نظم أحوازيون مظاهرة، أمس، في العاصمة السياسية الهولندية لاهاي، ضد انتهاكات حقوق الإنسان والتنديد بـ«الاحتلال» الإيراني وتدخلات إيران في شؤون الدول العربية وسط مشاركة عربية واسعة من الجاليات العراقية والسورية والفلسطينية. وسارت المظاهرة من وسط لاهاي قبل التوقف أمام محكمة الجنايات الدولية ورفع المتظاهرون أعلام الأحواز ودول عربية ولافتات باللغتين العربية والإنجليزية تشير إلى معاناة السجناء السياسيين وأخرى تندد بعمليات الإعدام الواسعة التي راح ضحيتها عدد كبير من الأحوازيين وطالب المتظاهرون محكمة الجنايات الدولية والمنظمات الدولية بالتدخل لوقف الانتهاكات ومنع تنفيذ مزيد من الإعدامات والاعتقالات التعسفية بحق أصحاب الرأي والمطالبين بـ«تحرر» الأحواز من «الاحتلال» الإيراني. في هذا الصدد، قال مسؤول المكتب الإعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز، يعقوب حر التستري لـ«الشرق الأوسط»: إن «حركة النضال العربي تتجه إلى تصعيد نشاطها السياسي والإعلامي في عدد من مناطق العالم وخاصة العواصم الأوروبية وأروقة المؤسسات الدولية لتسليط الضوء على جرائم النظام الإيراني ضد الشعب العربي الأحوازي خاصة عمليات الإعدام الواسعة ضد أبناء أرضنا السلبية». وفي إشارة إلى مظاهرات شهدتها كل من كوبنهاغن وفيينا على مدى الأسبوعين الماضيين، أكد التستري مواصلة الأحوازيين ضغوطهم على المراكز الأوروبية من خلال مظاهرات وندوات ومؤتمرات سياسية تشرح واقع الأحواز والممارسات الإيرانية ضد الأحوازيين وشدد على ضرورة استمرار تلك الضغوط ومناشدة الرأي العام الأوروبي في ظل تقارب بين الحكومات الأوروبية والحكومة الإيرانية على الصعيدين الاقتصادي والسياسي. في سياق متصل، أوضح التستري أن الحراك الأحوازي يوجه «رسالة طمأنة لشعبنا الأحوازي على ثبات واستمرار الحركة لنهجها المقاوم للاحتلال الفارسي حتى التحرير وفي نفس الوقت رسالة تضامن مع الأسرى وعوائل الشهداء». وأضاف: «إننا نهدف إلى وضع قضيتنا في الخارطة السياسية للمنطقة ولا سيما في ظل المتغيرات الكبيرة والتاريخية التي تشهدها المنطقة». ووصف بيان منظمي المظاهرة أنها تأتي ردا على «الجرائم التي تنطبق عليها جميع مواصفات جرائم الحرب من حيث بشاعتها وأعداد ومواصفات ضحاياها» واتهم البيان إيران بارتكاب «جرائم عنصرية» ضد العرب والبلوش والأذريين والأكراد والتركمان. وذكر البيان أنه «من المستغرب أن يفلت من العقاب المسؤولون الإيرانيون المدانون بارتكاب تلك الجرائم ضد الشعوب غير الفارسية والمثبتة بالأدلة والشواهد أن يفلتوا من العقاب أو الملاحقة هنا في العالم الحر لا بل يسافر بعضهم ويتنقل بكل حرية بين البلاد الأوروبية». وطالب البيان المحكمة الجنائية الدولية بلزوم اتخاذها موقفا ضد المسؤولين الإيرانيين إضافة إلى مطالبتهم بالحصول على مشورة مساندة قانونية لملاحقة من يرتكبون جرائم ضد المدمنين. وكذلك طالبت المحكمة الجنائية الدولية بإرسال فريق تقص ومبعوث خاص لأخذ شهادات وتوثيق الانتهاكات من ذوي الضحايا وتشكيل ملف قضائي ضد المسؤولين الإيرانيين. وناشد البيان «العالم الحر» بكسر حاجز الصمت تجاه ما يحدث للعرب في الأحواز من «إبادة جماعية وتهجير قسري وتطهير عرقي» والتحرك «لكي لا تتمادي إيران في قتل وتجويع والتنكيل» بالعرب في الأحواز.
مشاركة :