انطلاقاً من توجيهات وحرص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، المتعلقة بإسعاد الناس من مواطنين ومقيمين وزوار، تسعى بلدية دبي للمساهمة الفاعلة في تحقيق هذه الرؤية من خلال مجالات عدة، من بينها تجميل طرق، وميادين، وأرصفة، وحدائق المدينة بأجمل أنواع شتلات الزهور والشجيرات والأشجار، وباستخدام تصاميم مبتكرة تحاكي التطور الحضاري الحاصل في الإمارة، حيث ينتج مشتل البلدية قرابة 200 مليون شتلة زهور سنوياً، يتم تحديدها وتوزيعها وإنتاجها وفق خطط وبرامج الاحتياجات الذي يعد سنوياً بشكل مسبق. وقال المهندس حسين ناصر لوتاه مدير عام بلدية دبي: تسعى البلدية دائماً إلى إيجاد بيئة عمل محفزة للإبداع والابتكار في مجال التخضير والبستنة، وتطبيق هذه الإبداعات على أرض الواقع، إذ إن التطوير والتحديث المستمرين، صارا نهجاً نسير عليه بفضل توجيهات القيادة العليا في حكومتنا، ولهذا فنحن نسعى دائماً إلى تحسين خدماتنا وضمان جودتها وتميزها للوصول إلى غايتنا وهي إسعاد الناس والمجتمع، وذلك بمزيد من العمل الشاق المبدع والمبتكر معاً، فمساحات التخضير والبستنة في طرق وميادين الإمارة والاهتمام بها وتطويرها كان ولا يزال من أول اهتماماتنا لما لها من دور في تحسين الظروف البيئية وتجميل المدينة وإسعاد الناس، وتحسين نوعية الهواء، والتقليل من المناطق الحرارية عبر التخضير والزراعة. بنية تحتية كما أكد أن ما وصلت إليه مساحات الزراعة التجميلية في الطرق والحدائق في الإمارة، وبشكل خاص مساحات مسطحات الزهور المتنوعة، من تطور وإبداع في التصاميم لم يكن ليتحقق دون وجود موارد بشرية مدربة ذات كفاءة عالية تعمل كفريق واحد في إدارة الحدائق العامة والزراعة، إضافة إلى توفر كافة مستلزمات الإنتاج والزراعة والصيانة، مشيراً إلى أن البلدية لديها مشتل ينتج قرابة 200 مليون شتلة زهور سنوياً، يتم تحديدها وتوزيعها وإنتاجها وفق خطط وبرامج الاحتياجات الذي يعد سنوياً بشكل مسبق وتمتلك إدارة الحدائق العامة والزراعة أدوات ومكائن متخصصة للزراعة والصيانة، وتسعى باستمرار إلى البحث عن كل ما هو جديد ومبتكر في مجال زراعة الزهور الموسمية من خلال المشاركة في المعارض والمؤتمرات التخصصية ذات العلاقة، أو استيراد الأنواع المناسبة من الزهور وإكثارها محليا، مشيرا إلى أن البلدية ترحب دائماً بأية مقترحات أو أفكار لتطوير وتحسين خدماتها في مجال الزراعة التجميلية وتنسيق مساحات الزهور، سواء كان بإدخال أصناف جديدة، أو تنسيق الألوان والتصاميم، أو أي اقتراح من شأنه إسعاد المجتمع، وتحسين وتجميل المظهر العام للمدينة. 56 مليون شتلة من جهته أشار المهندس محمد عبدالرحمن العوضي مدير إدارة الحدائق العامة والزراعة الى أن أعداد الزهور التي تمت زراعتها خلال العام الماضي بلغت 56 مليون شتلة موزعة على ثلاث عروات رئيسية، مبينا أنه تماشيا مع التنمية الحضارية المتسارعة وارتفاع عدد زوار الإمارة فقد أصبح اتباع نهج منسق في زراعة الزهور أمراً ضرورياً لضمان تواجد مساحات زهور بألوان زاهية على مدار العام، والتي تمتد على أكثر من 1.5 مليون متر مربع ضمن طرق، وميادين، وحدائق المدينة. وذكر أن البلدية تستخدم العديد من الأنواع والأصناف للتنويع والتجديد وحتى لا تعتاد عين المقيم او الزائر على نفس المزروعات طوال العام وكل عام، إذ يتم تغيير أنواع الزهور وأيضا اشكال تصاميمها، موضحا ان الأنواع المستخدمة من الزهور تشمل: البيتونيا، والماري جولد، وزينيا، وأليسم، ووينكا، والانترهينم، والبلارجونيوم، والكريزانثيمم، والسالفيا، والاجيراتم، وغيرها من الأصناف التي يتم تحديدها واختيارها بعناية فائقة، مستندين في ذلك إلى نتائج الأبحاث والتجارب الصادرة عن محطة الأبحاث التابعة لإدارة الحدائق العامة والزراعة. محطة تجارب الزهور وقال العوضي: بهدف مواكبة آخر ما توصل إليه العلم في مجال تحسين الزهور الموسمية، فقد أنشأت إدارة الحدائق العامة والزراعة محطة للتجارب والأبحاث خاصة بالزهور الموسمية على مساحة تقدر بـحوالي 10,000 متر مربع، وتتسع لأكثر من 120 صنفاً في المرة الواحدة، وتعمل المحطة على تقييم النباتات بطريقة علمية ومعايير محددة، أهمها قطر الزهرة، وفترة حياة الزهور، وتغطية التربة، وتغطية الزهور للنبات، وتجانس النمو، ونقاوة لون الزهرة، وتشابه الزهور، ومقاومتها للإصابة بالأمراض أو الحشرات، منتهجين في ذلك معايير الحوكمة عند تحديد الأصناف التي يتم شرائها للإنتاج، كما يتم اتباع الأنظمة العالمية عند التقييم وهي التقييم بطريقتي: المقارنة والمشاهدة. التصميم ونظراً لما يتطلبه تصميم مساحات الزهور في الطرق والميادين العامة من تخصصية في العمل، قامت إدارة الحدائق العامة والزراعة بتشكيل فريق عمل متخصص في هذا المجال من الكفاءات المواطنة، مهمته دراسة المواقع المطلوب زراعتها بالزهور، وإعداد التصاميم اللازمة والمناسبة لها، مستنداً في ذلك إلى عدة أسس ومعايير أهمها: طبيعة المنطقة تخطيطياً (سكنية أو تجارية أو صناعية)، وسرعة الشارع الذي ستشمله الزراعة، وزاوية النظر، وشكل الأحواض المخصصة للزراعة ومساحتها، بالإضافة إلى نوعية الخدمات والمرافق والمباني المحيطة. محمد العوضي: 15 ليتر ماء يومياً للمتر المربع في الصيف قال المهندس محمد عبدالرحمن العوضي: إن صيانة مساحات الزهور وضمان الحصول على مظهر متناسق لها على مدار العروة الواحدة يتطلب المتابعة الحثيثة والصيانة المستمرة من قبل الإدارة، حيث تعمل فرق الصيانة على مراقبة أحواض الزهور بشكل متواصل بما في ذلك أيام الإجازات والعطل الرسمية، إذ لدى الإدارة إضافة إلى فرق الصيانة الدورية فريق للطوارئ، فبعد أن يتم الانتهاء من زراعة الشتلات التي تم نقلها من مشاتل البلدية إلى مواقع زراعتها في الطرقات العامة والميادين، تبدأ مرحلة جديدة من العمليات الفنية للوصول إلى الألوان الزاهية التي نشاهدها على جوانب الطرق، أهمها عمليات الري والتأكد من توصيل الكميات المناسبة لكل نبات. حيث يتم استخدام شبكات الري بالتنقيط ويحتاج كل متر مربع من الزهور إلى 15 ليتر ماء يومياً خلال فصل الصيف، وتقل قليلاً خلال فصل الشتاء لتصل إلى 11 ليتراً يومياً لكل متر مربع من الزهور، ويتعين مراقبة شبكة الري والإبلاغ الفوري عن الأعطال لإصلاحها، كذلك التسميد واختيار العناصر الملائمة لكل مرحلة من مراحل نمو النبات وبشكل خاص التسميد العضوي، فالأزهار الحولية تعتمد أساساً على الأسمدة العضوية التي يتم إضافتها عند الزراعة، حيث إن فترة تواجدها بالتربة قليلة لا تتعدى 4 شهور للعروة الواحدة، أما الزهور المستديمة فهي التي تحتاج إلى التسميد العضوي ولو مرة على الأقل سنوياً، حيث تضاف الأسمدة العضوية خلال فترة الشتاء بمعدل 4.5 كيلوغرامات للمتر المربع وتقلب جيداً مع التربة وتروى، هذا بالإضافة إلى العمليات المساندة الأخرى مثل تهوية التربة وإزالة الأعشاب الضارة ومكافحة الآفات وضمان نقاوة الألوان وتفقد شبكات الري بشكل مستمر.
مشاركة :