رصد العلماء لأول مرة مليوني مجرة وكوازارات ونجوم بعيدة، ستساعد على إنشاء أكثر خريطة ثلاثية الأبعاد تفصيلية للكون على الإطلاق، ما سيزيد من فهمنا للكون ومجرتنا درب التبانة. ووفقا لما ذكره موقع “RT”، قد استخدم العلماء الأداة الطيفية للطاقة المظلمة (DESI) لالتقاط آلاف الصور للسماء ليلا. ولاحظ الفريق من جامعة دور هام أطياف الأجسام خارج المجرة، تحلل الضوء إلى ألوان أو أطوال موجية مختلفة تكشف عن معدل تمدد الكون، وكذلك الخصائص الفيزيائية للمجرات والكوازارات. وتأتي الدفعة الأولى من بيانات الدراسة التي يبلغ حجمها  80 تيرابايت، من أكثر من 3500 تعريض للسماء ليلا تم التقاطها على مدى ستة أشهر، خلال مرحلة “التحقق من صحة المسح” للتجربة في عامي 2020 و 2021. ويعد أحدث إصدار لهذه البيانات الخطوة الأولى لمشروع رسم خرائط لأكثر من 40 مليون مجرة وكوازارات ونجوم. وقال كارلوس فرينك، الأستاذ في جامعة دورهام، إن “DESI هي أكثر المشاريع طموحا حتى الآن. إنها تبحث عن إجابات لبعض الأسئلة الأساسية في العلم: مما يتكون كوننا؟ وكيف أصبح الأمر على ما هو عليه؟ وماذا يحمل المستقبل؟”. وتابع: “يلعب علماء الفلك في دورهام دورا رائدا في هذا التعاون الدولي الكبير وهم في طليعة الجهود المبذولة لتفسير البيانات الفريدة التي تقدمها أداة DESI بسلاسة”. ويهدف مشروع DESI الذي تبلغ مدته خمس سنوات، والذي تديره وزارة الطاقة الأمريكية من خلال مختبر لورانس بيركلي الوطني في كاليفورنيا، إلى رسم خريطة للبنية واسعة النطاق لكوننا على نطاق هائل ومجموعة واسعة من العصور الكونية. وتستخدم أداة DESI نحو 5 آلاف جهاز تحديد المواقع الآلي لتحريك الألياف الضوئية التي تلتقط الضوء من الأجسام التي تبعد ملايين أو مليارات السنين الضوئية. ويعد DESI أقوى مطياف مسح متعدد الأجسام، وهو أداة تفصل وتقيس أطوال موجات الضوء في العالم. ويمكنه تحليل الضوء من أكثر من 100 ألف مجرة في ليلة واحدة، وهو رقم قياسي عالمي، ويخبر هذا الضوء العلماء عن بُعد الجسم ومدى سرعة توسع الكون، وكيفية بناء خريطة ثلاثية الأبعاد لتوزيع المجرات.