اتفاق الهدنة في سوريا صامد رغم خروقات النظام

  • 2/27/2016
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

تشهد المناطق السورية المشمولة بوقف لاطلاق النار بدأ تنفيذه اعتبارا من منتصف الليلة الماضية هدوءا لم تعرفه منذ زمن طويل، وذلك بعد اكثر من 12 ساعة على دخول اتفاق وقف الاعمال العدائية الاميركي الروسي المدعوم من الامم المتحدة، حيز التنفيذ. ولم تسجل حتى بعد ظهر السبت اي خروقات كبرى للهدنة. لكن ناشطين سوريين على مواقع التواصل الاجتماعي أكدوا خرق النظام للهدنة في مواقع عديدة. وهي الهدنة الاولى بهذا الحجم التي تلتزم بها قوات النظام والفصائل المعارضة منذ بدء النزاع الذي اسفر خلال خمس سنوات عن سقوط اكثر من 270 الف قتيل ونزوح اكثر من نصف السكان. وبحكم استثناء تنظيم داعش وجبهة النصرة من الاتفاق، فان المناطق المعنية بالهدنة، بحسب مصدر سوري رسمي والمرصد السوري لحقوق الانسان، تقتصر على الجزء الاكبر من ريف دمشق، ومحافظة درعا جنوبا، وريف حمص الشمالي (وسط) وريف حماة الشمالي (وسط)، ومدينة حلب وبعض مناطق ريفها الغربي (شمال). واعتبر الموفد الدولي الى سوريا ستافان دي ميستورا ان "يوم السبت سيكون مفصليا"، مشيرا في الوقت نفسه الى احتمالات قوية بمحاولة عرقلة اتفاق الهدنة. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني في بيان السبت "انها اول فرصة لوضع حد للعنف على الارض ولا ينبغي تفويتها"، معتبرة ان استمرارها "سيهيء الظروف لايصال المساعدات الانسانية بشكل كامل ودائم ومن دون عوائق الى كامل الاراضي السورية". ودعما لاتفاق الهدنة، اعلن مسؤول كبير في القيادة العامة للقوات المسلحة الروسية سيرغي رودسكوي ان "الطيران الروسي لن يقوم بطلعات فوق سوريا يوم 27 شباط/فبراير"، لتفادي "اي اخطاء ممكنة" في الاهداف. وتحدث عن تنسيق اميركي روسي للحفاظ على الهدنة، مشيرا الى ان القوات الروسية تستعين بما لا يقل عن 70 طائرة بلا طيار ووسائل مراقبة جوية لمتابعة الاوضاع وضبط الخروقات. ومع دخول الاتفاق حيز التنفيذ عند منتصف الليل بالتوقيت المحلي (الجمعة 22,00 ت غ)، "عمّ الهدوء غالبية الاراضي السورية" التي تنتشر فيها قوات النظام والفصائل المقاتلة، بحسب مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن. وجالت صحافية في وكالة فرانس برس صباحا على مناطق قريبة من اطراف العاصمة، واشارت الى هدوء لم تشهده هذه المناطق منذ وقت طويل، والى غياب سحب الدخان التي كانت تتصاعد عادة من جوبر والغوطة الشرقية في ريف دمشق. وقال عمار الراعي (22 عاما)، وهو طالب جامعي في كلية الطب، "تفاجئت بالهدوء الذي حصل منذ ليل أمس وحتى الآن"، مضيفا "أحد أصدقائي في ألمانيا أرسل لي رسالة في الصباح يسألني مازحا: هل انتهت الحرب، ومتى تنصحني بالعودة؟". واكد احد السكان لوكالة فرانس برس سقوط قذائف على منطقة العباسيين قبل الظهر. وفي مدينة حلب (شمال) التي تشهد معارك مستمرة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة منذ صيف 2012، قتل شخصان واصيب اربعة بجروح السبت جراء سقوط قذائف على حي الشيخ مقصود ذات الغالبية الكردية.وشهدت بقية احياء المدينة وفق مراسل فرانس برس "هدوءا كاملا". وقال ابو نديم (40 عاما)، وهو عامل مطبعة يسكن في حي بستان القصر في شرق حلب الواقع تحت سيطرة الفصائل المقاتلة، "اتمنى ان تنجح الهدنة وان يستمر وقف اطلاق النار وان يلتزم النظام بعدم القصف بسلاح الجو والمدفعية (...) لعلنا نستعيد جزءا بسيطا من حياتنا قبل الحرب". ولم يسر الهدوء على المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش في شمال وشرق ووسط سوريا. وقصف طيران التحالف بعد منتصف الليل مواقع للتنظيم في محيط تل ابيض في محافظة الرقة، بعد ان شن التنظيم هجوما واسعا على المدينة ومحيطها التي يدافع عنها مقاتلون اكراد. وقتل في المعارك السبت وفق حصيلة اوردها المرصد عشرون مقاتلا كرديا على الاقل، و45 جهاديا جراء القصف الجوي وخلال الاشتباكات. وافاد المرصد عن اشتباكات اخرى في ريف حلب الجنوبي الشرقي بين تنظيم داعش وقوات النظام التي تسعى الى اعادة فتح طريق امداد رئيسية الى حلب. ويسيطر تنظيم داعش على مناطق واسعة في سوريا ابرزها في شمال وشمال شرق البلاد، اما جبهة النصرة فتتواجد في محافظات عدة، غالبا في تحالفات مع فصائل مقاتلة معظمها اسلامي لا سيما محافظة ادلب (شمال غرب). ويسيطر الفصيلان على اكثر من نصف البلاد. ويجتمع بعد ظهر السبت في جنيف فريق العمل الخاص بوقف اطلاق النار الذي شكلته الدول الـ17 في المجموعة الدولية لدعم سوريا لتقييم مدى الالتزام الاتفاق، بحسب ما ذكر دي ميستورا. وكان دي ميستورا اعلن انه في حال صمود الاتفاق، سيدعو الى جولة مفاوضات سلام جديدة في السابع من اذار/مارس في جنيف. وطالب مجلس الامن الدولي بعد اقراره بالاجماع الليلة الماضية الاتفاق الاميركي الروسي، جميع الاطراف المعنية بتنفيذه.

مشاركة :