقلة الإدراك أو التحقق من صحة الآخرين في زيادة العبء العاطفي والشعور بالعزلة، وعادةً ما يتعيّن على الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي تحمل عبء التكلفة المالية المباشرة لزيارات الطبيب والاستشفاء والعلاج الطبي، وقد تكون لهذه التكلفة تأثيرات غير متكافئة على المجتمعات المُعوِزة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا التي يتعين عليها موازنة الأولويات اليومية الأخرى، بالإضافة إلى نوبات الصداع النصفي. *هل للصداع النصفي تأثير على مرضاه فيما يتعلق بإنتاجية أعمالهم وهل بالفعل النساء أكثر تأثرا؟ لوضع الأمور في سياقها المناسب، فإن هؤلاء المرضى يفقدون ما متوسطة 4.5 يوم عمل في الشهر، وهو ما يزيد من التكلفة الاقتصادية الناتجة عن التعايش مع الصداع النصفي. ومع ذلك، فإن نوبات الصداع النصفي لا تؤثر فقط على من يعاني منها، فيمكن أن يكون لفقدان إنتاجية العمل والتغيب لدى المرضى الذين يعانون من الصداع النصفي غير المشخص. ولمرضى الصداع النصفي تأثير اقتصادي كبير على كل من أصحاب العمل والمجتمع ككل، كما يمثل الصداع النصفي عبئاً اقتصادياً عالمياً أكبر من جميع الحالات العصبية الأخرى مجتمعة، فعلى الصعيد العالمي، يؤثر الصداع النصفي على النساء ثلاث إلى أربع مرات أكثر من الرجال، وغالباً ما تكون النوبات أكثر حدّة بالنسبة للنساء. وفي منطقة الخليج العربي، فإن احتمالية إصابة النساء بالصداع النصفي تزداد بمقدار الضعف، ويمكن أن يؤدي نقص التشخيص إلى استنزاف موارد الرعاية الصحية، حيث قد يقوم هؤلاء المرضى بزيارة العديد من الاطباء بحثاً عن المساعدة والعلاج وبالتالي، فإن ذلك قد يؤدي إلى زيادة الاستفادة من الرعاية الصحية، وأوقات انتظار أطول، وتضاؤل إمكانية حصول مَن هم بحاجة على الرعاية. هل التوعية قادرة على تعزيز معدلات اكتشاف الصداع النصفي وتخفيف الآثار المرتبطة به على الأفراد والمجتمع؟ التوعية أمر أساسي للرعاية المناسبة للصداع النصفي، حيث إن معالجة نقص التشخيص الناجم عن الصداع النصفي أمرٌ بالغ الأهمية لتقليل هذه التأثيرات الفردية والمجتمعية. ومن هذا المنطلق، فإن حملات التثقيف والتوعية وتحسين إمكانية الحصول على خدمات الرعاية الصحية والتدريب الأفضل للأطباء، من شانه أن يُسهم في الكشف المبكر والعلاج المناسب وتحسين إدارة علاج الصداع النصفي. وفي مطلق الأحوال، فإنه لا يزال هناك قدر كبير من العمل في المستقبل. ولا شك أن لدينا القدرة على تعزيز معدلات اكتشاف الصداع النصفي وتخفيف الآثار المرتبطة به على الأفراد والمجتمع، وذلك من خلال تعزيز الوعي العام وتطوير قدرات نظام الرعاية الصحية لدينا. ومن الأهمية للأفراد ومقدمي الرعاية الصحية وواضعي السياسات والمجتمع ككل، توحيد الجهود في محاولة موحدة لتعويض النقص الناتج عن عدم تشخيص الصداع النصفي وتعزيز الرفاهية العامة لمن يعانون من هذه الحالة المسببة للعجز. د. شيرين القرشي

مشاركة :