الحجاج يقضون «التروية» بمنى عشية وقفة عرفات

  • 6/27/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

استقبلت آلاف الخيم في مشعر منى حجاج بيت الله الحرام في يوم التروية، وعشية التوجه إلى صعيد عرفة لأداء ركن الحج الأعظم، وسط مشاعر إيمانية فياضة، في حين حذرت السلطات السعودية ضيوف الرحمن من التعرض لأشعة الشمس، وحثت المرضى وكبار السن على تجنب أداء المناسك بمنتصف النهار. وسط أجواء حارة ومشاعر إيمانية فياضة وتوقعات بتسجيل رقم قياسي بعدد المشاركين في أداء الركن الخامس من الإسلام، بدأ ضيوف الرحمن، أمس، مناسك الحج بقضاء يوم التروية في مشعر منى، الذي شهد منذ وقت مبكر من صباح الأمس استعدادات خدمية واسعة ومتطورة، لتوفير سبل الراحة والطمأنينة لحجاج بيت الله الحرام، حتى يتمكنوا من أداء نسكهم والوقوف بصعيد عرفة اليوم، بكل يسر وخشوع. وجرت عملية تفويج حجاج الخارج إلى مشعر منى وفق مسارات وأوقات محددة، ووسط تشديدات أمنية مكثفة لمنع دخول أي سيارة أو حافلة لا تحمل تصريحا بدخول المشاعر المقدسة استعدادا لأداء ركن الحج الأكبر. وكشف رئيس وحدة التفويج في وزارة الحج والعمرة السعودية د. محمد القرني أن هناك مليونا و50 ألف حاج، يتم نقلهم منذ ليل الأحد وعلى مدار 14 ساعة، بدءا من الساعة 8 مساء الأحد وحتى العاشرة صباح الاثنين، للدخول إلى مشعر منى، خلال توقيت معين وتحديد الطرق لكل حافلة، لضمان انسيابة الحركة المرورية دون تأخير. وأوضح القرني أن عملية التفويج استمرت حتى ظهر الاثنين، في الوقت الذي تستكمل وفود حجاج الداخل والبالغ عددهم 180 ألف حاج، القدوم إلى مقرات سكنهم في مشعر منى بعد الانتهاء من طواف القدوم بمكة المكرمة. وذكر أنّ وزارة النقل تتابع انسيابية تنقل الحجاج عبر طائرات مسيرة، بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي. كذلك وفرت حافلات ذاتية القيادة تحمل كل منها 11 راكبا لتسهيل تنقل الحجاج بين المشاعر المقدسة. وفي ذروة الحج، يتوجه المصلون اليوم الثلاثاء إلى جبل عرفات حيث يمضون النهار في الصلاة والدعاء تحت أشعة الشمس، قبل أن يغادروا باتجاه مزدلفة للمبيت فيها ومنها لموقع رمي الجمرات، ثم إلى المسجد الحرام لأداء طواف الوداع. وليل الأحد، أنهى مئات الآلاف من الحجاج الطواف في المسجد الحرام بمكة. وحمل الكثير منهم مظلات ملوّنة للاحتماء من أشعة الشمس الحارقة حيث تجاوزت الحرارة 44 درجة مئوية ظهرا. وبعد ذلك، بدأوا في شق طريقهم إلى منى، حيث باتوا في الخيم البيضاء المكيفة المتراصة بدقة. وتقع منى في واد تحيط به الجبال الصخرية، على بعد حوالى سبعة كيلومترات من المسجد الحرام، وتتحول كل عام إلى مخيم واسع للحجاج. أرقام قياسية ووصل أكثر من 1.62 مليون حاجّ من خارج المملكة، على ما أعلنت السلطات السعوديّة. ويتجاوز هذا الرقم عدد الحجيج العام الماضي (926 ألف حاج) بفارق كبير، حيث تتوقع السلطات السعودية أن يشارك أكثر من 2.5 مليون حاج من 160 بلدا في «أكبر موسم حج في التاريخ». وقال التاجر السوري محمد حجوج، 59 عاما، وهو يغالب دموعه «أنا أؤدي فريضة الحج. لا أزال لا أصدق ذلك». وأكّد الموظف النيجيري سليم ابراهيم، 39 عاما: «حتى لو كانت الحرارة أقوى سأؤدي الحج مجدداً. أنها تجربة تستحق العناء»، مشيراً إلى أنه يواجه الحرارة بشرب كميات كبيرة من المياه. وفيما كان يبحث عن موقع سكنه في منى ليل الأحد ـ الاثنين، قال المهندس السوري فواز عبدالله، 48 عاما، الذي يحج مع زوجته للمرة الأولى «اشعر بسعادة لا توصف. أشعر أنني سأولد من جديد». حر ونصائح في غضون ذلك، دعت وزارة الصحة الحجاج لاستخدام المظلات خلال النهار كما أعطت نصائح مختلفة «لتجنب ضربات الشمس»، من بينها دعوة المرضى وكبار السن لتجنب أداء المناسك في منتصف النهار. وقامت سلطات المملكة بتعزيز الإجراءات الطبية في العاصمة المقدسة لتسهيل أداء فريضة الحج التي تمثل تحدياً كبيرا لها على مستوى تنظيمها الإداري والأمني. وجهزت 4 مستشفيات و26 مركزاً صحياً أصبحت جاهزة للتعامل مع أي حالات صحية في منطقة منى، بالإضافة لنشر 190 سيارة إسعاف. وفي ساحات المسجد الحرام، يتم رش الرذاذ المائي من أعمدة طويلة ومراوح ضخمة على مدار الساعة، فيما يقوم رجال أمن برش المياه على وجوه الحجاج. وقد يكون أداء مناسك الحجّ مرهقاً جسدياً، حتّى في الظروف المثاليّة، لكنّ الحجّاج يواجهون تحدّياً إضافياً مع اشتداد درجات الحرارة، إذ يؤدون المناسك تحت شمس حارقة وفي أجواء خانقة، تتسبب في كثير من الأحيان في ضربات شمس وحالات إعياء إضافة إلى توقف عضلة القلب. وتوقع المركز الوطني للأرصاد أن تراوح الحرارة في مكة بين 43-45 درجة نهارا خلال موسم الحج. ومنذ عام 2017، يحل موسم الحج في أشهر أغسطس ويوليو ويونيو، الأكثر حرا في السعودية ومنطقة الخليج. وتمنع المملكة العمل في الهواء الطلق من الساعة 12 ظهراً حتى الساعة الثالثة عصراً بدءا من 15 يونيو ولمدة ثلاثة أشهر. لكنّ غالبية المناسك تتم في الهواء الطلق خصوصا خلال الوقوف على عرفات. أمن وسلامة كما حذرت النيابة العامة السعودية من الاعتداء على رجال الأمن أثناء تأديتهم مهامهم، مشيرة إلى أن هذه الجريمة تستوجب التوقيف وتطبيق «العقوبة المغلظة». وانتشرت سيّارات المطافئ بألوانها الصفراء المميّزة في أرجاء الأراضي المقدسة، إذ سبق أن تسبّبت حرائق في حوادث دامية خاصة في منى التي تحولت إلى أكبر مدينة خيام على مستوى العالم.

مشاركة :