رابطة المصير المشترك بين الصين وأفريقيا أكثر تناغما

  • 6/21/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يصادف هذا العام الذكرى السنوية العاشرة لطرح مفهوم رابطة المصير المشترك للبشرية. في مارس 2013، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ، هذا المفهوم لأول مرة، في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية في روسيا. في كلمته، أشار شي إلى أن البشرية "برزت بشكل متزايد كرابطة مصير مشترك يشعر فيه كل فرد بأنه يوجد في الآخرين ما له هو، في حين يوجد في نفسه ما للآخرين". تم تحديد دلالات المفهوم بوضوح في التقرير المقدم إلى المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني، في أكتوبر 2017، من قبل شي جين بينغ، وهو أيضا الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وهذه الدلالات هي بناء عالم منفتح، شامل، نقي، جميل، ينعم بسلام دائم وأمن شامل ورخاء مشترك. تعزيز بناء هذه الرابطة ضروري للصين لكي "تقف بالجانب الصحيح من التاريخ وجانب التقدم البشري". إنها رابطة تتماشى مع المصالح الأساسية لجميع شعوب العالم، وتتجاوز عقلية لعبة المحصلة الصفرية القديمة في العلاقات الدولية، وتضيف دلالات جديدة للقيم المشتركة للبشرية. رابطة المصير المشترك بين الصين وأفريقيا، كجزء أساسي من المفهوم العام، تلعب دورا رئيسيا نموذجيا في توجيه التعاون الثنائي. واستنادا إلى مبادئ الإخلاص والنتائج الحقيقية والصداقة وحسن النوايا في سياسة الصين تجاه أفريقيا، ومبدأ السعي لتحقيق الصالح العام والمصالح المشتركة، فإن رابطة المصير المشترك بين الصين وأفريقيا سوف تبني زخما قويا لارتقاء البلدان النامية كمجموعة متكاملة، ومن أجل علاقات دولية أكثر توازنا. مفهوم متطور مفهوم رابطة المصير المشترك بين الصين وأفريقيا، تم إثراؤه وتحسينه في ظل التعاون الصيني- الأفريقي، وقدم بدوره إرشادات للتقدم المطرد لهذا التعاون. تتجاوز أهميته وتأثيراته المجالات الثنائية أو الإقليمية، إذ يضع نموذجا لبناء رابطة مصير مشترك عالمية. في 25 مارس 2013، وفي كلمة هامة ألقاها في مركز جوليوس نيريري الدولي للمؤتمرات في دار السلام، بتنزانيا، أكد شي جين بينغ على أن الصين وأفريقيا يجمع بينهما رابطة مصير مشترك. وأكد ذلك مجددا في الرابع من ديسمبر عام 2015، في حفل افتتاح قمة جوهانسبرغ لمنتدى التعاون الصيني- الأفريقي، عندما اقترح الارتقاء بالعلاقات الصينية- الأفريقية إلى شراكة إستراتيجية وتعاونية شاملة. في سبتمبر 2018، في قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني- الأفريقي، التي حضرها شي أيضا، تحقق تقدم جديد، فقد أصدرت القمة إعلان بكين: نحو رابطة مشتركة صينية- أفريقية أقوى، فكان معلما بارزا جديدا في مسيرة العلاقات الصينية- الأفريقية. وفي حفل افتتاح الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني- الأفريقي، في 29 نوفمبر 2021، أشار شي في خطاب رئيسي، إلى أن هناك روحا أبدية للصداقة والتعاون الثنائي قد تعززت بين الصين وأفريقيا، وأن الصين وأفريقيا ستواصلان جهودهما للتحرك قدما نحو رابطة مصير مشترك صينية- أفريقية رفيعة المستوى. كيف يمكن بناء رابطة مصير مشترك صينية- أفريقية رفيعة المستوى؟ الكتاب الأبيض الذي يحمل عنوان "الصين وأفريقيا في العصر الجديد: شراكة متساوية"، الصادر في 26 نوفمبر 2021، قد وفّر الإجابة. أشار إلى أن مبادئ الإخلاص والنتائج الحقيقية والصداقة وحسن النوايا ومبدأ السعي لتحقيق الصالح العام والمصالح المشتركة، تجسد التقاليد التاريخية للصداقة بين الصين وأفريقيا، وهي المبادئ التوجيهية الشاملة للصين في سعيها لبناء التضامن والتعاون مع البلدان النامية، بما فيها الدول الأفريقية. وذكر أن الصين شكلت نهجا مميزا لتعاون المنفعة المزدوجة مع أفريقيا، وهو سمة مميزة للتضامن والتعاون بين الصين وأفريقيا، ويمكن أن يكون مرجعا نافعا للتعاون الدولي مع أفريقيا. وفقا للكتاب الأبيض، تتميز رابطة المصير المشترك الصينية- الأفريقية بالمسؤولية المشتركة والتعاون المزدوج المنفعة والسعادة للجميع والازدهار الثقافي والأمن المشترك والوئام بين البشر والطبيعة، وهي أهداف أساسية لجميع الإجراءات، ورسمت مسار التعاون الصيني- الأفريقي في العصر الجديد. وذكر الكتاب الأبيض، أنه من خلال التضامن والتعاون، سيضرب الشعب الصيني والشعوب الأفريقية مثالا يحتذى في تعزيز رفاه البشرية، وخلق نمط جديد من العلاقات الدولية، وبناء رابطة مصير مشترك عالمية. زخم حيوي قوي مفهوم رابطة المصير المشترك الصينية- الأفريقية، قاد الصين وأفريقيا إلى مواصلة توسيع مجالات التعاون، وضخ زخما جديدا للارتقاء بالعلاقات الصينية- الأفريقية. ويُظهر التعاون العملي بين الجانبين حيوية غير مسبوقة. وفقا لإحصائيات الإدارة العامة للجمارك الصينية، في عام 2022، تجاوز حجم التبادل التجاري بين الصين وأفريقيا 270 مليار دولار أمريكي، مع زيادة واردات الصين من أفريقيا مرة أخرى بشكل أسرع من صادراتها للقارة. وقد تم إنشاء المراكز الأربعة الأولى المشتركة للتبادل والعرض والتدريب في مجال التكنولوجيا الزراعية الحديثة في مقاطعات هاينان وجيانغسو وسيشوان وشانشي بالصين. وأسهم المقر الرئيسي للمراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الذي تم افتتاحه في يناير، في توسيع قائمة المشروعات البارزة التي بنتها الصين في أفريقيا. وأضافت الشركات الصينية، أو طورت، أكثر من عشرة آلاف كيلومتر من السكك الحديدية ومائة ألف كيلومتر من الطرق في قارة أفريقيا. لقد بنت الصين في أفريقيا ما يقرب من ألف جسر ومائة ميناء، إضافة إلى العديد من المستشفيات والمدارس، مما خلق أكثر من 5ر4 ملايين فرصة عمل. التبادلات الثقافية والشعبية تزداد تعمقا. هناك برامج مثل تركيب أجهزة البث التلفزيوني عبر الأقمار الاصطناعية في القرى الأفريقية، وتوفير الأفلام والبرامج التلفزيونية بالضواحي والقرى، وإقامة احتفالات بالسنوات الثقافية الوطنية، والتعاون بين الجامعات، وإنشاء معاهد كونفوشيوس وورش عمل لوبان لإعداد الأكفاء المهنيين، حيث تسهم جميعها في تعزيز الروابط بين الشعب الصيني والشعوب الأفريقية. كشف استطلاع أجرته مؤسسة إيتشيكوفتسي في جنوب أفريقيا بين الشباب الأفارقة لعام 2022، أن 77% من المشاركين بالاستطلاع يعتبرون الصين أكثر الدول غير الأفريقية تأثيرا في القارة، و76% من المشاركين يرون أن تأثير الصين إيجابي. قال ليو يوي شى، الممثل الخاص للحكومة الصينية للشؤون الأفريقية، إن توارث وتعزيز الصداقة بين الصين وأفريقيا أصبحا تقليدا مجيدا وأساسا مميزا للدبلوماسية الصينية. وأضاف أن الصين ستعزز التعاون الصيني الأفريقي بشكل أكبر، وستواصل توسيع التجارة مع أفريقيا، وتعزيز التنمية العالية الجودة للاستثمار والتعاون في مجال التمويل، وتوسيع ديناميكيات جديدة في مجالات مثل الصحة، والتنمية الخضراء، والاقتصاد الرقمي، وتقديم المزيد من الدعم من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية لأفريقيا. تتعاون الصين وأفريقيا في السرّاء والضراء، وتظل المصالح الأساسية لكل من الشعب الصيني والشعوب الأفريقية هي التي تقود مسيرة العلاقات بين الجانبين. وقد شكلت هذه الشراكة مثالا يُحتذى لبناء رابطة المصير المشترك في جميع أنحاء العالم. -- وانغ هنغ، نائب مدير معهد الدراسات الأفريقية بجامعة المعلمين في تشجيانغ. تشو شينغ تسان، طالب دراسات عليا في معهد الدراسات الأفريقية بجامعة المعلمين في تشجيانغ.

مشاركة :