تمرد «طباخ الرئيس» يفجر علامات استفهام داخل روسيا وخارجها

  • 6/24/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تتعامل الأجهزة الأمنية والعسكرية في روسيا، منذ الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، مع عصيان مسلح، أعلنه مؤسس مجموعة ׂفاغنر العسكرية الخاصة، بزعمه أن قواته تعرضت لقصف من الجيش الروسي، وهو ما نفاه الأخير. وتمرد يفغيني بريغوجين، مؤسس مجموعة فاغنر للمرتزقة، فجّر علامات استفهام داخل روسيا وخارجها، حول الدوافع والأسباب وراء العصيان العسكري، في واقعة غير مسبوقة في تاريخ روسيا الاتحادية. أولًا: يفغيني بريغوجين، من الشخصيات المقربة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويُطلق عليه لقب «طباخ بوتين».. وبعد خروجه من السجن، لاتهامه بالسرقة والاحتيال، افتتح العديد من المشاريع الكبيرة، بما ذلك مطعم فاخر في سانت بطرسبرغ، وبفضل علاقاته الوثيقة بالطبقة الحاكمة في روسيا، توسعت أعمال بريغوجين، خاصة عقب تولي ׂبوتين زمام الأمور في الكرملين، حيث حصلت شركة  كونكورد الغذائية التي أسسها بريغوجين في تسعينيات القرن الماضي على عقود حصرية ومربحة من الحكومة لتقديم الأطعمة خلال المراسم الرسمية، بما في ذلك حفل تنصيب بوتين وزيارة الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش، إلى سان بطرسبرغ، وعلى وقع ذلك، أُطلق عليه لقب «طباخ بوتين». ثانيًا: رغم أن الدستور الروسي لا يجيز إنشاء شركات عسكرية خاصة أو جيش مرتزقة، إذ ينص على أن مسؤولية الأمن والدفاع عن البلاد تقع على عاتق الدولة دون غيرها، في حين يحظر القانون الروسي على المواطنين الروس العمل كمرتزقة، ولكن القانون يسمح للشركات التي تديرها الحكومة بإنشاء وامتلاك قوات أمن مسلحة خاصة، وهي ثغرات قانونية تمثل منطقة رمادية شبه قانونية، تتيح لمجموعة فاغنر العمل. واللافت في مجموعة فاغنر ما يتمثل في علاقتها الوثيقة مع الحكومة الروسية، فضلًا عن نطاق انتشارها الكبير في بلدان إفريقية لتوفير الدعم والأمن لشركات التعدين الروسية والشركات التي تعمل معها، وقد نشطت مجموعة فاغنر أيضًا في سوريا، وأخيرًا في أوكرانيا. ثالثًا: سبق أن انتقد رئيس مجموعة فاغنر، قبادات الجيش الروسي، وتحدث عن خسائر روسيا «المستترة» من جراء الحرب في أوكرانيا. ولم تتدخل السلطات الروسية للرد أو محاسبة يفغيني بريغوجين، وهو المقرب من الرئيس بوتين. رابعًا: أقر بريغوجين، الثلاثاء الماضي، بقيادة وكالة أبحاث الإنترنت التي تُعرف باسم «مزرعة التصيد الإلكتروني» الروسية، التي أطلقت حملة تضليل واسعة النطاق للتأثير في نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، وفقًا لمكتب التحقيقات الفيدرالي، رغم أنه سبق أنْ نفى مزاعم التدخل في الانتخابات الأميركية، حيث اتخذ محاموه إجراءات قانونية ضد الصحفيين الذين ينشرون تقارير عن ارتباطه بالوكالة، أو «المزرعة». خامسًا: قبل أيام، تقدم قائد سابق في صفوف مرتزقة «مجموعة فاغنر» الروسية، بطلب لجوء إلى النرويج، بعد أن انشق عن الشركة العسكرية الروسية الخاصة المثيرة للجدل. وجرى اعتقال أندري ميدفيديف، 26 عامًا، من حرس الحدود عقب عبوره الحدود إلى النرويج وتحديدًا قرب وادي باسفيكدالين. سادسًا: اتّهم يفغيني بريغوجين، قائد قوات فاغنر، أمس الجمعة 23 يونيو/ حزيران 2023، الجيش الروسي بقصف معسكرات لقواته في أوكرانيا، ما أسفر عن مقتل عدد هائل من عناصر مجموعته شبه العسكرية الروسية، متوعّدًا بالانتقام. كل هذه الوقائع وتسلسلها، يثير علامات استفهام داخل روسيا وخارجها. كيف لم تتعامل السلطات الروسية بحزم ضد هذه التصرفات والتصريحات، حتى حدث العصيان المسلح اليوم، في واقعة تفجِّر بدورها، ردود فعل واسعة داخل روسيا وخارجها.

مشاركة :