ياسر رشاد - القاهرة - الذكرى العاشرة لـ30 يونيو.. ثورة شعب حماها الجيش يحتفل الشعب المصرى بمرور 10 سنوات على ثورة 30 يونيو المجيدة، التى أنقذت مصر من مصير مجهول على أيدى جماعة الإخوان بعد أن كانت على شفا حفرة من الانهيار، ولعل شرارة الثورة كانت فنية من أمام وزارة الثقافة المصرية، حيث وقف المثقفون والفنانون أمام الوزارة معلنين اعتصامهم ورفضهم لطمث الهوية المصرية، وتواجدوا فى الميادين، وناشدوا الجميع ضرورة النزول للشوارع والميادين العامة من أجل رفض القهر السياسى لجماعة الإخوان الذين فرضوه فى المجتمع، وعودة استقرار البلاد بنظام ديمقراطى جديد يحمى مصر بدون محاباة لجماعة حزبية على أخرى وبدون مجاملات طائفية ودينية، نظام يسعى إلى تطبيق العدالة الاجتماعية والسياسية والكرامة فى كافة أرجاء الوطن.. حول رؤية الفنانين للثورة بعد مرور 10 سنوات حاورناهم. أشرف زكى: نقابة الممثلين تحولت إلى منصة ضد أعداء الوطن قال الدكتور أشرف زكى، نقيب الفنانين، إن النقابة كانت الشرارة الأولى لثورة 30 يونيو التى رفضت استمرار وجود جماعة الإخوان الإرهابية فى الحكم، وكانت بداية الهتافات ضد حكم هذه الجماعة من داخل النقابة. وأضاف أن الفنانين والمثقفين كانوا الشرارة الأولى للثورة من داخل مبنى وزارة الثقافة فى الزمالك، وهذه أول مرة يلتف الجميع داخل النقابة على قرار واحد، مشيراً إلى أنه تم عمل منصة لهذا اليوم داخل النقابة. وتابع الدكتور أشرف زكى، أنه عندما كان يسمع أغنية تسلم الأيادى يشعر بالفرح والسرور لعودة البلد مرة أخرى فى الطريق الصحيح، موضحاً: «كانت أحلى ذكريات وربنا يحفظ بلدنا ورئيسنا ويحفظ شعبنا الطيب العظيم». خالد الصاوى: الحوار الوطنى أحد مكاسب الثورة وقال الفنان خالد الصاوى إن من أهم مكتسبات ثورة 30 يونيو هو الحوار الوطنى، الذى يواكب ذكرى 10 سنوات على الثورة. وأضاف أن الحوار الوطنى يعتبر من أهم الإنجازات وذلك لنجاحه فى لم شمل جميع القوى المختلفة وتقديم مصلحة الوطن وإرسال رسالة إلى الجميع أن المشاركة والحوار تخلق حالة من النهوض بالمجتمع. وتابع الفنان خالد الصاوى أن الفنان تأتى عليه مرحلة عمرية يشعر فيها بأنه يجب أن يوجه رسالة للأجيال القادمة، لافتًا إلى أن ما ينقص البيئة الفنية المصرية الآن هى الهوية، متابعًا: «نعرف إحنا مين ونتمسك بده». وأشار إلى أن الحفاظ على الهوية الثقافية للشعب المصرى، هو التحدى الأكبر الذى يجب أن يشغل الفنانين، مشيرًا أن محاولات طمث الهوية فشلت، لكن الحفاظ عليها أمر صعب للغاية فى ظل العصر الحالى، ولذا وجب التركيز من المبدعين والفنانين والشعب بأكمله للحفاظ على هذه الهوية. محمد رياض: شعرت بالرعب على مصر فى عصر الإخوان ووصف الفنان محمد رياض، فترة الإخوان بالرعب وقال، كنت أشعر بـ«الرعب» ما قبل ثورة 30 يونيو، بسبب استمرار حكم الإخوان للبلاد. وأضاف، أن الإنسان يشعر بالأمن والأمان فى وطنه ومنزله، منوهًا أنه لم يشعر بتلك النعمة الكبيرة إلا بعد فقدانها. وأكمل: «قبل 30 يونيو كنت مرعوبًا وخائفًا، كنت خائفًا على البلد وإن مصر العظيمة يحصل فيها هزة، لكن عندما شاركت فى الثورة وجدت كل أطياف الشعب المصرى مشاركين»، وتاريخ الشعب المصرى كبير يؤكد أنه دائمًا ما يتحد فى ساعة الخطر، مضيفًا: «فى أكتوبر 1973 كل أقسام الشرطة لم تسجل حادث سرقة واحد، فمن صفات الشعب ساعة الخطر، أنه يتحمل المسئولية ويبقى على قلب رجل واحد». وذكر أن ما حدث خلال حكم الإخوان صعب؛ بسبب العداء للثقافة والفنون بشكل كبير، معقبًا: «لم تكن هناك رؤية واضحة لما يحدث، حالة ربكة شديدة بالدولة فى كل شىء، بخلاف ما يحدث فى الشارع». وأشار إلى أن حماه الفنان الراحل محمود ياسين، كان رجلًا محبًا لمصر بشكل كبير، مختتمًا: «كان عنده إحساس أن فى حاجة هتحصل والبلد مش هتكمل كده، كان متأكدًا أن مصر لن تقع، وستعود متحدة ويسودها الأمن والأمان». أحمد عبدالعزيز: القوة الناعمة إحدى ركائز الدول قال الفنان أحمد عبدالعزيز، عضو الحوار الوطنى، إن وجود القوة الناعمة على طاولة الحوار الوطنى أمر مهم جدًا من أجل الاستفادة من رؤية هذه الفئة المختلفة، مشيرًا إلى أن هذا الحوار خطوة مهمة، ومن المكتسبات الأساسية لثورة 30 يونيو التى تسمح بالحرية، وهى أحد أهم مطالبها. وقال إن الحوار الوطنى يمثل إضافة إيجابية، وأوضح أن القوة الناعمة تعد إحدى ركائز الدول الحديثة من شانها أن تضيف جانبًا إبداعيًا على الحوار الوطنى والقرارات التى من المقرر أن تنتج عنه، وذلك لأن الفنان عادة ما يتمتع برؤية مختلفة وطريقة تفكير فريدة، كما أشار إلى أن الحوار الوطنى فى المقام الأول خطوة مهمة جدًا فى هذا التوقيت، موضحًا أن الحوار السبيل الوحيد لحل المشكلات والأزمات التى تمر بها البلاد. حرص صناع الفن على تقديم محتوى فنى هادف يتناسب مع ثورة 30 يونيو، وظهر عدد كبير من الأعمال الوطنية التى قدمت قضايا تهم المجتمع، وترصد الواقع الذى عاشته البلاد فى هذه الفترة، كما اهتموا بتقديم أعمال وثقت لهذه المرحلة المهمة فى تاريخ الوطن، وخلدت العديد من الأعمال التليفزيونية والسينمائية هذا الحدث العظيم، كما قدمت هذه الأعمال الأحداث السياسية فى مصر ووثقت الوضع الذى شهدته البلاد قبل قيام الثورة، وأدت إلى قيام ثورة 30 يونيو.. فى مقدمتها قناة «الوثائقية» التى تقدم أفلامًا وأعمالًا وثائقية لمراحل مهمة فى تاريخ الوطن لتعريف الشعب بتاريخه على كافة المستويات. يعتبر مسلسل «الاختيار» أبرز الأعمال التى أرّخت لهذه الفترة المهمة، بأجزائه الثلاثة الذى قدم وثيقة فنية وتاريخية عن فترة فاصلة فى تاريخ مصر المعاصر، ومرحلة شهدت تحديات ومؤامرات وحروبًا مباشرة ضد الدولة أبدع فى نقلها صناعة على مدار حلقات وثقت ونقلت الأحداث الحقيقية بشكل درامى، وفى «الاختيار 2.. رجال الظل» تناول المسلسل بطولات رجال الشرطة المصرية فى مواجهة اﻷخطار التى تعرض لها الوطن بعد سقوط جماعة الإخوان اﻹرهابية فى العام 2013، مع التركيز على أحداث فض اعتصام رابعة، وأحداث كرداسة، وفى الاختيار 3 كان الجزء الأجرأ الذى تناول تجسيدًا للشخصيات التى كان لها دور فعال فى إنقاذ مصر، وأظهر مجموعة من المشاهد الوثائقية الخطيرة التى أرخت لهذه الفترة التى لم يعرفها الجمهور، ليخرج العمل بمثابة وثيقة رسمية لما حدث، وكان ظهور شخصية الرئيس عبدالفتاح السيسى وجسدها الفنان ياسر جلال، واستكملت أجزاء الاختيار مسلسلا «الكتيبة 101» ومسلسل «حرب» واللذان تناولا الحرب على الإرهاب التى تفشى بسبب جماعة الإخوان. مسلسل «هجمة مرتدة»، ومن واقع ملفات معاصرة للمخابرات المصرية، ركزت حلقات مسلسل هجمة مرتدة على كشف الأجهزة المعادية لمصر، يتناول المسلسل أحد ملفات المخابرات المصرية، حيث يخوض سيف ودينا سلسلة من العمليات السرية التى تهدف كشف المؤامرات والمخططات الإرهابية التى تسعى لتقسيم المنطقة العربية، ونشر تنظيم القاعدة بالعالم، وكذلك مسلسل «القاهرة كابول» الذى رصد واقعًا اجتماعيًا لتغلغل الإرهاب خارجيًا وداخليًا واجتماعات الإخوان لإسقاط مصر. وآخر الأعمال المعروضة كان مسلسل «سره الباتع» الذى شهدت الحلقة الأخيرة، تأريخًا، لكلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى ثورة الشعب المصرى 30 يونيو 2013، التى ألقاها وقتها، وأعلن فى ذلك الوقت استجابته لمطالب الثوار المصريين ضد حكم جماعة الإخوان الإرهابية، وعزل رئيسهم محمد مرسى، وتعطيل العمل بالدستور. أيضاً ضمن الأعمال الاجتماعية التى أرّخت لهذه الفترة مسلسل «سلسال الدم»، الذى تناول سقوط حكم جماعة الإخوان الإرهابية، وتحديدًا الحلقة الأخيرة فى الجزء الرابع، التى انتهت بقيام الثورة وسقوط حكم الإخوان، وفى الجزء الخامس الذى تناول جرأة تزوير الانتخابات لصالح جماعة الإخوان وغيرها من التفاصيل التى كتبت تاريخ الجماعة. أيضاً مسلسل «الداعية» الذى عرض أشكالًا مختلفة من فساد حكم الإخوان وقياداتهم، وتناول سياستهم وأفكارهم، وتضمن المسلسل مشاهد لهتافات عديدة ضد حكم المرشد، والمطالبة بإسقاطه. مسلسل «اسم مؤقت»، تناول جانبًا من ثورة 30 يونيو؛ فناقش الصراعات بين 3 من مرشحى الرئاسة؛ أحدهم تابع للنظام القديم، والآخر ليبرالى، والثالث يمثل التيار الإسلامى، ويصل للحكم بتزييف الإرادة واستغلال الدين، فى إشارة واضحة إلى الانتخابات الرئاسية 2012. مسلسل «إمبراطورية مين» الذى تناول التغيرات الاجتماعية والسياسية التى طرأت على مصر عقب ثورة 25 يناير، وحتى 30 يونيو. ومسلسل «تفاحة آدم»، الذى رصد منذ حلقاته الأولى محاولات الإخوان لفرض سيطرتهم على وزارة الداخلية، وأهم الأجهزة الأمنية للوصول إلى أدق ملفاتها الخطيرة، وكذلك القضايا السائدة على الساحة السياسية آنذاك، وكل الممارسات التى قام بها الإخوان أدت للخروج بالثورة ضدهم. مسلسل «عد تنازلي» ودارت أحداثه حول شاب يتورط فى عملية اغتيال مساعد وزير الداخلية التى قامت بها جماعة إرهابية، ويطارده أحد ضباط أمن الدولة. مسلسل «أستاذ ورئيس قسم»، للزعيم عادل إمام الذى جاء مضمونه مهتمًا بالسياسة، وما فيها من أحداث، حيث يتطرق لثورة 30 يونيو والصراع السياسى القائم بين عدد كبير من الأحزاب السياسية، إضافة إلى بعض الأحداث التى فرضت نفسها بقوة على الساحة خلال الفترة الماضية. «المشخصاتى 2»، له نصيب فى محاكاة ثورة 30 يونيو، حيث كان من أوائل الأفلام التى ناقشت أحداث تلك الثورة، وقد تم تناول الفترة ما بين 25 يناير و30 يونيو، كما أنه كشف فترة حكم الإخوان لمصر، التى انتهت بثورة الشعب، كما يبرز الفيلم النجاح الكبير الذى حققته ثورة 30 يونيو فى تخليص مصر من حكم الجماعة، ويسلط الضوء على خطابات الرئيس المخلوع محمد مرسى، ويظهر الجانب الآخر وهو استقبال المواطنين لمثل هذه الخطابات، سواء فى المقاهى أو البيوت، كما يتطرق العمل لأشهر الإفيهات التى رددها «مرسى»، ولكن فى إطار كوميدى. تواصل دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور خالد داغر، احتفالاتها بذكرى ثورة 30 يونيو، حيث يقدم مركز تنمية المواهب تحت إشراف الدكتور سامح صابر، حفلًا لطلاب فصل كورال الأطفال، والشباب تدريب وقيادة الدكتور صابر عبدالستار، بمشاركة فصل البالية، تدريب وتصميم رقصات عايشة فؤاد، وذلك فى الثامنة والنصف مساء الجمعة 30 يونيو على المسرح الكبير. ويتضمن البرنامج مجموعة من المؤلفات الوطنية الشهيرة، التى تدعم روح الانتماء منها النشيد الوطنى، بلد التاريخ، سلم على الشهداء، مصر التى فى خاطرى، يا أغلى اسم فى الوجود، مصر يا أم الدنيا، حبيبتى من ضفايرها، يا حبيبتى يا مصر، احلف بسماها، هنحب مين غيرها، تحيا مصر، طوبة فوق طوبة، الله الله على المستقبل، تعرف تتكلم بلدى، أقوى من الزمن، المصريين أهما، ابن الشهيد، مصريتنا وطنيتنا، أن كان على قلبى، زى ما هى حبها وعلى باب مصر. يذكر أن دار الأوبرا المصرية، أقامت عدة فعاليات احتفالا بذكرى ثورة 30 يونيو، وشارك بها مختلف فرقها الفنية، وتضمنت مجموعة من المؤلفات الغنائية والموسيقية الحماسية.
مشاركة :