سكان بيروت يواجهون الموت عطشا

  • 6/21/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عاشت العاصمة اللبنانية بيروت جحيما حقيقيا، بعدما واجه سكانها الموت عطشا نظير انقطاع المياه لأسبوع كامل، وكافح اللبنانيون هدير الصهاريج الذي زاد الطلب عليها بشكل كبير، مما أضاف عبئا ماديا جديدا على دخل العائلات الذي بالكاد كان يكفيهم لتأمين حاجياتهم الأساسية. وكشف تقرير لـ»الحرة» أنها ليست المرة الأولى التي يعاني فيها أهالي بيروت من هذه الحالة، فانقطاع المياه عن منازلهم أمر يتكرر بين الحين والآخر لأسباب متنوعة، مثل أعطال تطرأ على محطات الضخ إلى انقطاع الكهرباء وعدم توفر الوقود وغيرها. وأرجعت مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان سبب المأساة إلى عطل طرأ من مصدر التغذية الرئيسة في مؤسسة كهرباء لبنان، أدى إلى توقف محطة المياه الرئيسة في الضبية عن العمل، ما حال دون تأمين المياه إلى كافة المحطات المتصلة لضخها إلى الخزانات الرئيسة. حريق كهربائي وأوضحت مؤسسة المياه في بيان قبل أيام أن «محطة الضبية تتغذى بخط مباشر من مؤسسة الكهرباء، ولا يمكن تشغيلها على المولدات بسبب حاجتها إلى التغذية بخط توتر متوسط»، وإذ أبدت المؤسسة أسفها لهذا العطل الخارج عن إرادتها، أملت من فرق الطوارئ التابعة لمؤسسة الكهرباء إنجاز التصليح في أسرع وقت ممكن.. وفقا لـ»الحرة». وكشف رئيس مجلس الإدارة المدير العام لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان، جان جبران، أن الأسبوع الماضي حصل حريق في معمل الكهرباء في الذوق وهو الذي يمدنا بالكهرباء لضخ المياه لبيروت وجبل لبنان، لذلك لم نعد نستطيع الضخ لأن ليس لدينا مولدات في محطة الضبية. وأكد في حديث إذاعي «بدأنا عملية ضخ بعض كميات المياه على أمل إصلاح العطل في الأيام المقبلة»، داعيا المواطنين إلى ترشيد استخدام المياه، مشيرا إلى أن «المحطات الأساسية لا يمكن تشغيلها عبر الطاقة الشمسية على غرار محطة الضبية، والعطل الذي طرأ ليس من مسؤولية مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان. ارتفاع التوتر وأكد جبران «لن تصل المياه بسهولة إلى المنازل، يجب تشغيل المضخات لمدة 12 ساعة لتصل إلى الجميع، وفي حال لم تنقطع الكهرباء طيلة النهار فيمكن تحقيق هذا الأمر». ويبدو أن انقطاع المياه معاناة قديمة متجددة يدفع ثمنها سكان العاصمة نفسيا وماديا في كل مرة، حيث يجبر الأهالي، كما تقول ميادة، إحدى الساكنات، على التقنين حتى بنظافتهم الشخصية، وتشرح «رغم ارتفاع درجات الحرارة إلا أنه لا يمكنني الاستحمام سوى لمرة واحدة كل ثلاثة أيام، وفوق هذا بالكاد أفتح الصنوبر وأضع أسفل الدوش إناء كبيرا كي لا تذهب المياه هدرا، حيث أعيد استخدامها في شطف الأرض، وقد وصل بي الحال إلى استخدام مياه المكيف التي أجمعها في دلو لغسل شعري خوفا عليه من ملوحة المياه التي أشتريها». ويبلغ سعر صهريج المياه، سعة خمسة براميل 400 ألف ليرة في منطقة الطريق الجديدة، يرتفع أو ينخفض بحسب نوعية المياه فيما إن كانت عذبة أم مالحة، تقول ميادة، مشددة على أنه مهما حاولت عائلة مؤلفة من أربعة أفراد تقنين استخدامها للمياه فهي مجبرة على معاودة تعبئة خزانها مرة كل يومين، مما زاد من ضغط الدفوعات التي لم تكن في الحسبان، ورفع من منسوب التوتر بين أفراد العائلة، إذ يتهم كل شخص الآخر بأنه المسؤول الأول عن نفاد المياه». غياب التبولة مأكولات عدة توقفت والدة ميادة عن إعدادها نتيجة انقطاع المياه، منها التبولة التي يشتهر بها اللبنانيون، وذلك كون البقدونس وهو مكونها الأساسي يحتاج إلى كمية كبيرة من المياه لغسله، كذلك حال السبانخ والملوخية وغيرها، وتقول «أصبحت تعد لنا طبخات غير دسمة كي لا نحتاج إلى تنظيف الصحون بالكثير من المياه، فهل من يصدق أننا وصلنا إلى هذه الدرجة من القهر». حتى المياه التي تستخدمها هدى لتنظيف الصحون أصبحت تخشى من أن تذهب هدرا، وتقول «أضعها في إناء لكي أنظف بها الأرض، كذلك الحال حين أستحم أنا أو أولادي الأربعة، ومع هذا يوميا يفرغ الخزان». وتضيف «لأنه ليس في مقدوري تحمل كل هذا العبء المادي، أطلب من جيراني في المبنى المقابل أن يضخوا لي الماء من بئرهم مقابل مئة ألف ليرة، وكذلك يفعل العدد الأكبر من سكان المبنى الذي أقطنه، لاسيما وأن أصحاب الصهاريج لا يلبوننا بالسرعة المطلوبة بسبب الطلب الكبير عليهم». هجوم الأمراض وتبدي هدى غضبها من الوضع الذي يزداد سوءا في لبنان كل يوم، مشيرة إلى أن «الأمراض ستنهش أولادنا من قلة النظافة، فبدلا من إلزامهم بغسل أيديهم حين تتسخ أصبحنا نصرخ عليهم إذا ما اقتربوا من الصنبور، وفوق هذا لا يفارقني وجع الرأس نتيجة هدير مولدات الصهاريج التي لا تتوقف طوال اليوم، لا أعلم ما الذي ينتظرنا أكثر، الأزمات تطرق بابنا من كل حدب وصوب، ندفع فواتير للسلطة الحاكمة مقابل خدمات لا نحصل عليها، إذ حتى قبل العطل الأخير الذي أوقف ضخ المياه إلى منازلنا كنا نعاني من شحها». وأشار عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب غسان حاصباني، إلى أن الضخ بدأ في محطة مياه الذوق ليل أمس، لتعود المياه إلى بيروت وبعض مناطق المتن، بعد المتابعة مع مؤسسة كهرباء لبنان لإعادة التيار الكهربائي إلى المحطة». مشهد مكرر وقبل العطل الأخير الذي طرأ، كان محمد يضطر للجوء إلى أصحاب الصهاريج لتعبئة خزان منزله مرتين في الأسبوع، ويقول «في العادة نعاني ضعف ضغط المياه وعدم امتلاء الخزان، لذلك وضعت ميزانية محددة من راتبي لتعبئته، فأنا والد لطفلة لا أريد أن تعاني من أي مرض نتيجة قلة النظافة، أفضل أن أدفع المال لأصحاب الصهاريج الذين أصبحوا يتحكمون بنا على إصابتها بفيروس أو بكتيريا وتعريض حياتها للخطر لاسيما في ظل عدم قدرتي على تحمل أي فاتورة استشفائية». ويؤكد محمد عدم تفاؤله بتحسن الوضع «في ظل هذه الطبقة الحاكمة»، معتقدا أنه «سيتكرر مشهد انقطاع المياه، فلا شيء يشي بالخير، فرغم كل التحذيرات التي تطلقها منظمات دولية بشأن خطورة عدم إيلاء أهمية للمياه ونظافتها، تابعنا قبل فترة كيف انتشرت الكوليرا في لبنان». كمية أزمات وكان الاتحاد الأوروبي، ذكر أن مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان، افتتحت في اليوم العالمي للمياه، افتتحت بالشراكة معه ومع اليونيسف، محطة تلة الخياط التي أعيد تأهيلها حديثا، وهي واحدة من أقدم محطات ضخ المياه في بيروت، وأوضح في بيان أن «هذا المشروع جاء تطويره لتوفير خدمات مياه أفضل وأكثر استدامة إلى ما يزيد عن نصف مليون شخص في بيروت من خلال نظام يعتمد على الضخ والجاذبية». وأضاف الاتحاد الأوروبي، «إنه وسط كم من الأزمات التي تسيطر على البلاد، وتؤثر جذريا على البنية التحتية للمياه، لا يزال الوصول إلى المياه أحد أكبر التحديات القائمة، مما يعرض صحة وسلامة ملايين الأشخاص في لبنان، خصوصا الأطفال منهم، للخطر». تراجع بيروت بالأرقام: %80 من اللبنانيين تحت خط الفقر 34 مركز لبنان بين الدول الفاشلة 6 مراكز تراجع لبنان بين الدول الفاشلة %12 من اللبنانيين أرسلوا أطفالهم للعمل

مشاركة :