أكد هيرمان ريدل، الشريك والمدير الإداري في مجموعة بوسطن كونسلتينج بالشرق الأوسط، أن دولة الإمارات شهدت على مدى العقد الماضي تطورات تكنولوجية كبرى ساهمت في إعادة صياغة المشهد الرقمي فيها، ما أدى إلى ازدهار اقتصادات الإنترنت عالية التطور. قال ريدل لالخليج: تماشياً مع حركة التطور هذه، شهد قطاع الإنترنت في المنطقة خلال السنوات الأخيرة خطوات سباقة، حيث كانت شركات الاتصالات في السعودية والإمارات ضمن أولى الشركات على مستوى المنطقة التي تطرح شبكات الجيل الرابع. وفي موازاة ذلك، وعلى صعيد إنشاء بنية تحتية من الألياف الضوئية عريضة النطاق، قطعت دولة الإمارات وقطر أشواطاً كبيرة بالمقارنة بدول المنطقة، علاوة على ذلك، تتسم دول الخليج في الوقت الحاضر بأحد أعلى معدلات انتشار الهواتف الذكية في العالم. وسائل التواصل وعلى صعيد وسائل التواصل الاجتماعي، سجلت السعودية والإمارات نسباً وأرقاماً كبيرتين، حيث تشير التقارير الأخيرة إلى أن يوتيوب قد جذب أكثر من 90 مليون مشاهدة يومياً، وفي العام 2014، كشفت الأبحاث أن الإمارات تتسم بأعلى نسبة لانتشار لينكد إن في المنطقة. وأضاف ريدل: أظهرت التقارير أن الإمارات تتسم بأعلى معدل لانتشار فيسبوك بنسبة 44٪، وفي ضوء هذه الأرقام، شهدت كل من الإمارات والسعودية خلال السنوات الماضية نمواً قوياً جداً في كثافة استخدام الإنترنت (e-Intensity)، وقد تم إثبات ذلك من خلال مؤشر كثافة استخدام الإنترنت 2015 المعتمد من قبل مجموعة بوسطن كونسلتينج والذي يقيس مدى نضوج 85 من اقتصادات الإنترنت استناداً إلى 3 عناصر أساسية، هي: التمكين والمشاركة والإنفاق. وقال ريدل: أصدرت المجموعة تقريرها حول مؤشر كثافة استخدام الإنترنت في نهاية 2015، حيث يقدم لمحة مفصلة حول عمق ومدى شمولية النشاط الرقمي في 85 من اقتصادات الإنترنت - بما في ذلك 28 دولة تمثّل كافة أعضاء الاتحاد الأوروبي وأغلبية الدول في أمريكا اللاتينية وآسيا و14 دولة إفريقية - إلى جانب قياس مستويات العرض على البنية التحتية للإنترنت ومعدلات استخدام والطلب على خدمات الإنترنت. اقتصاد الإنترنت وقد نجحت كل من دولة الإمارات والسعودية في احتلال المرتبة 30 و45، على التوالي، وتقدمتا على مجموعة من الدول الأخرى المشمولة في المؤشر بفضل النضج القوي لاقتصاد الإنترنت الخاص بهما. وأوضح ريدل أنه ورغم نتائج المؤشر الإيجابية (129 لدولة الإمارات و88 للسعودية)، فإن إمكانات الإنترنت الضخمة التي يتحلى بها هذان البلدان لا تزال غير مستغلة نسبياً، ولا سيما بالنظر إلى أن كليهمايتمتع بارتفاع الناتج المحلي الإجمالي للفرد. وتساءل ريدل: لماذا لا تواكب الإمارات والسعودية اللتان تتمتعان بهذا المعدل الكبير في استخدام الإنترنت وارتفاع الناتج المحلي الإجمالي للفرد، الدول الغربية مثل بلجيكا وأيرلندا وإسبانيا والجمهورية التشيكية، في حين يجدر بهما أن يتصدرا الطليعة؟ وقال إن إجابة هذا السؤال متعددة الأوجه، إذ لا يزال سوق التجارة الإلكترونية على مستوى قطاع التعاملات التجارية ما بين الشركات والتعاملات التجارية ما بين الشركات والمستهلكين في الإمارات والسعودية متراجعاً بالمقارنة مع الاقتصادات الغربية، لكن بالمقابل، فعلى مستوى التعاملات التجارية ما بين الحكومة والشركات، فإن الحكومتين تسجلان عادة أداء أعلى بكثير من المعايير الغربية.
مشاركة :