21 يونيو 2023/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ بمناسبة الذكرى العاشرة لمبادرة " الحزام والطريق" التي حظيت منذ أن أطلقتها الصين في عام 2013 باهتمام دولي واسع، وصل فريق من الإعلاميين الدوليين إلى مقاطعة فوجيان في رحلة استكشاف وتعقب آثار طريق الحرير البحري القديم لسبر أغوار روح " الحزام والطرق" وفهمه بعمق. وقد شملت الرحلة التي دامت أربعة أيام، مدن عدة منها شيامن، وتشيوانتشو وتشانغتشو وأماكن أخرى. لقد اعتادت فوجيان أن تكون مركزًا مهمًا وبوابة طريق الحرير البحري، وملتقى للتعايش السلمي بين الحضارات والثقافات والأديان المختلفة التي جعلت منها متحفا طبيعيا لديانات العالم. وتعتبر تشيوانتشو نقطة مهمة لتبادل البضائع الصينية منذ أكثر من ألف عام، وتمثل تراثا ثقافيا بحريا عالميا فريدا من نوعه قبل "عصر الملاحة الكبرى" و"عصر الاكتشافات"، كما أن لميناء تشيوانتشو العتيق قيمة بارزة للبشرية جمعاء. ويبقى متحف "عالم القوارب الصينية" في تشيوانتشو شاهدا تاريخيا على التراث البحري للشعب الصيني ومركزا للتجارة البحرية العالمية في الصين خلال عهد أسرتي سونغ ويوان. وعن ميناء تشيوانتشو قال الرحالة الإيطالي ماركو بولو: "هناك جبال من التوابل والأحجار الكريمة والأخشاب الثمينة والزخارف الذهبية والفضية في السوق." كما تركت الرحلات البحرية للأدميرال الصيني تشنغ خه، والذي عرف باسم "أسطورة الملاحة الشرقية" علامة تاريخية فارقة في تشيوانتشو. ويمكن أن نرى من خلال الآثار العديدة للسفن الغارقة قبالة سواحل المنطقة مدى تأثيرها في التاريخ البحري للعالم باعتبارها نافذة للحضارة البحرية، ونقطة انطلاق طريق الحرير البحري الذي أطلق عليه أيضاً اسم " طريق الخزف الصيني"، الذي لا تزال آثاره عالقة في "بيت الخزف" في مدينة ده هوا بفوجيان، عاصمة السيراميك في العالم، والذي جمع بين فن الخزف وفن المعماري، يمكن من خلاله اكتشاف جمال الخزف وفنون صناعته الموروثة منذ آلاف السنين. وقد كان خزف ده هوا منتج تصدير مهم على "طريق الحرير البحري" منذ عهد أسرتي سونغ ويوان، حيث كانت أواني الخزف الصيني نوعا ثانيا من الصادرات الصينية بكميات هائلة بعد الحرير، ولا يخلوا بيت في العالم منه.
مشاركة :