تمثل الحوادث المرورية هاجسا كبيرا للجميع دون استثناء، بدءا من الأسرة وخوفها على أفرادها، مرورا بالمجتمع والمسئولين ومختلف القطاعات؛ لاستنزافها الطاقات البشرية، إضافة إلى ما تكبده من مشاكل اجتماعية ونفسية وخسائر مادية ضخمة، مما أصبح لزاما العمل على إيجاد الحلول والاقتراحات ووضعها موضع التنفيذ؛ للحد من هذه الحوادث أو على أقل تقدير معالجة أسبابها والتخفيف من آثارها السلبية، مما استحدثت عدد من الشركات الصناعية أقساما خاصة في الهيكل التنظيمي عن المسئولية المرورية لتقوم بتوعية منسوبيها وأسرهم. الاستماع إلى أسباب وقوع الحوادث المرورية من المختصين يختلف عن قراءة خبر أو تخمين عندما تشاهد حادثا على الطريق أو تتهم أي جهة بالتقصير، والحقيقة أن الندوة التي عقدتها «اليوم» مؤخرا عن الحوادث المرورية بالجبيل أكدت أن ذلك يمثل هاجسا وقلقا لكافة الجهات وخاصة المسئولين عن المرور وعندما طرحت السؤال عن أهمية تكثيف الدوريات المرورية خاصة على طريق 1 كانت الإجابة مقنعة بأن الحادث الأخير الذي راح ضحيته شخصان كانت الدورية على مسافة كيلو واحد. اتفق الجميع على أن سلوكيات السائق السبب الأول في وقوع الحوادث، وعندما يكون مرهقا يصبح نظره مشوشاً بعد انتهاء عمله من الوردية التي يعمل بها؛ نظرا لطبيعة عمله في مصانع الجبيل، حيث يتقلص حقل الرؤية، وبالتالي يصبح غير قادر على التقدير الصحيح لسرعة تنقل الأشياء المتحركة، كما تكون ردود أفعاله بطيئة وأقل استجابة لمفاجآت الطريق؛ مما يؤدي إلى انحراف المركبة عن المسار ووقوع الحادث. لم يكن استخدام الجوال أثناء القيادة بعيدا عن السبب الرئيسي في وقوع الحوادث، مما اعتبر الحضور ان ذلك يعد هما آخر لمشاهدة العديد من السائقين ينشغل بإرسال رسالة حيث تتطلب وظيفة السياقة تركيزا عالياً من جانب السائق، فهناك ظروف تواجه السائق لا تحتمل تصرفا خاطئا، كما انها تحتم عليه التصرف بيقظة وبسرعة فائقة؛ لتفادي تلك الظروف التي قد تكون سببا في كارثة تكلف السائق والمجتمع خسائر لا ينفع الندم بعدها. نتفق جميعا أن الحادث المروري خطأ بشري ارتكبه السائق ولنتحدث بكل صراحة نشاهد بعض السائقين ينتهك أنظمة وقواعد المرور بقطع إشارة أو عكس سير، وهذا ما أعلن عنه مدير مرور الجبيل بقطع 675 إشارة في شهر واحد، وآخر ينشغل بجواله ويلتف من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار دون اهتمام، مما يوجب إعادة التشريعات، وأن تكون حازمة ضد من يستهتر بحياة الآخرين.
مشاركة :