الهُدنة في سوريا صامدة لليوم الثاني على التوالي وخلال الساعات الأولى على الأقل من اليوم الثالث، فيما تَبادَل أمس الأحد طرفَا النزاع الاتهامات بارتكاب خروقات لوقف الأعمال العدائية في عدة جهات من البلاد. وفيما تتحدث موسكو عن تسعة خروقات للهدنة من قِبل المعارَضة المسلَّحة، تحدثت المعارضة من جهتها عن أربعة وعشرين خرقا بالقصف المدفعي في ست وعشرين منطقة، مما أدى إلى مقتل نحو ثلاثين شخصا، فضلا عن اتهام الطيران الروسي بشن ست وعشرين غارة أمس الأحد. ورغم هذه الخروقات التي طالت كُلاًّ من حلب وحماه بشكل خاص، إلا أن هناك شبه إجماع على صمود اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي يوفِّر استراحة للمواطنين من دوي القصف اليومي والعيش في حالة طوارئ وخوف على مدار الساعة. ويُفتَرض أن يسمح وقف الأعمال العدائية بإيصال المساعدات الإنسانية لأكثر من مائة وخمسين ألف سوري يعيشون تحت حصار أطراف النزاع. وبموجب الاتفاق الذي توصلت إليه المحادثات الروسية الأمريكية فإن الهدنة لا تعني المناطق التي يتواجد بها التنظيمان المسمَّيان على التوالي جبهة النُّصرة والدولة الإسلامية. وفي حال صمود الهدنة، يُفترَض أن تتواصل المفاوضات بين دمشق والمعارضة تحت إشراف الأمم المتحدة ابتداء من السابع من مارس/آذار بغرض الاتفاق على حل سياسي للأزمة التي تدوم منذ خمسة أعوام وحصدت أرواح أكثر من مائتين وخمسين ألف شخص، فضلا عن تشريد قرابة اثني عشر مليون آخرين.
مشاركة :