يصر الكثيرون من حجاج الداخل والخارج على اصطحاب أطفال في أعمار مختلفة خلال رحلة الحج التي تبقى محفورة في القلوب وعالقة في الأذهان سنوات طويلة. ويترك الحج بصمة لا تمحى على التطور الروحي للأفراد، بمن في ذلك الأطفال، حيث يسهم في تشكيل وتقوية إيمان الطفل، وتعزيز الشعور بالانتماء والهوية داخل المجتمع الإسلامي، ويمكن للأطفال خلال هذه التجربة الدينية الفريدة التفاعل مع أشخاص من ثقافات ولغات وخلفيات مختلفة، وتعزيز المفاهيم الإيجابية مثل التسامح والقبول والوحدة والمساواة. ومن خلال زيارة الأماكن المختلفة من المشاعر المقدسة والاستماع إلى القصص التي تقف وراءها، يمكن للأطفال الحصول على تقدير أعمق للإسلام، والتعرف على التاريخ الإسلامي وحياة شخصيات مهمة مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته وأصحابه. وإضافة إلى ذلك يعد الحج تجربة لتعزيز الروابط الأسرية بين الأولياء والأطفال، والتي تمكن العائلات من دعم بعضهم بعضا طوال الرحلة، والمشاركة في المناسك جنبا إلى جنب، وتكوين ذكريات خالدة لا تنسى. وتفاعلت وكالة الخدمات الاجتماعية والتطوعية والإنسانية بشؤون الحرمين مع حج الأطفال الصغار، فوزعت أساور معصم اليد للزائر الصغير في المسجد الحرام ضمن مبادرة «حفاوة» التي تندرج ضمن حملة الرئاسة «خدمة الحاج والزائر وسام فخر لنا» في عامها الـ11 تحت شعار «من الوصول إلى الحصول». وأوضح مدير عام الإدارة العامة للخدمات الاجتماعية سعود بن عطية الزهراني استعداد الإدارة العامة للخدمات الاجتماعية وإدارتها التابعة من منطلق مسؤوليتها الاجتماعية؛ لتقديم أفضل وأرقى الخدمات الاجتماعية والإنسانية وإرشاد وتوعية القاصدين للمواقع المكانية داخل المسجد الحرام وساحاته وتقديم خدمة أساور معصم اليد للزائر الصغير. وأوضح أن الأساور فيها اسم الطفل وولي أمره ورقم التواصل والتنسيق مع الجهات المعنية والإدارات بالمسجد الحرام بمختلف المجالات الاجتماعية. ويعد الحج من أهم الشعائر الإسلامية التي يقوم بها المسلمون حول العالم، وتشتهر هذه الشعيرة بأهميتها الروحية والدينية الكبيرة، وتمتد هذه الشعيرة لتشمل الأطفال كذلك، فبالنسبة للأطفال يعد الحج فرصة فريدة لمشاركة أولياء الأمور المشاعر الروحية والدينية، وتعريفهم على أهمية العبادة في الإسلام.
مشاركة :