تعتبر عملية سقوط الأمطار في دولة الإمارات أمراً نادراً جداً، بسبب طبيعتها الصحراوية، لكن مشاريع الاستمطار التي يقوم عليها برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، والتي يعتمد عليها أكثر من 40 دولة حول العالم، تعِد بسقوط كميات كبيرة من الأمطار في المستقبل، فهو يساعد على إعطاء فرص أكبر للحصول على المياه العذبة. وقال عمر اليزيدي، مدير إدارة البحوث والتطوير والتدريب في المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، إن برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار يهدف إلى تعزيز عمليات سقوط الأمطار في الدولة، حيث إنه الآن يمكن دراسة الغيوم على نطاق أوسع، وأكثر تفصيلاً ليتم توجيه برامج الاستمطار بنجاح، موضحاً أنه تم الربط مع نظم القياس في كل من: مملكة البحرين، وسلطنة عُمان، لتوفير المزيد من البيانات التي تساعد على التنبؤ بالتغيرات المناخية التي تحدث بشكل سريع، ليكون ذلك بديلاً عن إلقاء نظرة فقط على الصور الملتقطة لتشكل السحب في سماء دولة الإمارات. وأشار إلى أن المنطقة الجبلية التي تربط بين سلطنة عمان ودولة الإمارات توفر فرصاً كبيرة للاستمطار خلال فصلي الصيف والشتاء، حيث إنه تمت دراسة أكثر من 150 حالة لاستمطار السحب، لتوقع النتائج المحتملة، وتفعيل عملية الاستمطار، والحصول على أقصى نتائج ممكنة، كما أنه تم استثمار البنية التحتية المتطورة، وبناء محطات للأرصاد الجوية لضمان تغطية العديد من المناطق. وأكد أن عملية تطعيم السحب في مشاريع الاستمطار تنجح فقط إذا توفرت خطط عمل صحيحة ومناسبة، فإننا نحاول أن نحصل على الحد الأقصى من الأمطار من كل سحابة ممطرة، إضافة إلى ذلك فإننا نحتاج إلى الكثير من البيانات والمعلومات على مر الزمان، وذلك ليتم تحديد الاتجاه واستخلاص النتائج الإحصائية لكميات الأمطار. وأضاف أنه تم تكليف فريق من المختصين في المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل ليقوموا بتطعيم السحب باستخدام كميات من مركبات الكبريت والبوتاسيوم كجزء من عمليات استمطار السحب التي تجرى في أجزاء مختلفة من البلاد، وذلك من الوسائل التي تتبع من خلال عمليات الاستمطار التي تجرى في دولة الإمارات. تساقطت أمس أمطار ما بين الخفيفة و المتوسطة على مناطق متفرقة من الدولة، حيث شهدت البلاد امتداداً لمنخفض جوي ترافق برياح شمالية غربية رطبة، أدت إلى تكاثف السحب الركامية وتراجع في درجات الحرارة. وشهدت العاصمة أبوظبي وضواحيها في ساعات ما بعد الظهر أمس الجمعة هطول أمطار خفيفة ترافقت مع انخفاض في درجات الحرارة خاصة في ساعات المساء والليل، حيث وصلت إلى مادون 17 درجة مئوية. وتأثرت العاصمة بهبوب لرياح شمالية غربية رطبة بلغت سرعتها من 25 إلى 33 كلم في الساعة، وفي بعض الأحيان تجاوزت سرعتها 40 كلم، حيث تحول الطقس إلى غائم بشكل عام، ما أدى إلى حجب أشعة الشمس بشكل كامل بسبب كثافة السحب. وتوقع المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل أن يستمر طقس اليوم السبت غائماً جزئياً، وتزداد كميات السحب من حين لآخر، وقد يصاحبها سقوط بعض الأمطار، والرياح خفيفة إلى معتدلة السرعة تنشط أحياناً، والبحر متوسط الموج في الخليج العربي وفي بحر عمان يضطرب أحياناً مع وجود السحب، وتزداد الرطوبة النسبية في ساعات الليل والصباح الباكر على المناطق الداخلية. وتتراوح درجات الحرارة العظمى المتوقعة ما بين 26 إلى 32 درجة في المناطق الداخلية، ومن 23 إلى 26 درجة في المناطق الساحلية، أما المناطق الجبلية فتتراوح ما بين 17 إلى 24 درجة. وتستمر غداً الأحد حالة عدم الاستقرار الجوي، حيث يكون الطقس غائماً جزئياً إلى غائم أحياناً، وتزداد كميات السحب خاصة غرباً وعلى الجزر، ويحتمل سقوط بعض الأمطار، والرياح معتدلة السرعة تنشط أحياناً، والبحر متوسط الموج في الخليج العربي وفي بحر عمان يضطرب أحياناً مع وجود السحب، وتزداد الرطوبة النسبية في ساعات الليل والصباح الباكر على بعض المناطق الداخلية.
مشاركة :