مع طول عمر السيارة، لا بد أن تتعرّض المواد المستخدمة في تصنيعها لعوامل التلف والتمزّق. تخيّل فقط مجرّد الجلوس المتكرر على مقاعدها، والاتكاء على مساند الأذرع، والقبض على عجلة القيادة، والعبث بالتجهيزات. فما الذي تفعله فورد لضمان جاهزية سياراتها لخوض هذا التحدّي؟ يُخضع مهندسو فورد المواد المستخدمة داخل سيارات فورد إلى سلسلة من الاختبارات الدقيقة والصارمة، للمساعدة في ضمان صمود الأقمشة والجلود وخامات البلاستيك أمام العوامل الخارجية الطارئة، حيث تشدّ وتخدش وتمزّق وتختبر روائحها وتلطّخها بالبقع مثل الشحم، الأوساخ، والقهوة الساخنة لمعرفة مدى تحمّلها لاختبار الزمن. وتُجرى هذه الاختبارات لضمان أن تتحمّل هذه المواد عوامل عدة أكثر من مجرّد انسكاب كوب من القهوة، أو خدش بأداة حادة، أو أية احتكاكات أو تمزّقات عرضية، وذلك قبل أن تتعرّض هذه المواد للكسر أو التلف النهائي. وفيما يلي بعض من هذه «المحن» غير الاعتيادية التي ينبغي أن تمرّ بها المواد المستخدمة في فورد: - اختبار الخدش بخمس أصابع: ويستخدم لخدش عينات بلاستيكية مختلفة لمعرفة مدى تحمّلها سوء الاستعمال - اختبار التلوّث بالتراب وقابلية التنظيف، وتسكب فيه مواد مختلفة على نسيج المقاعد لتقويم مدى سهولة تنظيفها في ما بعد، واختبار مقاومتها الكلية للبقع. - اختبار مقاومة تغيير الصبغة، إذ يُفرك الجلد الُمستخدم في مقاعد السيارات بمواد من ألوان مختلفة (مثل أقمشة الجينز الزرقاء الجديدة، التي يعرف عنها دورها بإتلاف المقاعد الجلدية البيضاء على المدى الطويل)، ثم ملاحظة ظهور أية بقع ظاهرة على الجلد. - اختبار التمزيق، وفيه تثبّت قطع من نسيج المقاعد على بكرات دائرية، وتدوّر بسرعة 600 دورة في الدقيقة، بينما تضرب في شكل متكرر بكرة حديدية ذات أشواك معدنية لاختبار مدى قوة النسيج. كما يختبر فريق من الفاحصين روائح عينات من المواد المستخدمة داخل السيارات، ثم تقوّم لمساعدة المهندسين في إعداد مقصورات داخلية خالية من الروائح. وتُعدّ هذه التجارب الدقيقة شهادة بالتزام فورد الراسخ نحو عملائها بأن تُقدم لهم سيارات بمعايير نوعية عالية، تبقى في أفضل حالاتها طوال دورة حياتها، وأن تقوم بكل ما هو ضروري لضمان توفير أعلى مقاييس المتانة والراحة التامة.
مشاركة :