دمشق 27 يونيو 2023 (شينخوا) أكد خبراء ومحللون سياسيون سوريون على أن تطبيع العلاقات بين سوريا وبقية دول العالم العربي تجلى من خلال إعادة سوريا إلى مقعدها بجامعة الدول العربية في مايو الماضي، ليكون علامة تحول رئيسية في الاستراتيجيات العربية بعد أكثر من 12 عاما من الحرب التي شهدتها البلاد. وبعد 12 عاما من انقطاع العلاقات والعزلة التي فُرضت على سوريا، بدأ العالم العربي ينظر إلى الحرب السورية بشكل مختلف، ربما لأن لغة التهديد، وكذلك الحصار الاقتصادي والاجتماعي لم يعد مجديا. لذلك، بات إيجاد حل سياسي للأزمة السورية أمرا ضروريا. وخلال سنوات الحرب والحصار الاقتصادي الجائر على سوريا، شعرت بعض الدول العربية ومعظم دول العالم بالقلق إثر الحرب التي باتت تهدد أمنها واستقرارها، وذلك مع ضعف أمن الحدود الناجم عنه تهريب المخدرات والاتجار بالبشر، فضلا عن أزمة اللاجئين التي أثارت قلق بعض الدول. ووفقا لمحللين سوريين، فإن العالم العربي أدرك أن الاستراتيجية التي يقودها الغرب والمتمثلة في فرض العقوبات والعزلة على سوريا، لم تعد تجدي نفعا وغير ناجحة. لذلك، بدأت الدول العربية في إعادة بناء العلاقات مع دمشق للتقليل من الآثر السلبي للحرب التي شهدتها سوريا، وكذلك التوصل إلى حل عربي للأزمة السورية التي طال أمدها. وفي يوم الأحد الماضي، قدم السفير حسام الدين آلا أوراق اعتماده كمندوب دائم لسوريا لدى جامعة الدول العربية للأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط في مقر الجامعة بالقاهرة، وذلك بعد القرار الذي اتخذته الجامعة المكونة من 22 عضوا، المتمثل في إعادة سوريا لمقعدها بالجامعة في مايو الماضي، حسبما أفادت وكالة الأنباء السورية ((سانا)). وفي هذا السياق، قال الخبير السياسي السوري أسامة دنورة لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن هذا التغيير يوضح أن الدول العربية تدعم مكافحة الإرهاب وترفض التدخل الأجنبي وغيرها من العوامل الأساسية الأخرى اللازمة لحل الأزمة السورية. ويعتقد دنورة أن إعادة تطبيع العلاقات العربية مع سوريا خطوة إيجابية "تقطع الطريق" أمام الدول التي تريد التدخل في الشؤون الداخلية السورية، وتشير إلى بداية جيدة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية البناءة بين الدولة العربية ودول المنطقة الأخرى. وأردف "يمكن للعرب تسهيل عملية التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية،" مؤكدا على "أنه سيكون موضع ترحيب هنا إذا لم يكن هناك أجندة خارجية". وبدوره، قال محمد العمري، خبير وكاتب سياسي سوري، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن العالم العربي يبدو اليوم وكأنه يتجاهل الخلافات ويشرع في حقبة جديدة من التفاهم والتوافق. وأوضح مؤكدا "أن عودة سوريا إلى مقعدها بجامعة الدول العربية لا تعني حل الأزمة السورية، بل يجب تسهيل وتسريع آليات الحل". وفي الوقت نفسه، أيد الخبير والمحلل السياسي السوري عماد سالم لوكالة أنباء ((شينخوا))، ما ذكره الخبيران السوريان قائلا إن عودة سوريا الى مقعدها في جامعة الدول العربية علامة تحول رئيسية في الاستراتيجيات العربية تجاه سوريا. وأضاف "أن تعيين مندوب دائم لسوريا في جامعة الدول العربية خطوة هامة، تشير إلى بداية جديدة للعلاقات بين سوريا والدول العربية،" لافتا إلى أن العرب من خلال هذه الخطوة قطعوا الطريق أمام بعض الدول التي كانت تعرقل عملية إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، والذي بات قريبا، بحسب قوله.
مشاركة :