«كانو الثقافي» ينظم ندوة «عبدالله المحرقي والغوص في الذاكرة»

  • 6/24/2023
  • 02:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

نظم‭ ‬مركز‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن‭ ‬كانو‭ ‬الثقافي‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬الماضي‭ ‬ندوة‭ ‬بعنوان‭: ‬‮«‬عبدالله‭ ‬المحرقي‭ ‬والغوص‭ ‬في‭ ‬الذاكرة‮»‬‭ ‬تحدث‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الفنان‭ ‬خالد‭ ‬المحرقي،‭ ‬الفنان‭ ‬عباس‭ ‬الموسوي،‭ ‬الفنان‭ ‬عمر‭ ‬الراشد‭ ‬وأدار‭ ‬الحوار‭ ‬الفنان‭ ‬خليل‭ ‬المدهون‭. ‬واستهل‭ ‬المدهون‭ ‬الأمسية‭ ‬بالحديث‭ ‬عن‭ ‬سيرة‭ ‬الفنان‭ ‬عبدالله‭ ‬المحرقي‭ ‬بكونه‭ ‬أحد‭ ‬أعمدة‭ ‬الفن‭ ‬البحريني‭ ‬العالمي،‭ ‬حيث‭ ‬ولد‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1939‭ ‬ميلادي‭ ‬في‭ ‬فريج‭ ‬الفاضل‭ ‬بمدينة‭ ‬المنامة،‭ ‬ونسب‭ ‬إلى‭ ‬عائلته‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تسكن‭ ‬مدينة‭ ‬المحرق‭ ‬قبل‭ ‬استقرارها‭ ‬في‭ ‬المنامة‭ ‬لذا‭ ‬فقد‭ ‬حمل‭ ‬الفنان‭ ‬لقب‭ ‬المحرقي‭. ‬كما‭ ‬أضاف‭ ‬المدهون‭ ‬أن‭ ‬المحرقي‭ ‬كان‭ ‬يتابع‭ ‬والدته‭ ‬الفنانة‭ ‬منذ‭ ‬طفولته‭ ‬باهتمام‭ ‬بالغ‭ ‬قبيل‭ ‬دخوله‭ ‬الكتاتيب،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬والدته‭ ‬ترسم‭ ‬على‭ ‬أقمشة‭ ‬المفروشات‭ ‬زخارف‭ ‬ورسومات‭ ‬للزهور‭ ‬والطيور‭ ‬وغيرها‭ ‬لتطرزها‭ ‬بخيوط‭ ‬البريسم‭ ‬بدقة‭ ‬متناهية،‭ ‬فكان‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬إيجابي‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬مسيرته‭ ‬الفنية‭. ‬وأشار‭ ‬المدهون‭ ‬للتأثير‭ ‬المهم‭ ‬للأخ‭ ‬الأكبر‭ ‬للفنان‭ ‬المحرقي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬لفنه‭ ‬الأثر‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الفنان‭ ‬المحرقي‭ ‬وحبه‭ ‬للرسم‭. ‬وفيما‭ ‬يخص‭ ‬المسيرة‭ ‬التعليمية‭ ‬للفنان‭ ‬المحرقي‭ ‬فقد‭ ‬وضح‭ ‬المدهون‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬حديثه‭ ‬رغبة‭ ‬الفنان‭ ‬المحرقي‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬ابتعاث‭ ‬خارجي‭ ‬لدراسة‭ ‬الفن‭ ‬حيث‭ ‬قوبل‭ ‬برفض‭ ‬طلبه‭ ‬ليلتحق‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الابتعاث‭ ‬من‭ ‬هيئة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الوطني‭ ‬بالدراسة‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬وتتوقف‭ ‬دراسته‭ ‬بسبب‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬عام‭ ‬1956‭ ‬الميلادي،‭ ‬ليستغل‭ ‬المحرقي‭ ‬وقته‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬بالتقدم‭ ‬لامتحانات‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة‭ ‬ليتقدم‭ ‬بعدها‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬التالي‭ ‬لكلية‭ ‬الفنون‭ ‬الجميلة‭ ‬بالقاهرة‭ ‬ويبدأ‭ ‬الدراسة‭. ‬وقد‭ ‬ذكر‭ ‬المدهون‭ ‬رحلة‭ ‬الكفاح‭ ‬التي‭ ‬خاضها‭ ‬المحرقي‭ ‬بالعودة‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬العطل‭ ‬الصيفية‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬بابكو‭ ‬حيث‭ ‬رسم‭ ‬خلال‭ ‬عمله‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الرسوم‭ ‬الكاريكاتيرية‭ ‬لحفر‭ ‬آبار‭ ‬النفط‭ ‬وبوسترات‭ ‬إيضاح‭ ‬لإجراءات‭ ‬السلامة‭ ‬العامة‭ ‬بالشركة‭. ‬لينتقل‭ ‬الحديث‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬مركز‭ ‬كانو‭ ‬الثقافي‭ ‬الشاعر‭ ‬علي‭ ‬عبدالله‭ ‬خليفة‭ ‬الذي‭ ‬أشار‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬إلى‭ ‬دور‭ ‬مركز‭ ‬كانو‭ ‬الثقافي‭ ‬في‭ ‬استذكار‭ ‬سير‭ ‬الرواد‭ ‬الذين‭ ‬أسهموا‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬مناخ‭ ‬ثقافي‭ ‬أساسي‭ ‬مؤسسي‭ ‬ليستطيع‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬السير‭ ‬على‭ ‬نهجه،‭ ‬لتأتي‭ ‬هذه‭ ‬الندوة‭ ‬استذكارا‭ ‬وتحية‭ ‬لمسيرة‭ ‬الفنان‭ ‬عبدالله‭ ‬المحرقي‭ ‬الذي‭ ‬رافق‭ ‬الحركة‭ ‬الأدبية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬نشأتها‭ ‬في‭ ‬الستينيات‭. ‬ ثم‭ ‬أشار‭ ‬الفنان‭ ‬عباس‭ ‬الموسوي‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬دور‭ ‬الفنان‭ ‬عبدالله‭ ‬المحرقي‭ ‬في‭ ‬الحركة‭ ‬الفنية‭ ‬والأدبية‭ ‬بالبحرين،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬المحرقي‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬قوله‭ ‬مشحونا‭ ‬بروح‭ ‬الدعابة‭ ‬في‭ ‬عرض‭ ‬الأفكار‭ ‬وقوة‭ ‬التعبير‭ ‬الصريح‭ ‬الذي‭ ‬تعكسه‭ ‬رسوماته‭ ‬المغنية‭ ‬عن‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬القصص‭ ‬الأخرى‭ ‬فكانت‭ ‬لوحاته‭ ‬مزيجا‭ ‬من‭ ‬الشعر‭ ‬والألحان‭ ‬فهي‭ ‬كالمسرحيات‭ ‬المعروضة‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬المفتوح‭ ‬بمختلف‭ ‬المواضيع‭ ‬التي‭ ‬بدا‭ ‬وكأنه‭ ‬يداعب‭ ‬مخيلة‭ ‬المتلقي‭ ‬بمزيج‭ ‬يغني‭ ‬المشاهد‭ ‬عن‭ ‬روح‭ ‬الأدب‭ ‬والشعر‭. ‬كما‭ ‬أضاف‭ ‬الموسوي‭ ‬أن‭ ‬المحرقي‭ ‬يمثل‭ ‬شعلة‭ ‬من‭ ‬الحب‭ ‬والمحبة‭ ‬والسلام‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المشاكل‭ ‬الموجودة‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الداخلية‭ ‬فصور‭ ‬النخلة‭ ‬بمصدر‭ ‬الغذاء‭ ‬فحبها‭ ‬من‭ ‬حب‭ ‬الأرض،‭ ‬وقد‭ ‬ذكر‭ ‬الموسوي‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬البحرينيين‭ ‬من‭ ‬الجيل‭ ‬الأول‭ ‬قد‭ ‬تأثروا‭ ‬بالفنان‭ ‬المحرقي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬فنه‭ ‬غنيا‭ ‬باللون‭ ‬والحركة‭ ‬والتعابير‭. ‬ وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬تحدث‭ ‬الأستاذ‭ ‬عمر‭ ‬الراشد‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬الفنان‭ ‬المحرقي‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬الحركة‭ ‬التشكيلية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬متابعة‭ ‬الأعمال‭ ‬والمعارض‭ ‬المقامة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزارة‭ ‬الإعلام‭ ‬آنذاك‭. ‬وأشار‭ ‬الراشد‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المحرقي‭ ‬قد‭ ‬جسد‭ ‬في‭ ‬أعماله‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الرمزيات‭ ‬المهمة‭ ‬للهوية‭ ‬البحرينية‭ ‬فقد‭ ‬جسدت‭ ‬أعمال‭ ‬المحرقي‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬صورها‭ ‬رحلة‭ ‬الغواص‭ ‬وما‭ ‬واجهه‭ ‬من‭ ‬أخطار،‭ ‬وتميزت‭ ‬أعماله‭ ‬ببصمة‭ ‬مميزة‭ ‬في‭ ‬البورتريه‭ ‬بطريقته‭ ‬الخاصة‭. ‬وقد‭ ‬أضاف‭ ‬الراشد‭ ‬أن‭ ‬المحرقي‭ ‬قد‭ ‬جسد‭ ‬رمزية‭ ‬خاصة‭ ‬به‭ ‬تناول‭ ‬بها‭ ‬العادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬والمهن‭ ‬بطريقة‭ ‬مختلفة‭ ‬جدا‭ ‬لا‭ ‬مثيل‭ ‬لها‭ ‬وقد‭ ‬قدم‭ ‬المحرقي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭ ‬ما‭ ‬أعطى‭ ‬العمل‭ ‬التشكيلي‭ ‬شكلا‭ ‬جديدا‭ ‬وحديثا‭ ‬مما‭ ‬جعله‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الفنانين‭ ‬التشكيليين‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وذلك‭ ‬لإضافاته‭ ‬المهمة‭ ‬والتطويرية‭ ‬للحركة‭ ‬التشكيلية‭ ‬العالمية‭. ‬وفي‭ ‬ختام‭ ‬الندوة‭ ‬وصف‭ ‬الفنان‭ ‬خالد‭ ‬المحرقي‭ ‬شخصية‭ ‬الفنان‭ ‬المحرقي‭ ‬الأب‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬الأسرة،‭ ‬حيث‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬وجوده‭ ‬الدائم‭ ‬في‭ ‬الأسرة‭ ‬وانهماكه‭ ‬في‭ ‬المشاريع‭ ‬الفنية‭ ‬الجديدة‭ ‬بشكل‭ ‬دائم،‭ ‬فوجود‭ ‬الفنان‭ ‬في‭ ‬منزله‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بشكل‭ ‬مريح‭ ‬يدفعه‭ ‬إلى‭ ‬مزاولة‭ ‬فنه‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬منزله‭. ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬فتح‭ ‬المجال‭ ‬لمداخلات‭ ‬الجمهور‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الأمسية‭ ‬وتم‭ ‬تكريم‭ ‬الفنانين‭ ‬المشاركين‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬المركز‭.‬

مشاركة :